أعلنت لجنة الاتصال المارونية الرباعية المنبثقة من القادة الموارنة في قوى 14 آذار والمعارضة عن توافق أعضائها على مواصفات رئيس الجمهورية العتيد والتي استندت فيها الى المواصفات التي كان حددها البطريرك الماروني نصر الله صفير.

وأصدرت اللجنة التي عقدت أمس اجتماعها الثالث برعاية عدد من المطارنة الموارنة المكلفين من صفير، بياناً مساء هو الأول عن حصيلة اللقاءات التي عقدتها التي اتسمت بالسرية. وجاء البيان في ظل دينامية جديدة من الاتصالات التي أطلقتها مبادرة صفير والسعي الى توافق القادة الموارنة على انتخاب رئيس للجمهورية في موعده وتفادي الفراغ الرئاسي الذي سيزيد التأزم السياسي وتداعياته سوءاً في حال حصوله. وهذه الدينامية كانت أدت الى لقاء بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ليل الأحد الماضي كان بمثابة لقاء مصالحة ومصارحة. فيما يتوقع عقد لقاء قريب بين عون وزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري الذي اتفق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء جديد بينهما أول من امس على التريث في التعمق في البحث في اسماء المرشحين للرئاسة الأولى، في انتظار اتضاح صورة ما ستتوصل إليه مبادرة البطريركية المارونية وعمل اللجنة الرباعية، وما اذا كانت البطريركية ستشجع على اختيار لائحة قصيرة من أسماء المرشحين ليختار المجلس النيابي واحداً منها.

وفي وقت ينتظر ان تشمل الدينامية التي أطلقتها مبادرة بكركي اجتماعاً محتملاً بين الرئيس الجميل والوزير السابق سليمان فرنجية، قال مصدر فرنسي رفيع مطلع رافق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته المغرب ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ضمن المهلة الدستورية سيحمل فرنسا على عدم استبعاد اتخاذ اجراءات معينة في إطار مجلس الأمن. وأشار المصدر الى ان فرنسا «تتمنى مرشحاً رئاسياً قريباً من الأكثرية ومقبولاً من الجميع».

وفيما أشارت مصادر سياسية مسيحية الى ان لجنة الاتصال الرباعية بدأت تناول اسماء المرشحين للرئاسة في سياق السعي الى وضع لائحة منهم تطرح على القيادات المارونية، قالت مصادر أخرى ان بحث الأسماء داخل اللجنة ادى الى بروز اختلافات واضحة. لكن بعض المصادر شكك في ان يكون تم التطرق الى الأسماء لأن هذا الأمر يتعلق بالأقطاب لا بممثلين عنهم.

وفي كل الأحوال فإن بيان اللجنة الذي صدر امس لم يتطرق الى موضوع الأسماء بل نص على الآتي:

«بناء على التكليف الصادر لها من القادة المسيحيين بعد اجتماعهم مع البطريرك الماروني ومباركته، عقدت اللجنة الرباعية اجتماعها الثالث في بكركي وأصدرت البيان التالي:

1- انطلقت اللجنة بعملها من المبادئ التي تم التوافق عليها لإتمام الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية.

2- تؤكد اللجنة التزام القوى السياسية التي تمثلها الخيار الديموقراطي في كل العمل السياسي وعدم اللجوء الى العنف في معالجة كل الأمور، واعتماد مرجعية الدولة ومؤسساتها لحل أي إخلال بالقانون.

3- توافقت اللجنة على المواصفات التي يجب ان تتوافر في الرئيس العتيد انطلاقاً من المواصفات التي أطلقها غير مرة البطريرك صفير وبيان مجلس المطارنة الموارنة.

4- شرعت اللجنة في وضع تصور للمهمات التي تنتظر الرئيس العتيد، سيصار الى اختيار الرئيس على ضوئها واستناداً الى المواصفات.

5- تتابع اللجنة اجتماعاتها في الأيام المقبلة حتى إتمام المهمات الموكلة إليها».

وفي إطار الدينامية على صعيد اللقاءات المارونية يترقب الوسط السياسي إمكان عقد لقاء ماروني موسع، وزار رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع البطريرك صفير مساء أمس وعقد لقاء مطولاً معه ثم توجها الى القاعة الجانبية حيث كان الاجتماع الثالث للجنة الرباعية، وصافح جعجع الحضور متمنياً لهم التوفيق في مهماتهم. ولدى مصافحته ممثل «التيار الوطني الحر» ناجي حايك، قال جعجع: «من قال ان القوات غير ممثلة في هذا اللقاء؟». واوضح جعجع ان اللجنة الرباعية ما زالت مستمرة في مسعاها، لافتاً الى «ان الصعوبات كبيرة وعلينا ان نضع كل جهدنا. وأمام اللجنة الكثير من العمل». واضاف ان «إمكان انهاء اللجنة مهماتها هذا الأسبوع وارد، وسنضع كل الجهود لتكون النتائج إيجابية... ومن المفترض ان يبقى كل الفرقاء يتصرفون ضمن القانون ووفق أشكال ديموقراطية مقبولة. ويجب ان نحاول الوصول الى مرشح نكون جميعنا متفاهمين عليه. إذا توصلنا الى هذا المرشح يكون ذلك جيداً، وإذا لم نتوصل، فليبق كل منا على مرشحيه وننزل الى المجلس ونعمل انتخابات».

وأكد ان تحرك السفير البابوي لويجي غاتي يأتي في سياق مبادرة بكركي، لافتاً الى ان لقاء عون والحريري صار في إطار دراسة الترتيبات. وأعلن انه في الوقت الحاضر ليس من شيء مرتقب بالنسبة الى لقائه عون.

ورداً على سؤال، قال جعجع: «سنصل الى انتخاب رئيس قبل الأيام العشرة الأخيرة، لكن وفاقي أو غير وفاقي هذا يتحدد تبعاً للمفاوضات التي تحصل بين الفرقاء».

وتجنب جعجع رداً على سؤال الحديث عن صعوبات تعترض عمل اللجنة المارونية المصغّرة. وعن احتمال اجتماع الأقطاب الموارنة قال: «هناك الكثير من الأقطاب ولا يمكننا عقد اجتماع صغير، إما ان تكون الاجتماعات ثنائية أو ان تتوسع مما سيؤدي الى إشكالات من ناحية الشكل. واللجنة تعمل وماشي الحال في الوقت الحاضر». وعن إمكان تحضير للقاء بينه وبين فرنجية أجاب: «أبوابي مفتوحة لكل الناس ولم أرفض في أي يوم الاجتماع مع أحد، لكن الذي يريد الاجتماع مع الآخر عليه ان لا يضع شروطاً». وقال: «موضوع فرنجية خاص، لكن انا جاهز دائماً».

وأضاف رداً على سؤال عن قول نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إننا ذاهبون الى الخراب في حال عدم التوصل الى وفاق، قال جعجع: «الشيخ نعيم يقصد انهم يحضرون طعناً بالانتخابات الرئاسية يقدمونه الى المجلس الدستوري، عندما يجتمع المجلس النيابي ويشكل المجلس الدستوري».

وكان الشيخ قاسم قال في حديث تلفزيوني: المعارضة ثابتة وقوية وستعمل لمصلحة لبنان ونأمل بأن تشكل مساعي الرئيس بري وبكركي ضغطاً على الأميركيين للوصول الى حل.

وفي وقت حمل النائب السابق طلال أرسلان على دور المملكة العربية السعودية في لبنان، قال وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي ان «ثمة من لا يريد دوراً للمملكة إلا لتغطية محاولات فرض شروط وانحياز الى فريق دون آخر والمملكة لا تمارس هذا الدور ولا تسعى الى فرض مرشح للرئاسة ولن تسمي احداً وتريد الوفاق بين اللبنانيين ولا تتدخل لأنها قادرة على المساعدة في جمع اللبنانيين وهذا ما تقوم به، لكن ثمة من لا يريد حتى التوافق ولو على اسم الرئيس ويريد الفراغ لتذهب الأمور الى الفوضى».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)