العلاقات الأميركية البولندية تقلق موسكو، والبوسنة والهرسك في حاجة إلى تنشيط سياسي واقتصادي، وجدل بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حول سحب الأخيرة جزءاً من قواتها في العراق، والتاريخ لا يزال عقبة أمام العلاقات بين طوكيو وسيئول••• هكذا تنوعت جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية•
قواعد أميركية للصواريخ في بولندا: خصصت ’’البرافدا’’ الروسية أحد تقاريرها يوم الجمعة الماضي للكشف عن رغبة الولايات المتحدة في نشر صواريخ بالستية مضادة للصواريخ في بولندا• الصحيفة أشارت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية بدأت في نقاشات حول المسألة مع الحكومة البولندية انتهت بموافقة الأخيرة على تدشين قاعدة أميركية لهذا النوع من الصواريخ في الأراضي البولندية• وحسب الصحيفة، فإن الهدف من تدشين القاعدة هو حماية أوروبا الغربية من هجمات بالصواريخ البالستية تشنها دول شرق أوسطية• الصحيفة فسرت الخطة الأميركية بأنها محاولة تسعى من خلالها واشنطن إلى التواجد العسكري في أوروبا الشرقية التي انسحبت منها القوات السوفييتية قبل سنوات• هذه الخطة لم تثر قلق روسيا فقط بل أثارت قلق ألمانيا وفرنسا، ويبدو أن الولايات المتحدة تريد موطئ قدم في بولندا كبديل لقواتها في ألمانيا، في حين تسعى بولندا إلى لعب دور قيادي في أوروبا الشرقية•
بعض المحللين الروس يعتقدون أن موافقة بولندا على استضافة قاعدة الصواريخ الأميركية تعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة• فوارسو تريد العون الاقتصادي من واشنطن مقابل قيام الأخيرة باستغلال الأراضي البولندية، وهو سلوك اعتاد عليه حلفاء كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة• وهناك من يشير إلى أن موقف بولندا يكشف أجندة مضادة لروسيا استناداً إلى أن ’’وارسو’’ تتوق إلى لعب دور قيادي في أوروبا، على حساب دور موسكو•
عشر سنوات على ’’دايتون’’: المشهد في البوسنة والهرسك بعد عشر سنوات على اتفاق ’’دايتون’’ الذي أنهى الحرب في البلقان، كان محور مقال كتبه ’’كارل بليدت’’، يوم الأحد الماضي في ’’إنترناشيونال هيرالد تريبيون’’• الكاتب وهو رئيس وزراء السويد السابق والذي شارك عام 1995 في رئاسة وفد الاتحاد الأوروبي أثناء مؤتمر ’’دايتون’’ للسلام، والذي كان أول ممثل دولي رفيع المستوى في البوسنة في عامي 96 و،1997 يرى أن البوسنة لا تزال حتى الآن غير قادرة على اللحاق بتركمانستان أو غيرها من الدول المنضوية مع حلف شمال الأطلسي في إطار ما يعرف بـ’’اتفاق الشراكة من أجل السلام’’• ولم تتمكن البوسنة من اللحاق بمولدافيا أو أنجولا اللتين انضمتا إلى منظمة التجارة العالمية• ويبدو أنه من السهل على سياسيي البوسنة الاختباء وراء السلطات الهائلة لممثلي المجتمع الدولي أو الانخراط في نزاعات دستورية لتكون النتيجة هي تجاهل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها هذه الجمهورية• معدل البطالة في البوسنة وصل إلى 40% ومن المتوقع أن يواصل هذا المعدل ارتفاعه في المستقبل• الكاتب يرى أن الوقت قد حان كي يستيقظ سياسيو البوسنة، لا سيما وأن كرواتيا تتفاوض الآن للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وستكون لدى الصرب فرصة الانضمام إلى الاتحاد بعد إبرام اتفاق حول إقليم كوسوفا• ويتعين تخفيض مستوى الإنفاق الحكومي في البوسنة، وتحرير قوانين العمل وتخفيض الضرائب• ’’بليدت’’ يتوق إلى اللحظة التي يتوجه فيها سياسيو البوسنة إلى أستونيا أو سلوفاكيا ليتعلموا منهما قصص النجاح الصاعدة في أوروبا الجديدة، ويتعين على سياسيي البوسنة ألا يتحدثوا عن الماضي وأن يبدأوا في رسم المستقبل•
’’مشاحنات غير ضرورية’’: هكذا عنونت ’’جونغ آنغ ديلي’’ الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي لترصد سوء التفاهم الحاصل بين سيئول وواشنطن حول تخفيض عدد القوات الكورية المتمركزة في منطقة الزيتون العراقية• وحسب الصحيفة، فإن وزارة الدفاع الكورية قالت يوم الجمعة الماضي إنها ستطلب من البرلمان الموافقة على سحب ألف جندي من قوات حفظ السلام الكورية في العراق على أن يتم تمديد بقاء كتيبة حفظ السلام الكورية لعام آخر• لكن الولايات المتحدة أعربت عن امتعاضها وأشارت إلى أنها لم تتلق أي شيء بهذا الخصوص من القنوات الرسمية الكورية الجنوبية• غير أن وزارة الدفاع الكورية أوضحت أنها ناقشت الأمر مع المسؤولين الأميركيين قبل ثلاثة شهور وأبدوا تفهمهم للمسألة• لذا يتعين على واشنطن ألا تضخم من حجم المشكلة• وجود قوات كورية جنوبية في العراق يأتي في إطار تخفيف حدة التوتر بين سيئول وواشنطن حول إعادة انتشار القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، ويأتي أيضاً كرمز على قوة التحالف بين البلدين، ومن ثم يجب أن يتعاون البلدان من أجل إزالة سوء التفاهم الحاصل حول هذا الملف•
عقدة تاريخية: ’’التاريخ لا يزال يباعد بين كوريا الجنوبية واليابان’’، بهذه العبارة عنونت ’’أساهي شيمبيون’’ اليابانية أحد تقاريرها يوم الجمعة الماضي، لتصل إلى استنتاج مفاده أن طوكيو وسيئول فشلتا أثناء قمة منتدى آسيا والمحيط الهادي ’’إيبك’’ -التي انعقدت في مدينة ’’بيسان’’ الكورية الجنوبية- في التغلب على خلافاتهما المتعلقة برؤية كل منهما للتاريخ• رئيس الوزراء الياباني جونشيرو كويزومي التقى الرئيس الكوري الجنوبي ’’رو مو هيان’’ على هامش اجتماع رابطة آسيا والمحيط الهادي (APEC) وهو اللقاء الأول الذي جمع الرجلين منذ زيارة كويزومي لـ’’ياسكوني’’ في 17 أكتوبر الماضي، حيث النصب التذكاري للقتلى اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، وخلال اللقاء انتقد الرئيس الكوري الجنوبي هذه الزيارة بلهجة حادة قائلاً إنها استفزاز لبلاده• أما رئيس الوزراء الياباني فقال: ’’إنه لمن سوء الفهم الاعتقاد بأن زيارة النصب تعني تبرير الحرب’’• لكن ’’رو مو هيان’’ أخبر ’’كويزومي’’ أن هذه التبريرات لا تقنع الكوريين، الذين لن يقبلوا موافقة الحكومة اليابانية على إصدار مناهج تاريخ مدرسية تقدم رؤية منقوصة للماضي، في إشارة لعدم احتواء هذه المقررات على الجرائم التي ارتكبها الجيش الياباني في حق الكوريين خلال الحرب العالمية الثانية• ناهيك عن النزاع بين سيئول وطوكيو حول جزر ’’تاكشيما’’ الواقعة في بحر اليابان•
وعلى الرغم من أن ’’كويزومي’’ استغرق نصف ساعة في توضيح وتبرير زيارته للنصب التذكاري في ’’ياسكوني’’ فإنه لم يدع ’’رو مو هيان’’ لزيارة اليابان، ما يعني أنه من غير الممكن إجراء هذه الزيارة طالما أن اللقاء لم يسفر عن اتفاق عليها•