أن يفوض الرئيس الاميركي جورج بوش نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بمواصلة الحوار مع سوريا من اجل تمرير وتسهيل الاستحقاق الرئاسي اللبناني فهذا مؤشر واضح على ان واشنطن بدأت تسير في الطريق الصحيح ولابد انها ادركت حجم الاخطاء التي ارتكبتها في لبنان والمنطقة وبالتالي فإن الفترة القادمة قد تشهد نوعاً من التصويب او التصحيح لمسار السياسة الاميركية في الشرق الاوسط خاصة اذا ما صدقت نوايا واشنطن بشأن مؤتمر السلام المرتقب في انابوليس!
والواضح ان باريس، اضحت اكثر قدرة على فهم وتفهم متطلبات وهواجس الموقف السوري ازاء لبنان وبدا الرئيس ساركوزي صريحا وشفافا عندما اشار إلى ضرورة عدم المجيء برئيس لبناني معادٍ لسوريا!
وهنا يبرز السؤال التالي: هل هذه التطورات الجارية تشير إلى امكانية ابرام صفقة اميركية - فرنسية - سورية بشأن لبنان؟
أفلا تظهر هذه المعادلة موافقة ضمنية من قبل واشنطن على أي اتفاق أو تفاهم قد تتوصل إليه باريس؟
لقد حاولوا خلال الفترة الماضية اقصاء سوريا وتحجيم دورها في لبنان كمقدمة لاضعاف دورها الاقليمي في الشرق الاوسط! ويبدو ان الاميركيين والفرنسيين والاوروبيين اكتشفوا أن انجاز هذه المهمة امر صعب للغاية، الامر الذي دفعهم إلى فتح باب الحوار والاتصال مع السوريين.
وربما وقعت بعض المفاجآت لكن جوهر هذا التوجه لن يطرأ عليه أي تغيير.
ومن هنا حالة الذعر التي اصابت بعض قيادات واركان فريق الاكثرية في لبنان، امثال وليد جنبلاط وسمير جعجع وآخرين!
فهؤلاء ادركوا الان حقيقة ان الولايات المتحدة يمكن ان تضحي بهم اذا كان الامر يتعلق بمصالحها ولا يزال الحبل على الغارب!.