إلى أن مصادر دبلوماسية في باريس تحدثت عن مجموعة سيناريوهات سياسية يتم اختبارها اليوم لاحتواء أي تطورات جديدة داخل الأزمة السورية، وأوضحت المصادر أن الملف السوري سينتقل كليا من باريس إلى واشنطن
المشهد السوري ينتقل من نقطة لأخرى وذلك مع تصريحات معاذ الخطيب، رئيس ائتلاف الدوحة (الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة)، التي قدمت مؤشرات حول إمكانية الانطلاق بعملية سياسية وفق اتفاق جنيف، وفي الوقت الذي أعاد فيه جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، من ميونخ موقف بلاده من رحيل الرئيس السوري، فإن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التقى الخطيب على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ.
واعلن لافروف بعد لقائه مع الخطيب ان روسيا ترحب باستعداد الائتلاف للحوار مع السلطات السورية، وبين للصحفيين بالطائرة في طريق العودة الى موسكو من المانيا، حيث شارك في الدورة الـ 49 لمؤتمر ميونيخ انه بعد الحديث مع الخطيب، تكون لديه انطباع بان رئيس الائتلاف "يريد ان يتفهم موقفنا بشكل أكبر، ويرغب في سماع تقييماتنا للوضع".، معربا عن اعتقاده بان "ادراك الواقع" تغلب لدى المعارضين السوريين، لكن ذلك "لا يضمن بدء الحوار" حسب تعبير لافروف لان المعارضة "ليس لديها اي فريق للتفاوض".
ورغم أن تصريحات الخطيب التي تم التعامل معها كـ"مبادرة" أثارت جدلا في أوساط المعارضة السورية في الخارج، إلى أن مصادر دبلوماسية في باريس تحدثت عن مجموعة سيناريوهات سياسية يتم اختبارها اليوم لاحتواء أي تطورات جديدة داخل الأزمة السورية، وأوضحت المصادر أن الملف السوري سينتقل كليا من باريس إلى واشنطن وذلك بعد القمة الروسية – الأمريكية المتوقعة نهاية الشهر الجاري، حيث سيشكل هذا التحول بداية خلق فرص لتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة السورية.
واعتبرت هذه المصادر أن تصريحات أحمد معاذ الخطيب لا تعبر عن تحولات في مسار المعارضة السورية في الخارج، بل لتأمين مسار مختلف عن العنف الذي يسيطر اليوم على "المعارضة المسلحة" ويرتبط بالتطرف الديني، فتصريحات الخطيب الذي يمثل الاتجاه الديني داخل الائتلاف تشكل افتراقا بالنسبة لواشنطن على الأقل عن الخط المتشدد الذي يعمل في الداخل السوري.
وتوقعت نفس المصادر حصول فرز قوي لأطراف المعارضة خلال الأسابيع القادمة، وذلك عوضا عن محاولات الهيكلة التي فشلت أطراف كثيرة في إنجازها لتكوين جبهة قوية ضد السلطة السياسية في دمشق، وفسرت المصادر عدم ظهور أي مواقف من واشنطن للتجاوب مع ما يجري داخل الائتلاف بأن هذا الأمر هو داخل "المعارضة في الخارج" ولا يحتاج لتبديل أو تغير في الموقف الأمريكي الذي يترتسم ملامحه بشكل أوضح بعد القمة الروسية، فما يحدث داخل الائتلاف سيحدد موكوناته ومواقفها من بعض القضايا الحساسة وعلى الأخص "جبهى النصرة".
يذكر أن جو بايدن دعا الجميع الى الموافقة على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الاسد من منصبه، وذلك خلال كلمته أمس في مؤتمر الأمن في ميونخ، ولم يطرح أي موقف جديد تجاه الأزمة السورية.