دعا الكاتـب الفرنسي الشهيـر / تيري ميسان / مؤلف كتاب " الخدعة الرهيبة " ، خلال محاضرة ألقاها في المركز ، لإنشاء لجنة تحقيق تكون استقلاليتها وموضوعيتها مضمونة من قبل أعضاء منظمة الأمم المتحدة ، من أجل التحقيق في أحداث الحادي عشـر من سـبتمبر والمعرفـة الدقيقة للمتسببين الحقيقيين بهـا .. وقال / ميسان / " وفي انتظار ذلك ، فإن العمليات العسكرية الأمريكية الخارجية لا تستند إلى أي أساس شرعي في القانون الدولي سواء تعلق الأمر بالعمليات الأخيرة في أفغانستان أو تلك العمليات المعتزم القيام بها في إيران والعراق وفي العديد من الدول الأخرى " .
وعرض ميسان خلال محاضرته للعديد من العناصر التي تظهر أن هجمات 11 سبتمبر لا يمكن أن تعزى إلى إرهابيين أجانب من العالم العربي الإسلامي ـ حتى وإن كان يمكن أن يكون بعض المنفذين إسلاميين ـ إنما قادة العمليات هم إرهابيون أمريكيون من العسكريين .. ولإعطاء مصداقية لأسطورة الإرهابيين الإسلاميين تخيلت السلطات الأمريكية الانتحاريين .
وقال إنه لم يكن هناك أي تحقيق في الكونغرس هذا الذي تخلى عن ممارسة وظيفته الدستورية بناءً على طلب البيت الأبيض زعماً منه بعدم المساس بالأمن القومي ، ولم يكن هناك أي تحقيق للصحافة، هذه التي تم استدعاؤها إلى البيت الأبيض واضطرت إلى الامتناع درءاً للإضرار بالأمن القومي .
ورأى الكاتب الفرنسي أنه إذا تمّ القبض على فزاعة ابن لادن ، فإنه لن يُحاكم أبداً .. ولا غاية لظهور ابن لادن في الأحداث ، إلا لمساعدة الدعاية الأمريكية من أجل وضع الاتهام على العالم العربي والإسلامي .. وقال فإذا سلمنا بأن ابن لادن كان متعاوناً أو عميلاً لوكالة الاستخبارات الأمريكية خلال الحرب ضد السوفيات في أفغانستان ، فهناك محاولة لجعلنا نعتقد أنه انقلب وأصبح العدو الأول للولايات المتحدة .. وإن هذه الأسطورة لا يمكن أن تصمد هي أيضاً أمام التحليل .. فلوفيجارو كشفت أن أسامة بن لادن كان يتعالج في المستشفى الأمريكي في دبي في يوليو الماضي حيث زاره مسؤول مكتب CIA هناك . وقد أعلن عن جائزة لمن يدلي بمعلومات عنه مقدارها 5 مليون دولار لكن شيئاً لم يحصل . وقد كشفت القناة الأمريكية CBSفي 10 سبتمبر أن أسامة بن لادن يخضع لغسل كلى في مستشفى رازوالبيندي العسكري تحت حماية الجيش الباكستاني. وذكر الصحفي الفرنسي الكبير ميشيل بايار ـ الذي كان قد أسرته طالبان ـ كيف أن أسامة بن لادن كان يعيش علناً في جلال أباد في شهر نوفمبر في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تقصف مناطق أخرى من البلاد . ومع أنه تم رفع قيمة الجائزة لمبلغ 25 مليون دولار ، لكن لم يتم القبض على ابن لادن الذي عاد بقافلة من 25 سيارة كان بإمكان الاستخبارات الأمريكية رصدها .. ومع ذلك أيمكن الاعتقاد أن أكبر قوة عسكرية في العالم جاءت لتوقفه في أفغانستان ولم تفلح ، وأن المُلا عمر نجا من الأرمادا الأمريكية بفراره على دراجة نارية ؟ .
وعن رده حول ما ورد في كتابه الخديعة الكبيرة بأنه لا توجد أية طائرة استهدفت مبنى البنتاغون .. قال الكاتب إن الطائرة المفترضة والتي تحمل رقم الرحلة ( 77 ) تكون قد تعرضت على الأرجح في منشأة أو محمية طبيعية فوق أهايو ، فلا يوجد بالتالي شهود يؤكدون هذه الحقيقة . وتعرض الكاتب إلى جزئية أخرى في هذا الخصوص عندما أشار إلى أن السلطات الأمريكية قدمت أكياساً بها قطع من جثث ضحايا الطائرة متسائلاً عن مدى أصلية قطع أجساد الضحايا من عدم ذلك .
وعن فرضية قيام عسكريين أمريكيين بتنظيم هذه الهجمات ومدى تأثير ذلك على المصداقية الأمريكية .. قال تيري ميسان إنه أمر غير مستبعد مدللاً على قوله بوجود عملية مماثلة وسابقة في التاريخ الأمريكي وذلك عام 1961 عندما أعدت قيادة أركان القوات الأمريكية بالتخطيط لهجمات داخلية ضد الأمريكيين ، مُضيفاً أنه يمتلك وثائق تاريخية تؤكد هذه الحقائق وأنها موقعة من قبل صاحب أكبر مرتبة عسكرية في المؤسسة العسكرية الأمريكية . وأشار إلى أن تدخلاً عاجلاً من الرئيس كينيدي حينها في اللحظة الأخيرة أحبط المخطط ولكن الرئيس نفسه قتل بعد أسبوعين من ذلك وبشكل غريب .
وأكد الكاتب تيري ميسان في حواره إلى الإعلاميين أن ما أورده في كتابه ( الخديعة الكبيرة ) لم يكن اجتهاداً شخصياً ، إنما جاء بعد نقاشات عميقة ومطوّلة مع عديد من المختصين في الأسلحة الباليستية ورجالات الإطفاء والمهندسين . وقال " لقد عملت مع فريق كامل من أجل جمع مختلف العناصر بعضها في أمريكا والبعض الآخر في أفغانستان وسويسرا وإنجلترا .
وعن حقيقة التهديدات التي تعرّض لها ، قال إنه ومنذ ثلاثة أسابيع من نشر كتابه تلقى العديد من التهديدات ، إلا أن ذلك كما أضاف لا يعد شيئاً كبيراً بالمقارنة مع المخاطر التي تتهدد العالم حالياً .
ورجح ميسان أن جزءاً من الجيش الأمريكي هو الذي خطط ونفذ لأحداث الحادي عشر من سبتمبر في خطوة منه لدعم مؤسسات الصناعة العسكرية الأمريكية .. وأشار إلى أن هؤلاء يريدون إقامة جيش فضائي إضافة إلى الجيوش التقليدية في البر والبحر والجو . هذا الجيش يراد من ورائه تحقيق هيمنة أمريكية مطلقة على العالم والدليل على ذلك الميزانيات الضخمة التي خصصت للتسليح تصل إلى 696 مليار دولار وهي مجموعة ميزانيات 25 دولة الأكثر تقدماً في العالم . وأكد أن الهدف الأبعد من هذه الآلية العسكرية الرهيبة هو إثارة صراع حضارات يضعون فيها من جهة العالم المسيحي واليهودي وفي الجانب الآخر العالم الإسلامي مجدداً إشارته إلى أن التفجيرات اتهم فيها العرب كجزء من هذا المخطط .
وحول مدى علم الإدارة الأمريكية بهذه المخططات ، وهل أن يحدث حالياً في الأراضي الفلسطينية هو انعكاس لأحداث الثلاثاء الأسود .. قال ميسان إنه يعتقد أن الرئيس بوش قد تجاوزته الأحداث حينها ، ولذلك حاول في مرحلة ما أن يعارضها ولكن عندما سرقت منه أرقامه السرية والتي كان من الممكن استخدامها في تفجيرات خطيرة اضطر للانتقال إلى قيادة الأركان في أورفوت ، وبعدها توجه بوش إلى المركز الاستراتيجي للأسلحة الأمريكية واحتاج منه الأمر إلى بعض الوقت ، مما يعني أن هذه المفاوضات هي نوع من تسليم بوش بالأمر الواقع ، مُتسائلاً (ميسان) أنه لا يمكن معرفة إلى من تحاور بوش وعن ماذا تحاور وماذا تم الاتفاق عليه ، لكن بوش ظهر فيما بعد مغايراً ومنسجماً مع الوضع ، ولذلك تجري حالياً أفغانستان والتي أحرزت بعض التوزيع للمصالح النفطية شركة انكول ذات الصلة بنائب الرئيس ديك وكونزاليزا رايس .
وقال إنّ للولايات المتحدة اليوم حكومة ثانية ، فإلى جانب الحكومة المدنية الرسمية ، هناك حكومة تتألف من 100 عسكري ، وحكومة الظل هذه يُمكنها أن تحلّ محل الحكومة المدنية إذا منعت هذه الأخيرة من طرف المدنيين ، وأسماء أعضاء الحكومة العسكرية غير معروفين .
كما نفى الكاتب تيري ميسان وجود أية صلة لتفجيرات واشنطن ونيويورك بأية أطراف خارجية غير أمريكية مؤكداً في الوقت ذاته وجود استخدام كبير لهذه التفجيرات في خارج أمريكا ، وأضاف أنه عندما تحدث بوش في خطابه عن الخير والشر فإنه بذلك يعطي لنفسه الحـق في القتل ورفض أية تسوية ، وعندما يستخدم ـ شارون ـ حالياً نفس المصطلح فإنه يعطي لنفسه نفس الحقوق كذلك .
وعن وجود أي صلة للوبي الصهيوني بالأحداث قال ميسان : إن شركة يهودية مختصة في الرسائل الإلكترونية علمت بالتفجيرات لساعتين قبل وقوعها وسعت لإخطار الإدارة الأمريكية وجميع العاملين في مركز التجارة العالمي ، ولكن بـدون انتقاء للعاملين به وهناك من صدق ومن لم يصدق من الذين تم الاتصال بهم .. والشركة لم تكن الوحيدة التي علمت بذلك ، بل علمت أيضاً أجهزة من كل من روسيا وفرنسا ومصر .
وبتحليله لهجمات 11 سبتمبر ، أشار المحاضر إلى أنه لا يعرف سوى ضلوع أربع طائرات، بينما كان الأمر يتعلق في وقت ما بإحدى عشر طائرة . كما أنه لم يتم إقحام الانفجار الذي استهدف ملحق البيت الأبيض، أي المبنى القديم للمكتب التنفيذي المعروف باسم ((ايزنهاور)) ، ومع ذلك بثت (( أي بي سي )) مباشرة في صباح الحادي عشر سبتمبر صوراً عن الحريق الذي أتى على أقسام الرئاسة . وندرك حجم انهيار مبنى ثالث في مانهتن، بصفة مستقلة عن البرجين التوأم ، ولم تتعرض هذه البناية لهجمة بالطائرة ، رغم ذلك التهمها حريق قبل أن تتهاوى هي الأخرى دون سبب معروف .
وتابع المحلل الفرنسي يقول إذا أمعنا التركيز في الانفجار الذي استهدف البنتاجون، فسنلاحظ أن الطرح الرسمي هو كذبة كبيرة ، فحسب وزارة الدفاع فإن طائرة من نوع بوينغ 757 والتي لم يتم التمكن من تعقب أثرها فوق أوهايو تكون قد قطعت 500 كيلومتر من دون أن يتم اكتشافها، فمن المستحيل أن تتمكن الطائرة الانفلات طيلة هذه المسافة من الرادارات المدنية والعسكرية وطائرات المطاردة والأقمار الصناعية الخاصة بالملاحظة التي تم تنشيطها. ومن المستحيل أيضاً أن تدخل طائرة 757 المجال الجوي للبنتاجون من دون أن يتم تحطيمها من قبل بطاريات الصواريخ التي تحمي المبنى . وحينما نشاهد صور واجهة المبنى ، والتي تم التقاطها دقائق قليلة بعد الحادث، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من الانتشار ، فإننا لا نلاحظ أي أثر لحريق في الجناح الأيمن ولا أي ثقب في الواجهة والذي سمح للطائرة بالإيغال في المبنى. ومن دون خوف من إثارة السخرية، وبفرض اشتعال حريق بما يزيد عن 2500 درجة سيلسيوس في داخل المبنى ، فإن أجساد الركاب الذين كانوا على متنها يكونون قد أ ُحرقوا نوعاً ما وتم التعرف عليهم لاحقاً بفضل بصماتهم .
وخلص ميسان إلى أنه بدراسة الصور الرسمية لمشهد الانفجار ، التي أُخذت وبُثت من قبل وزارة الدفاع ، تبين أنه لم يتعرض أي جزء من البنتاجون لأثر يعود إلى تأثير بوينغ 757 .. لذا يجب العودة إلى الواقع : من المستحيل أن يكون الانفجار الذي ارتكب في الحادي عشر سبتمبر متسبباً في مقتل 125 شخصًا ، جراء طائرة ركاب . وقد أوضح المئات من الشهود أنهم سمعوا (( صوتاً مدوّياً شبيهاً بصوت طائرة مطاردة )) ، ولا يشبه صوت طائرة مدنية في شيء . وعلى إثر هذا الهجوم فإن قائد أركان البحرية الأميرال فيرن كلارك لم يلتحق بغرفة قيادة الإستخبارات العسكرية المشتركة كما فعل ضباط قيادة الأركان الآخرين ، بل فر من البنتاجون .
وتساءل ميسان : من كان إذن يستطيع أن يطلق صاروخاً من الجيل الجديد على البنتاجون ؟ الجواب يحمله لنا بوح أو اعترافات آري فيشر الناطق باسم البيت الأبيض وكارل روف الأمين العام للبيت الأبيض ، وهي اعترافات كذبها المعنيون أنفسهم بعد ذلك متعللين بكونهم أساءوا التعبير تحت تأثير الانفعال . فحسب هؤلاء المقربين من جورج بوش فإن الجهاز السري تلقى خلال الصباح اتصالاً هاتفياً من منظمي الهجمات وربما يكون ذلك لتقديم مطالب 0 ولإعطاء اتصالهم مصداقية كشف المهاجمون الرموز السرية للاتصال والتوثيق بالرئاسة ، في حين أن قلة من الأشخاص من ذوي الثقة والموجودين في قمة جهاز الدولة يُمكنهم حيازة هذه الرموز ، وهذا ما يترتب عليه أن واحداً من منظمي هجمات 11 سبتمبر على الأقل هو أحد القادة المدنيين أو العسكريين للولايات المتحدة الأمريكية .
ومع أنه من الممكن لأشخاص منظمين أن يدخلوا أسلحة نارية في طائرات النقل فإن الإنتحاريين لم يستخدموا إلا آلات حادة وكان عليهم أن يتعلموا قيادة البوينغ 757 في مدة ساعات على مجسم ليصبحوا أفضل من الطيارين المحترفيـن ، وهكذا يكونوا استطاعوا أن يقوموا دون تردد بمناورات اقتراب معقدة .. وإن وزارة العدل لم تشرح أبداً كيف وضعت لائحة الانتحاريين ، وشركات الطيران أشارت إلى العدد الدقيق لركاب كل طائرة وإلى لوائح غير كاملة للركاب دون ذكر الأشخاص الذين ركبوا في آخر لحظة . ومع ذلك فإن العديد من الأشخاص المعنيين ظهروا بعد ذلك ، إلا أن مكتب التحقيقات يصر على أن الخاطفين تم التعرف عليهم دون أية إمكانية للخطأ . ولأولئك الذين يشكون يقدم مكتب التحقيقات دليلاً مثيراً للسخرية ، فبعد أن احترقت الطائرات وانهارت الأبراج عثر بمعجزة على جواز سفر محمد عطا فوق أنقاض مركز التجارة التي ينبعث منها الدخان ولم يمسسه أي شيء .. بيد أنه لم يكن من الضروري الحصول على قراصنة جو للقيام بهذه الهجمات ، فإن تكنولوجيا الصقور الكونية التي طوّرتها القوات الجوية الأمريكية تسمح بالسيطرة على طائرة نقل على الرغم من الطاقم وتوجيهها عن بعد .