تتابع الصحف الاسرائيلية الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وبالأمس نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً كتبه تسفي برئيل عرض فيه تعقيدات الانتخابات، متوقعاً أن يكون قائد الجيش العماد ميشال سليمان هو المرشح التوافقي الأوفر حظاً. ومما كتبه: "الانتخابات الرئاسية اللبنانية ليست شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً. فمنذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان عام 1990، كانت هذه الانتخابات من مهمات سوريا. ويشغل الرئيس الجديد سوريا بصورة كبيرة، وكذلك السعودية وايران والولايات المتحدة وفرنسا. وعل رغم كل الصلاحيات المعطاة للحكومة، فإن الذي يكلفها ويحلها هو رئيس الجمهورية الذي يستطيع المشاركة في جلساتها متى يشاء، من دون ان يملك حق التصويت. كما يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويملك الرئيس قدرة على المناورة السياسية، فهو قادر على عرقلة القرارات والأحكام.
لحزب الله أهداف سياسية مهمة ، فبالنسبة اليه، من المهم ان يكون في رئاسة الجمهورية شخص ملائم. يطالب الحزب بتغيير تركيبة الحكومة بحيث تحصل المعارضة المؤلفة من حزب الله وأمل والتيار العوني على الثلث زائد واحد من الحقائب الوزارية. مما سيعطي حزب الله حق الفيتو على القرارات المهمة مثل مزارع شبعا والسلام مع اسرائيل والموافقة على تشكيل المحكمة الدولية التي يجب أن تحظى بموافقة الثلثين.
عاد عون الى لبنان عام 2005 بعد 15 عاما في المنفى، وتحوّل من رمز للمعارضة السورية الى حليف لنصر الله. لقد أدرك أن المكان الذي أبقي له في الائتلاف الحكومي الذي شكله السنيورة ثانوي، وخصوصا ان في استطاعته الوصول الى رئاسة الجمهورية اذا حصل على تأييد طرفين نافذين هما نبيه بري وحسن نصرالله حليفا سوريا. لكن عون اكتشف الأسبوع الماضي أن تأييد حسن نصرالله لترشيحه ليس مضموناً. فالبطريرك صفير قال ان على المرشح للرئاسة أن يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسيين، ولا ينطبق هذا الكلام على عون. ولقد طلب البطريرك من حزب الله تقديم اسماء لمرشحين جدد. فأبلغه ممثل الحزب ان لديهم أسماء أخرى، لكنه عاد ليؤكد موافقة الحزب على اي مرشح يختاره البطريرك.
ان من قد يفوز في النهاية هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي يقبل به صفير. ولأنه ليس شخصية سياسية، سيكون مقبولاً لدى فئات كبيرة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يوافق حزب الله على انتخاب سليمان؟ وهل انتخاب رئيس جديد سينهي الأزمة السياسية؟ تشكك جهات مقربة من حكومة السنيورة في ذلك. فانتخاب سليمان لن يجعل حزب الله يتخلى عن مطالبته بالحصول على ثلث مقاعد الحكومة. وعلى الارجح سيشترط الحزب موافقته على انتخاب سليمان او أي مرشح آخر بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفقاً لمطالبه. وتبقى مسألة اخرى مجهولة: ما الذي قد يحدث في 14 تشرين الثاني اذا أغتيل نائب في البرلمان او وزير في الحكومة؟

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)