تناولت صحيفة "هآرتس "أمس في افتتاحيتها المواقف السياسية الاخيرة التي أطلقها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله نثبتها في ما يلي: "فاجأنا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في نهاية هذا الاسبوع عندما أعلن موافقته على تجريد حزبه من سلاحه شرط حصوله على ضمانات لأمن لبنان من مصادر دولية غير الولايات المتحدة.ورغم اشتراطه لنزع السلاح إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض اللبنانية ويقصد مزارع شبعا، فإنها المرة الاولى التي يدلي فيها نصر الله بمثل هذا التصريح.

بالطبع هذا الكلام يهم اسرائيل جداً حتى لو لم يكن موجها اليها. فحزب الله هو احد اهم بؤرة للنزاع الدائر اليوم في لبنان. صحيح انه احتفظ بقوته في الانتخابات الاخيرة لمجلس النواب ونجح في ادخال وزرائه الى الحكومة، ولكن الدينامية الحالية للأحداث تجعله خاسراً. يمكننا الافتراض ان عناصر الحزب ليست متورطة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في شهر شباط،لكن الجريمة اثارت أزمة سياسية لم تنته بعد.

المعارضة اللبنانية برئاسة سعد ابن رفيق الحريري والتي كانت الفائز الاكبر في الانتخابات في مجلس النواب ترى ان على الحزب ان يتحول حزبا سياسيا وان يحل الميليشيا الكبيرة التي لديه. المواجهة بين الاثنين ليست علنية وما زال الطرفان يشاركان في الحكومة، ولكن من غير الواضح ما اذا كان هذا الوضع سيستمر لزمن طويل.في هذه الاثناء الكل ينتظر نتائج لجنة التحقيق الدولية في مقتل الحريري.

يوم الجمعة قال نصرالله انه يأمل في أن تستند اللجنة في تقريرها الى أدلة قضائية وليس الى توجهات سياسية. في الإمكان تفسير هذا الكلام بأنه محاولة للدفاع عن حلفاء نصر الله الاوفياء لسوريا وعلى رأسهم الرئيس اميل لحود وعن النظام السوري عموما. لقد تمكنت اللجنة من توقيف أربعة مسؤولين عن الاجهزة الامنية اللبنانية من الذين كانوا حتى وقت قريب أصحاب نفوذ كبير في النظام الأمني اللبناني - السوري. والتحقيق سيستكمل في دمشق حيث من المنتظر ان يستجوب الجنرال رستم غزالة الذي شغل منصب المندوب السوري في لبنان. ووفقاً لاختيار الذين سيحقق معهم يمكننا الافتراض ان الجنرال السوري لن يكون الوحيد، وانما قد يكون من ارسله ايضاً مطلوباً واذا لحق الضرر بالأسد فإن ذلك سيضعف أيضاً نصرالله.

يتعرض الاسد في هذه الايام الى ضغط كبير في ضوء ما يحدث في لبنان والاتهامات الاميركية بان سوريا تقدم العون الى الارهابيين في العراق. ورغم محاولات سوريا تصوير نفسها ضحية للارهاب فانها، لم تثبت حتى الان انها نظيفة اليدين وانها لا تؤوي على اراضيها ارهابيين عراقيين وسوريين. التطورات في لبنان وسوريا والتقدم في التحقيق في مقتل الحريري وزيادة الضغوط الدولية على الاسد تحمل اخبارا جيدة للشعبين السوري واللبناني ولجيرانهم في الجنوب. على اسرائيل من جهتها ان تحاذر القيام بأي تدخل يمكن ان يخرب نتائج هذا المسار".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)