قال غاري سامور، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن إيران تحتاج الى خمس سنوات على الأقل لإنتاج مواد تكفي لصنع قنبلة نووية، موضحا أن الجهود الدبلوماسية للحد من نشاطات طهران النووية لم تنجح. وقال سامور «إن إيران اقل قلقا الآن من أن تهاجمها الولايات المتحدة بسبب الفوضى التي تحدث في العراق». وتابع سامور الذي اعد وقدم تقرير المعهد الذي حمل عنوان «برامج إيران للأسلحة الاستراتيجية ـ تقييم»، في مؤتمر صحافي في لندن أمس، إن إيران ستقاوم أية ضغوط دبلوماسية دولية. وأوضح دون تشيبمان مدير المعهد أنه «سيكون من المهم استخدام الدبلوماسية الدولية بطريقة لا تجعل إيران تتخلى عن كل الضوابط وتسعى الى امتلاك قدرات لصنع الأسلحة النووية». وأضاف أن على المجتمع الدولي محاولة إجراء المزيد من النقاش السياسي مع إيران حول مخاطر امتلاك أسلحة نووية، مشيرا الى «الانفتاح النسبي» في إيران. وقال سامور انه في حالة حدوث جمود في الموقف بين ايران والامم المتحدة «أعتقد أن واشنطن وتل أبيب ستفكران بشكل اكسر جدية في استخدام القوة العسكرية». وأكد التقرير أن الخيار النووي الايراني ليس وشيكا، إلا أن تشيبمان أوضح ان ايران يمكن ان تنتج كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة بنهاية العقد الحالي إذا رغبت في ذلك. وأضاف «بدلا من أن تسرع إيران الى إنتاج قنبلة، فربما تسعى الى الحصول تدريجيا على قدرات نووية أكثر أهمية خلال عقد أو يزيد، قبل ان تقرر اللجوء الى خيار الأسلحة» النووية. وأشار التقرير الى ان ايران تنشر نحو 72 صاروخا قصير المدى و12 صاروخا متوسط المدى تصل الى اسرائيل ومعظم أرجاء تركيا وجنوب روسيا. وأكد تشيبمان ان تقدير قدرات ايران من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية هو امر اكثر صعوبة بسبب نقص المعلومات المتوفرة، الا ان وجود الخبرات الفنية العالية في ايران يجعل احتمال وجود تلك الأسلحة واردا.

الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان مجلس امناء وكالة الطاقة الذرية سيقررون في اجتماعهم المقبل في 19 سبتمبر (ايلول) ما هي الخطوات التي ستتخذ ردا على رفض إيران وقف نشاطاتها النووية الحساسة. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، جان باتيست ماتيي، في لقاء مع الصحافيين «إن مجلس الأمناء سيبحث في 19 الجاري تبعات هذا التقرير والخطوات التي ستتخذ». وقال ماتيي «إن هذا التقرير من شأنه ان يدفع ايران الى العودة الى اتفاق باريس من اجل اعادة تدابير الثقة الضرورية التي يطالب بها المجتمع الدولي والتي تعني بوضوح التعليق الكامل لجميع النشاطات الحساسة». وكان الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية، خافيير سولانا، قد قال الخميس إن الدول الأوروبية ستطلب «إذا اقتضى الأمر» رفع الملف النووي الايراني أمام مجلس الأمن. وفي طهران، قال نائب إيراني امس ان مجلس الشورى الايراني (البرلمان) يمكن ان يطلب من الحكومة وقف تطبيق البروتوكول الإضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمواقع النووية الإيرانية إذا استخدم الغربيون التهديد ضد ايران. وقال المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، كاظم جليلي، إن «أعضاء اللجنة أكدوا خلال اجتماع طارئ انه اذا كانوا (الغربيون) يريدون حرمان إيران من حقوقها عبر استخدام الضغوط السياسية، فعلينا اتخاذ القرارات الملائمة وخصوصا وقف عمليات التفتيش أو وقف تطبيق البروتوكول الإضافي». وأكد جليلي انه «اذا كان البروتوكول الإضافي يستغل ضد إيران بدلا من استخدامه لإحلال الثقة، فيجب وقف تطبيقه». إلا انه أكد أن أعضاء اللجنة أكدوا رغبة ايران في «مواصلة المفاوضات».

ووقعت ايران البروتوكول الإضافي في نهاية 2003 ووافقت على تطبيقه فورا في مبادرة حسن نية، ألا أن مجلس الشورى لم يصادق عليه. ويسمح هذا البروتوكول بعمليات تفتيش مباغتة للمواقع النووية للدول الموقعة عليه. وكانت ايران قد اعلنت في الثامن من أغسطس (آب) الماضي استئناف نشاطات تحويل اليورانيوم التي علقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 بموجب اتفاق مع الاتحاد الاوروبي. وفي تقرير أصدرته الجمعة، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن ايران تواصل نشاطات نووية حساسة ولم تحترم موعد الثالث من سبتمبر لوقف تحويل اليورانيوم.

وفى بروكسل، اعتبر دبلوماسي أوروبي قريب من الملف النووي الايراني أمس أن تعليق الأنشطة النووية الإيرانية الحساسة مجددا أو استئناف المباحثات بين إيران والاتحاد الاوروبي حول هذا البرنامج الايراني أمر «غير مرجح». وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته «إذا غير الإيرانيون رأيهم وقرروا تعليق (تحويل اليورانيوم) مجددا أو استئناف المباحثات حول هذا التعليق، أعتقد أن ذلك سيكون مهما للغاية، لكن يبدو انه أمر غير مرجح». وأضاف الدبلوماسي الأوروبي «إن المرحلة التالية المنطقية هي إحالة المسألة الى مجلس الأمن» الدولي.

ومن ناحيته، دعا سولانا أمس في شنغهاي، ايران وكوريا الشمالية الى العودة الى طاولة المفاوضات حول برنامجيهما النوويين. وقال سولانا في مداخلة في مدرسة «تشاينا يوروب إنترناشونال بيزنس سكول» التجارية في شنغهاي إن «الاتحاد الأوروبي يبقى مستعدا لاستئناف المفاوضات التي أطلقناها مع طهران لشراكة سياسية واقتصادية جديدة»، موضحا انه بحث هذا الموضوع مع محاوريه الصينيين يوم الاثنين في بكين. وأوضح سولانا أن الجانبين تطرقا أيضا الى قضية كوريا الشمالية.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)