قالت مصادر سورية مواكبة للتطورات اللبنانية لــ"صدى البلد" في دمشق أمس ان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الوطني الياس المر "أدلى بمداخلة كاذبة" في برنامج كلام الناس الذي تبثه المؤسسة اللبنانية للإرسال "ال. بي. سي".

وأضافت هذه المصادر الواسعة الإطلاع على الملف اللبناني "ان المر بادر الى تأليب المسلمين السُنّة ضد سورية من خلال أوامر أعطاها للعقيد (في قوى الأمن الداخلي) منذر الأيوبي, وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها بلدة مجدل عنجر في 27 أيلول عام 2004 على اثر وفاة الموقوف اسماعيل الخطيب".

وذكرت هذه المصادر ان رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت عاملة في لبنان يومها العميد رستم غزالة حاول الاتصال آنذاك بالمر على هاتفه الخلوي فتلقى إشارة ان هذا الهاتف مغلق, في حين ان المر كان يعرف رقم المتصل من خلال خدمة "السوبر كليب" المتوافرة في هاتفه, اذ ان غزالة يريد ان يبحث معه في تهدئة الأوضاع, لكن المر لم يبد تعاوناً في هذا المجال".
واتهمت المصادر السورية نفسها المر بأنه "كان وراء اعطاء الأوامر للناس للنزول الى الشوارع وإثارة الفتنة". وقالت: "ان المر كانت تربطه بالعميد غزالة علاقات وثيقة, وانه زار غزالة مراراً في مكتبه في عنجر وأثنى عليه".

وكشفت المصادر السورية إياها ان المر "أصر كثيراً على تولي حقيبة وزارة الداخلية في حكومة الرئيس عمر كرامي لكنه لم يحصل عليها بسبب اصرار (الوزير والنائب السابق) سليمان فرنجية ذي الثقل السياسي والاجتماعي الكبير على توليها". وأكدت "ان المر يعرف هو وغيره من الشهود انه بكى أمام عمه الرئيس اميل لحود عندما أدرك ان حقيبة وزارة الداخلية ستسند الى فرنجية لا محال". ولفتت الى ان المر "كان يملك غرفة عمليات وتنصت في وزارته (الداخلية) والجميع يعرفون كيف كان يستخدمها, لكن يبدو ان مصالحه كانت أخيراً فوق اعتبارات لبنان واللبنانيين".

وتساءلت المصادر السورية: "لماذا ترفع السرية المصرفية عن المر ثم يتم التراجع عن القرار من قبل لجنة التحقيق الدولية (في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري) ويتم الاعتذار منه؟" وقالت: "ان المر حاول كثيراً استهداف الفلسطينيين وان كثيرين يعرفون الكثير عن الفساد المالي الذي يغرق فيه السيد المر". وخلصت الى القول: "ترى هل ان المر يدرك واقعه الزجاجي أكثر من غيره أم انه مثل كثير من المسؤولين اللبنانيين الذين رغبوا بركوب الموجة أخيراً ضد سورية؟".

مصادر
صدى البلد (لبنان)