انتهزت الحكومة الاسرائيلية فرصة انعقاد القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي تنظمها الامم المتحدة في تونس لتدفع بهذا البلد نحو تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية فورا.

فقد اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ليور بن دور في تونس امس ان اسرائيل ترغب بان تشهد علاقاتها مع تونس تقدما سريعا لكي يتمكن هذا البلد العربي من المساهمة بصورة اكبر في عملية السلام, وقال: "اننا نرغب في استئناف هذه العلاقات منذ الآن", واضاف: "لمَ انتظار التسوية النهائية للنزاع؟ يمكن لتونس منذ الآن تطبيع علاقاتها مع اسرائيل خصوصا بعد الانسحاب من قطاع غزة".

وأوضح بن دور: "لا شيء يمنع تطوير العلاقات"، مشيرا الى انه ليس لتونس "اي نزاع مباشر" مع اسرائيل. واضاف: "من شأن ذلك زيادة قدرة تونس في تسهيل عملية السلام" بين اسرائيل والفلسطينيين. واشار بن دور الى ان وزير الخارجية سيلفان شالوم, الذي يرأس الوفد الاسرائيلي الى القمة, سيجري اليوم محادثات مع بعض الوزراء التونسيين بينهم وزير الخارجية عبد الوهاب عبدالله.
والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع شالوم مرتين امس على هامش القمة في تكثيف للاتصالات بين الجانبين غداة التوصل الى اتفاق بشأن فتح حدود قطاع غزة.

ويمثل الاجتماعان اعلى مستوى للاتصالات بين الجانبين منذ اشهر عدة. وقال عباس للصحافيين بخصوص جولة المحادثات الاولى: "كان لقاء جيدا... ناقشنا الاتفاق (الخاص بمعابر قطاع غزة) وبحثنا استمرار عقد هذه اللقاءات", وحضر هذه الجلسة الرئيس الموريتاني اعلى ولد محمد فال. وخلال اللقاء الثاني الذي عقد بمبادرة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وخصص لمناقشة "الاجراءات العملية" لترجمة الاتفاق, شدد عباس على اهمية معاودة المفاوضات مع اسرائيل استنادا الى "خريطة الطريق"، خطة السلام الدولية.

ومع الاتفاق حول اعادة فتح حدود غزة، اعرب شالوم عن الامل في ان "تكون غزة مثالا يحتذى به" وان "تنجح السلطة الفلسطينية في فرض القانون والنظام في هذا القطاع" لاحراز تقدم في خريطة الطريق, كما جدد معارضة اسرائيل لمشاركة حركة "حماس" في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقررة في كانون الثاني المقبل.
واعطى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي امس اشارة انطلاق اعمال القمة بحضور ممثلي 170 دولة من المجتمع المدني والمنظمات الدولية والقطاع الخاص, فيما عقد مئتا ناشط في مجال حقوق الانسان ينتمون الى منظمات غير حكومية تونسية وعالمية "قمة المواطنين" الموازية التي افتتحها رئيس الرابطة الدولية لحقوق الانسان السنغالي صديقي كابا.

ومن بين الحاضرين المحامية الايرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام, التي تطرقت الى "نشطاء حقوق الانسان التونسيين المضربين عن الطعام منذ اكثر من شهر". وبدأت سبع شخصيات تونسية معارضة من المجتمع المدني في 18 تشرين الاول الماضي اضرابا مفتوحا عن الطعام مطالبة بمزيد من الحريات في تونس.

من جهته حضر رئيس بلدية جنيف مانييل تورنار الاجتماع للتعبير عن ادانته "الحملة التي تستهدف الرابطة التونسية لحقوق الانسان وتشكك في شرعيتها"، وكذلك "العنف الذي مورس ضد نشطاء حقوق الانسان والصحافيين فى الايام الاخيرة في تونس". كما دان ممثل منظمة العفو الدولية ايف شتينر منعه من توزيع تقرير حول "انتهاكات حقوق الانسان" اعدته المنظمة. اما رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان مختار الطريفي فتطرق الى العراقيل التي تضعها السلطات التونسية "لمنع انعقاد القمة" الموازية.

وشهدت جنيف امس تظاهرتين امام مقر الامم المتحدة لمناسبة افتتاح قمة تونس, الاولى مؤيدة لبن علي والثانية مناهضة له.

مصادر
صدى البلد (لبنان)