السفير

<<أدعوكم لأن تكونوا شركاء في لحظة تاريخية جديدة بانتخاب أول امرأة لتولي الرئاسة. فلنصنع التاريخ>>. بهذه الدعوة، قصت ميشال باشليه الاشتراكية امس شريط عصر جديد في تشيلي، بعدما اصبحت اول امرأة تصل الى سدة الرئاسة بالاقتراع الشعبي في القارة الجنوبية، في انتصار يعزز اليسار اللاتيني المناهض للولايات المتحدة.

وتفوقت <<رئيسة المواطنين>> على <<برلوسكوني تشيلي>>، الملياردير اليميني سباستيان بينييرا، بحصولها على 53,49 في المئة من الأصوات، في مقابل 46,5 لبينييرا الذي اعترف بهزيمته وهنأ باشليه، واصفا اياها بانها رمز <<نضال ملايين النساء من اجل انتزاع المكانة التي يستحقنها>>.وستصبح باشليه (54 عاما) طبيبة الاطفال <<غير التقليدية>>، التي تعرضت للتعذيب في عهد الدكتاتور اوغيستو بينوشيه وقتل والدها في معتقلاته، رابع رئيس لتشيلي على التوالي من ائتلاف يسار الوسط الذي يدير البلاد منذ العام 1990. وهي ستخلف في 11 آذار المقبل ولولاية تستمر اربع سنوات، مرشدها في السياسة واحد الرؤساء الاكثر شعبية الذين تعاقبوا في تشيلي، الرئيس ريكاردو لاغوس، الذي اشاد بخليفته بعد لقائها قائلا <<فخر لي ان اختتم فترة ولايتي بتسليم الرئاسة الى امرأة مثل باشليه>>. وفي الكلمة التي ألقتها بعد إعلان الفوز، وصفت باشليه النتائج بأنها <<نصر لنا جميعا>>، متعهدة باختيار حكومة تتوزع حقائبها مناصفة بين الرجال والسيدات. وقد اعتبرت المرشحة الديموقراطية المسيحية السابقة للرئاسة، سوليداد الفيار، ان الرئيسة المنتخبة ستختار <<افضل رجال ونساء لتشكيل حكومتها>>.

من جانبه، راى رئيس مؤتمر اساقفة الكاثوليك في تشيلي اليخاندرو غويك، بعد لقائه باشليه، ان لوزيرة الدفاع والصحة السابقة، القدرة على <<المصالحة برغم العذابات التي تعرضت لها>>. كما اشاد رئيس اساقفة العاصمة سانتياغو الكاردينال فرانسيساكو خافيير ايرازوريس ب<<تغلبها على الحقد>>، معتبرا ان <<فوز باشليه، هو فوز للبلاد كلها>>.

وارتكزت الحملة الانتخابية لباشليه على مواصلة الانفتاح على الاستثمارات الاجنبية وإنهاء معاناة الفقراء والمحرومين والاقليات في البلاد الاكثر ثراء في اميركا اللاتينية، وذلك على غرار ما نادى به اليساريون المناهضون للولايات المتحدة الذين يتولون الحكم في بلدان لاتينية اخرى، مثل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والبرازيلي لويس لولا دا سيلفا، والاورغواني تابار فاسكويز، والارجنتيني نيستور كريشنر، والبوليفي إيفو موراليس.

ويعزز فوز باشليه الانعطاف <<التقدمي>> والتحول الى اليسار في اميركا اللاتينية، غير انها اقرب ايديولوجيا الى سيلفا منها الى موراليس او تشافيز. وقد اصطدمت افكارها الاشتراكية الليبرالية في بعض الأوقات مع أفكار الصفوة المحافظة في تشيلي، لكن قادة الأعمال يثقون في قدرتها على مواصلة السياسات الاقتصادية الحذرة للاغوس.