معالي السيد/ كوفي عنان- الأمين العام للأمم المتحدة
سعادة السيد/ خافيير سولانا- الممثل السامي للإتحاد الأوروبي
معالي السيد/ إكمال الدين إحسان أوغلي- الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي
معالي السيد/ عمرو موسى- الأمين العام لجامعة الدول العربية
أصحاب السعادة الوزراء
الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمحوا لي بداية أن أعرب لكم عن بالغ سرورنا لتواجدكم معنا في الدوحة، مدينة التسامح والسلام، التي دأبت على احتضان العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الهادفة إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات من أجل تحقيق أمن وسلام ورفاهية الشعوب، فأهلا وسهلا بكم في دولة قطر.
وإذ تتشرف بلادي اليوم باستضافة هذا الاجتماع الهام الذي دعا له معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ كوفي عنان، فإننا ندرك تماما ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا في إيجاد السبل الكفيلة بالخروج من الأزمة التي سببها نشر الصور المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، مما أدى إلى الإساءة لمشاعر أكثر من مليار مسلم في أنحاء العالم.

أصحاب المعالي والسعادة،
بعد عقود بل وقرون طويلة ساد فيها الخوف من الآخر بسبب الجهل، الأمر الذي أدى إلى تفشي الكراهية وتكرار النزاعات وارتكاب الفظائع، فقد استبشرنا ببزوغ عهد جديد مع دخول الألفية الثالثة، الذي كنا نطمح في أن يكون عهدا يسوده الحوار والتفاهم والتصالح، عهد ينظر فيه إلى التنوع على أنه تعزيز لنسيج البشرية، وإلى الاختلاف على أنه إثراء لذلك النسيج الرائع، وإذا بنا نفاجأ بالتعصب والإرهاب في صورة جديدة ولكنها تنبع من الأسباب نفسها.
وفي الواقع لا توجد حضارات متفوقة وأخرى أدنى منها شأنا، لأن الحضارة العالمية تمثل إسهاما إنسانيا مشتركا، وكل تجربة حضارية هي جزء لا يتجزأ من التراث الحضاري البشري. إن التنوع الثقافي مكسب غال ينبغي الاعتزاز والتمتع به وقبوله كميزة دائمة تثري مجتمعاتنا، من أجل تقدم البشرية ورفاهيتها.
وليس بالغريب القول أن أحداث 11 سبتمبر خلقت شرخا في العلاقة بين الإسلام والغرب، مما شجع البعض على تعميق ذلك الشرخ واستغلاله في رسم صورة نمطية سلبية للإسلام في وسائط الإعلام الغربية، متناسين المساهمات القيمة التي قدمتها جميع الأديان في بناء الحضارة الحديثة والمساهمة التي يمكن أن يقدمها الحوار والتحالف بين الحضارات في تحسين إدراك القيم المشتركة بين البشر كافة. وهذا ما يحتم علينا العمل على تعزيز الدور الهام الذي يمكن للإعلام أن يلعبه في تعزيز التسامح وحرية الدين والمعتقد.

ورغم إيماننا بحرية الرأي والتعبير إلا أننا نرى أن هذه الحرية يجب أن تمارس بإحساس بالمسؤولية، وضمن حدود القانون الذي لا يسمح في ممارسة الفرد لحريته بصورة تمس وتتقاطع مع حرية الآخرين.
إن الربط المتكرر والخاطئ بين الإسلام وانتهاك حقوق الإنسان والإرهاب سبب رئيسي في تشويه صورة الدين الإسلامي، كما أنه يقوض الجهود التي تبذلها الدول الإسلامية في محاربة التطرف والعنف. لذا فإن الجميع مطالبون بمحاربة التطرف والتعصب والكراهية التي تقود إلى الصراع والإرهاب.
إن ما نأمله حقا هو إيجاد مجتمع دولي يسوده التسامح والاحترام المتبادل بين أصحاب كل الديانات، ويعترف بالحقوق والمسؤوليات بنفس القدر. ونتطلع إلى أن يكون البيان المزمع اعتماده في ختام اجتماعنا هذا خطوة لتدشين مرحلة جديدة ومستمرة تساهم في تحقيق نقلة نوعية من مفهوم الحوار بين الحضارات إلى مفهوم التحالف فيما بينها.

وفي الختام، نتمنى لكم جميعا طيب الإقامة في دولة قطر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.