نفذت طهران تهديدها امس، وأغلقت جميع المنافذ الحدودية بين ايران وإقليم كردستان العراقي، ردا على اعتقال قوات الاحتلال الاميركي في السليمانية قبل ايام، لإيراني صنفته على انه ضابط في «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري، وذلك في وقت اعلن وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني، ان الحكومة تأمل في توقيع اتفاقات نفطية مع شركات دولية بحلول نهاية العام، حتى في حال عدم اقرار قانون جديد للنفط.
وقال المتحدث الرسمي باسم «حكومة» إقليم كردستان جمال عبد الله، ان «السلطات الايرانية أغلقت جميع المنافذ الخمسة الحدودية بين ايران وإقليم كردستان»، معتبرا ان «الجانب الكردي يدفع ثمن عمل قام به الاميركيون.. المتضرر الاول والأخير هو المواطن الكردي.. إقليم كردستان ليس طرفا».
بدوره، عبر «وزير تجارة» الإقليم محمد رؤوف عن استيائه من غلق المعابر الحدودية. وقال ان «إقليم كردستان سيصاب بضرر كبير». واكد ان «رئيس وزراء الإقليم اجرى محادثات مع الجانب الاميركي وطلب منهم اطلاق سراح الايراني»، الذي أكدت طهران انه يعمل في منصب الوسيط التجاري.
إيرانيا، قال حاكم إقليم كردستان في ايران اسماعيل نجار «سبق وقلنا انه اذا لم يتم الافراج عنه (الايراني المعتقل) سريعا، فاننا سنعيد النظر في مبادلاتنا التجارية». وأضاف «نأمل ان يتصرف العراقيون بأسرع ما يمكن للافراج عن موظفنا».
من جهة اخرى، اعلن وزير النفط العراقي إن بلاده تأمل في توقيع اتفاقات خاصة بحقول للنفط مع شركات دولية بحلول نهاية العام حتى في حالة عدم اقرار البرلمان لقانون جديد للنفط، موضحا ان العقود الجديدة ستتفق مع القواعد والتوجيهات التي تتضمنها مسودة القانون المتصارع عليه.
وقال الشهرستاني «كوزارة تتحمل مسؤولية.. لا يمكننا مواصلة الانتظار. لا يوجد فراغ تشريعي. القوانين الحالية تسمح لوزارة النفط بالتفاوض مع الشركات وتوقيع العقود». وأضاف «سنلزم أنفسنا بمسودة (قانون النفط) عند توقيع عقود من خلال ضمان منافسة حرة وشفافية كاملة وإعلان العقود التي تحقق أفضل الفوائد للعراق».
وبموجب مسودة قانون النفط العراقي الجديد، يجب أن يقوم المجلس الاتحادي للنفط والغاز بمراجعة العقود والموافقة عليها. لكن الشهرستاني قال إنه في حالة توقيع الوزارة على عقود قبل اقرار القانون، فإن الاتفاقات ستعرض على مجلس الوزراء لإقرارها وإن الشركات الأجنبية لا تشعر بالقلق بخصوص التوقيع.
وجدد الشهرستاني اعتباره ان «العقود التي وقعتها حكومة كردستان ليس لها أساس قانوني ولا تتفق مع القوانين الحالية ولا مع مشروع القانون الذي تمت الموافقة عليه». وأضاف «ما يقلقنا في هذه العقود هو السرية التي تحيط بها»، مشيرا الى ان أربـعة عقود وقعتها حكومة كردستان سينظر فيها المجلس الاتحادي للنفط والغاز.
الى ذلك، قدمت الحكومة العراقية مزيدا من التنازلات امام شركة «بلاك ووتر» الاميركية، التي تورط مرتزقتها بقتل مدنيين عراقيين. واعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان «مستقبل شركة بلاك ووتر مرهون بنتائج التحقيق الذي ستسفر عنه اللجنة العراقية الاميركية المشتركة في حادث ساحة النسور». ورغم مرور اكثر من أسبوع على الحادث، لم تتلق السفارة الاميركية في بغداد اي طلب رسمي من الحكومة باستبدال «بلاك ووتر».
وروى شرطي مرور عراقي حادثة اطلاق النار التي قام بها مرتزقة «بلاك ووتر». وقال المسؤول عن تنظيم السير في ساحة النسور علي خلف «خرج الموكب من احد مداخل المنطقة ثم قاموا برمي قناني مياه على السيارات من اجل إيقافها.. بعد ذلك ومن دون اي سابق إنذار أطلقوا رصاصات على سيارات متوقفة على مسافة بعيدة عنهم، اصابت إحدى الرصاصات سائق سيارة فهرعت راكضا اليه من اجل إنقاذه لكنه فارق الحياة وجلست زوجته وولده بجواره مذهولين فيما استمرت سيارتهم بالسير ببطء لعدة أمتار».
وتابع «رغم وفاة الرجل قام الحراس الاميركيون بإطلاق النار صوب السيارة فاندلعت النيران بسبب إصابتها بقذيفة ثقيلة أحرقت أجساد من بداخلها.. بعد ذلك ارتعب الناس وحاول جميع المدنيين الفرار من المنطقة وخرج آخرون من سياراتهم مذعورين في محاولة للنجاة بأرواحهم.. لقد سقط العديد من القتلى والجرحى في كل مكان وبرك الدمــاء انتشـرت في الشارع».
ميدانيا، اعلن ضابط عراقي رفيع المستوى ان 20 شخصا قتلوا بينهم سبعة ضباط في الشرطة ثلاثة منهم رفيعو المستوى، في هجوم انتحاري استهدف جلسة مصالحة سنية - شيعية، خلال مأدبة إفطار أقيمت في مسجد قرب بعقوبة. وقتل 10 عراقيين وأصيب اكثر من 35 بجروح في هجمات متفرقة. وذكر «مرصد الحريات الصحفية في العراق» ان مسلحين قتلوا الصحافي ومعد البرامج في قناة «البغدادية» التلفزيونية جواد الدعمي في حي القادسية امس الأول.
كما أعلن الاحتلال الأميركي مقتل أحد جنوده في هجـــوم شمال بغداد.
وتوفيت العراقية ماجدة حميد ابراهيم المصابة بداء الكوليرا في مدينة الصدر في بغداد. وكانت منظمة الصحة العالمية اعلنت منذ ايام عن الإصابة الاولى بداء الكوليرا في العاصمة العـــراقية، علما ان الوباء بات ينتشر بشكل واسع في الشمال