بعض الاطراف العربية لا تريد حتى مجرد الوقوف عند ذكرى حرب اكتوبر عام 1973 لانها تشعر بالقلق عندما يتعلق الامر بالحروب والمواجهات العسكرية بالرغم من وجود احتلال اسرائيلي للاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ومزارع شبعا اللبنانية، والمؤسف ان بعض هذه الاصوات خرجت من مصر وهي التي صنعت انتصارات حرب اكتوبر وكان لضباطها وجنودها البواسل الدور الريادي في تحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس، فباسم الواقعية والاعتدال والسلام يسعون الى شطب والغاء كل ما هو جميل وناصع في التاريخ العربي والابقاء على صفحات الهزيمة والانكسار للقول إن هذه الامة هي امة هزائم وانكسارات، وبالتالي فهي لا تستحق حتى ان تعيش. لقد تعرضت حرب اكتوبر ولا تزال لهجمات وحملات تشويه وتقريع من قبل جهات عربية وذلك دفاعا عن اسرائيل وما يسمونه حقها في الحياة والوجود، كان الاكثر تعرضا للحرب هم النخب الفكرية والثقافة سواء في مصر او الاردن او العديد من العواصم العربية في حين ان الوسط الشعبي والجماهيري العربي ظل يحيط الحدث بهالة من القدسية الوطنية والقومية، ووصل الامر الى حد القول إن غزو العراق من قبل الولايات المتحدة عام 2003 كان انتقاما لهزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر عام 1973 فأي امة هذه التي تصنع بتاريخها كل هذا الفساد والافساد وتحاول تجاوز الماضي بحثا عن المستقبل المفقود؟ لقد اعتاد العقل العربي على لغة الهزيمة والخنوع، وعندما جاءت حرب اكتوبر احدثت صدمة قوية وعميقة لديه فكان البعض غير قادر على تحمل النتائج والتبعات في حين ان السواد الاعظم استطاع ان يكتشف بسهولة ابعاد واهداف ما جرى وكأن العرب ينقسمون مرة اخرى الى «عربين» وتصبح اسرائيل هي الاخ والصديق.

مصادر
الوطن (قطر)