رأى المعلق يوهنان أديري في "يديعوت احرونوت" أن الغارة الاسرائيلية على سوريا لم تنجح في تحسين الردع الاسرائيلي في مواجهة جبهة الرفض التي تضم سوريا و"حزب الله" و"حماس"، لكنها اثارت شكوكاً كبيرة لدى الايرانيين في قدرة الدفاعات الجوية الروسية الباهظة الثمن على التصدي للمقاتلات الاسرائيلية.
وكتب أمس: "أصداء نجاح العملية العسكرية في سوريا وصلت الى طهران. فلقد أثار فشل الأجهزة الجوية من انتاج روسي القلق لدى نظام آيات الله. فهذه الأجهزة تشكل الجزء الاساسي من عقود التسلح الاستراتيجي للجيش الإيراني في الدفاع عن الأجواء الايرنية والذي يقدر ثمنه بمليارات الدولارات.
وبالاستناد الى مجلة "أفيشن ويك" الأميركية، ارسلت طهران احتجاجاً حاداً الى موسكو، طالبة توضيحاً عن سبب فشل هذه الاجهزة. ولقد وصل خبراء روس الى سوريا للتحقيق عن قرب في أسباب الفشل التي منحت اسرائيل تفوقاً جوياً عند الهجوم.
ويبدو أن هذه الأصداء أُخذت في الاعتبار في السيناريوات التي جرى تداولها في وزراة الدفاع الاسرائيلية قبل الغارة. ولكن عدم استعداد اسرائيل للتخلي عن عنصر المفاجأة الذي له أهمية استراتيجية كبيرة، طغى على مشكلة التوقيت.ولكن ما الذي توقعت اسرائيل ان تربحه لاحقاً عبر كشفها مسبقاً لأوراقها في هذه المواجهة الاستراتيجية ؟ وهل من المحتمل ان نكون قد قمنا بعمليتنا في وقت أبكر من المطلوب ؟
خلافاً للنتائج المهمة التي كانت للغارة على سوريا في ردع ايران ، يبدو ان العملية العسكرية لم تحسّن قدرة اسرائيل على الردع في مواجهة جبهة المقاومة. فما زال التأخر التكتيكي الاسرائيلي في مواجهة الخطر التقليدي لصواريخ القسام والكاتيوشا على حاله. أنصار المقاومة في بيت لهيا وبيت حانون شمال غزة لم يسمعوا أصداء الانفجارت في تل الأبيض. كما أن الحصار القاسي والمتواصل على غزة يبدو من دون معنى. أما القدرة الاسرائيلية على الردع فلم تتحسن، وانما هي آخذة في التراجع أكثر فأكثر. في سهل البقاع في لبنان، كما في غزة، الحياة طبيعية .فحزب الله يواصل اعادة بناء قدرته العسكرية بسرعة في ظل شعارات خارجية تبشر سكان الجنوب بتبرعات تقدمها الحكومة الايرانية.في المقابل تزداد في الفترة الأخيرة التقارير التي تتحدث عن عملية "تشييع" لقرى مسيحية ودرزية في منطقة مرجعيون يقوم بها انصار حزب الله تحت غطاء تقديم المساعدات بهدف اقامة حزام طائفي واحد يمتد من البقاع الى البحر.
ان الاعتقاد أن العملية الاسرائيلية الناجحة في سوريا قد أعادت القدرة على الردع، يكشف عن تفكير سطحي وغير ذي دلالة.على حكومة اسرائيل وضع نظرية أمنية جديدة للردع تستطيع ان تقدم الرد الناجع على جبهة المقاومة وتجمع بين الوسائل الديبلوماسية والحزم العسكري في غزة يشبه العملية على سوريا الى جانب زعامة صارمة مستعدة لتنازلات تاريخية في الموضوع الفلسطيني .)"

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)