توقفت الاوساط الدبلوماسية المراقبة في دمشق مطولا امس عند التحذير الذي كان الرئيس السوري بشار الاسد اطلقه امس الاول خلال ترؤسه لاجتماع القيادة المركزية للجبهة الوطنية الحاكمة في سوريا حين اكد ان المنطقة قد تشهد خلال الفترة القادمة احداثا سياسية من شأنها ان تترك آثارا في غاية الخطورة على مستقبل بلدانها وشعوبها اذا لم تتم معالجتها بصورة عقلانية، تلبي مصالح مختلف الاطراف دون الانحياز الى طرف على حساب آخر وقد رأت في هذا التحذير اشارات واضحة صادرة عن دمشق باحتمال عدم حدوث توافق لبناني على مرشح رئاسي توافقي الامر الذي قد يدخل لبنان في دائرة المجهول وربما التقسيم مثلما ان هذه الاشارات السورية تذهب الى احتمال وقوع مواجهة عسكرية كبرى بين ايران واميركا، وان يسبق ذلك قيام اسرائيل بشن عدوان مبيت ضد سوريا وحزب الله تمهيدا للضربة الاميركية ضد طهران، واوضح مصدر دبلوماسي عربي بارز في دمشق لـ الوطن انه يجب اخذ تحذير الرئيس الاسد على محمل الخطورة، لافتا الى انه سبق للرئيس الاسد ان حذر في شهر يوليو الماضي من انه اذا لم يحدث تحرك جدي وحقيقي وملموس على طريق السلام العادل والشامل فان المنطقة ستكون عرضة لاحداث وتطورات كبيرة وخطيرة.

، واضاف هذا المصدر بأن هناك رؤية سورية واضحة ومحددة لكل الاحتمالات المطروحة على الساحتين الاقليمية والدولية، مبينا ان دمشق ولمواجهة كل هذه الاحتمالات والتداعيات المحتملة سارعت الى تحسين وتعزيز علاقاتها السياسية والامنية والاقتصادية مع دول الجوار، بدءا من تركيا التي اقامت دمشق نوعا من التحالف الاستراتيجي، مرورا بالعراق، وهو ما عكسته الزيارة الهامة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لسوريا مؤخرا، وانتهاء بزيارة العاهل الاردني لدمشق هذا الاسبوع والتي كسرت الجليد السياسي في علاقات البلدين، وشكلت اختراقا استراتيجيا نوعيا، ويؤكد المصدر ان سوريا بدأت تظهر انفتاحا ومرونة على الوضع اللبناني، معربا عن اعتقاده بأن دمشق ستقوم بخطوات بارزة لتصحيح وتحسين علاقاتها مع لبنان بعد ان يتم انتخاب رئيس توافقي لتكمل بذلك بناء جسور الثقة والتصالح مع دول الجوار تحسبا لأي حرب مع اسرائيل.

مصادر
الوطن (قطر)