أكد استطلاع جديد أن غالبية الإسرائيليين باتت أكثر تشاؤماً في أعقاب مؤتمر أنابوليس الدولي للسلام الذي استضافته الولايات المتحدة نهاية الشهر الماضي، بدعوى أن الفلسطينيين لن يكتفوا بإقامة دولة لهم إلى جانب إسرائيل.

وأشار «مقياس السلام» الشهري الذي يعده مركز أبحاث السلام في جامعة تل أبيب إلى أن الفرضية التي تقول إن الإسرائيليين يؤيدون مواقف زعماء دولتهم في كل ما يتعلق بحل الصراع مع الفلسطينيين ليست مؤكدة أبداً، وأنهم وفقاً لإجاباتهم في الاستطلاع الذي جرى بعد أسبوع من أنابوليس، ليسوا متحمسين للحاق بركب السلام الذي يقوده رئيس حكومتهم إيهود أولمرت. وأورد التقرير مثالاً على ذلك بالإشارة إلى أنه على رغم اعتبار أولمرت أن المؤتمر أنابوليس قد يشكل منعطفاً سياسياً تاريخياً، فإن اهتمام غالبية الإسرائيليين بالمؤتمر ومداولاته كان منخفضاً جداً. وتوضح الأرقام أن 24 في المئة فقط تابعوا أنابوليس باستمرار، و47 في المئة «أحياناً»، و26 في المئة لم يتابعوه إطلاقاً.

وعلى رغم «البيان المشترك» الذي قرأه الرئيس الأميركي جورج بوش في المؤتمر والأجواء الايجابية التي رافقت أعماله، فإن الاستطلاع يكشف أن الاعتقاد السائد لدى غالبية الإسرائيليين هو أن النتائج الفعلية للمؤتمر «تميل إلى السلبية» بسبب الفجوة بين مواقف الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال 63 في المئة إن المؤتمر لم ينجح في التوصل إلى استيضاح جذري للخلافات في المواقف بين إسرائيل والفلسطينيين، ورأت نسبة مماثلة أنه لم ينجح في تعزيز فرص تحقيق السلام.

ومن المفارقات أن التشاؤم حيال فرص تحقيق السلام يعم أوساط الإسرائيليين، على رغم قناعة أكثر من نصفهم (55 في المئة) بأن قيادة السلطة الفلسطينية تريد حقاً التوصل إلى حل دائم. وقال 38 في المئة إنهم غدوا أكثر تشاؤماً بعد المؤتمر، في مقابل 29 في المئة قالوا إنهم أكثر تفاؤلاً، و33 في المائة قالوا إن المؤتمر لم يغير موقفهم من فرص حل الصراع.

وترى غالبية الإسرائيليين (62 في المئة) أن مطلب الفلسطينيين إقامة دولة مستقلة لهم أمر «عادل»، فيما قال 58 في المئة إنه في وسع إسرائيل أن تتيح إقامة هذه الدولة، لكن 61 في المئة يفترضون أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين يقوم على مبدأ «دولتين لشعبين» لن يقود من وجهة نظر الفلسطينيين إلى إنهاء صراعهم التاريخي مع إسرائيل.

وتتمثل عدم ثقة الإسرائيليين بالفلسطينيين في تأييد 53 في المئة منهم أن تكون الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة مغلقة لمنع دخول الفلسطينيين إلى الدولة العبرية. لكن 71 في المئة يرون أن هذا الحل المنشود ليس في متناول اليد، إذ يفترضون أن الحل السلمي لن يتحقق من دون موافقة «حماس» وأن الجانبين سيواجهان معضلة في قضايا الصراع الجوهرية. وقال 39 في المئة إن «قضية القدس» تقف على رأس سلم العثرات في طريق التوصل إلى حل، تليها مشكلة اللاجئين (32 في المئة).

على صعيد آخر، نقلت صحيفة «هآرتس» في عددها الأسبوعي أمس عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تقارير تلقتها الأخيرة تفيد أن الولايات المتحدة لا تعارض عقد مؤتمر إقليمي آخر للسلام في موسكو يكرس لبحث الملفين السوري واللبناني في كل ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن الخارجية الإسرائيلية تستند في تقاريرها إلى محادثات تمت بين جهات إسرائيلية وروسية، وأن الأخيرة تتوقع انعقاد مثل هذا المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية في نيسان (أبريل) المقبل. وزادت أن موسكو «متشجعة» من موقف سائر أعضاء اللجنة الرباعية الدولية الذين لم يعارضوا فكرة عقد المؤتمر. وأضافت الأوساط الروسية أن المؤتمر لا يهدف إلى إبرام اتفاقات، إنما إلى تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط.

إلى ذلك، تابعت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس قد تقوم بجولة أخرى في إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية مطلع الأسبوع المقبل بهدف الإطلاع على سير المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي يفترض أن تبدأ اليوم.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)