في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة، قررت إسرائيل أن تجري في نيسان المقبل أضخم مناورة في تاريخها لفحص جهوزية الجبهة الداخلية. وستكرس المناورة أساسا لمواجهة احتمال تساقط صواريخ إيرانية وسورية تقليدية، وغير تقليدية، على إسرائيل.
وكتب المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» أن صافرات الإنذار ستسمع في أرجاء إسرائيل، وستعالج قوى الإنقاذ الجرحى الذين سيصابون بالسلاح الكيميائي، وسيعمل رجال الإطفاء ووحدات الإنقاذ بكامل قوتهم لإنقاذ أشخاص دفنوا تحت الأنقاض، وستستعد المستشفيات لعشرات المصابين. وهكذا فإنه بعد عام كامل من الاستعداد، ستجرى المناورة الأضخم في تاريخ الجبهة الداخلية الإسرائيلية في نيسان المقبل، تحت اسم «نقطة تحول 2».
وستفحص للمرة الأولى، في «نقطة تحول 2»، شبكة الطوارئ، التي أنشئت كأحد دروس حرب لبنان الثانية. وستنسق الشبكة نشاط جميع قوى الإنقاذ، وفيها قيادة الجبهة الداخلية، وشرطة إسرائيل، والإطفاء، ونجمة داوود الحمراء ومكاتب الحكومة. ويرأس الشبكة التي أقيمت مؤخرا العميد احتياط زئيف تسوك ـ رام، وهي تخضع لنائب وزير الدفاع اللواء احتياط متان فيلنائي، المسؤول من جانب المؤسسة الأمنية عن شؤون الجبهة الداخلية.
وستشارك السلطات المحلية بدورها في المناورة، التي ستتم خلالها إقامة غرف عمليات للعناية بجميع «حالات الطوارئ». وفوق ذلك سيتخيل المشاركون في التدريب إبعاد مستوطنين عن مناطق «مصابة».
وعلاوة على جميع السيناريوهات، سيتم تدريب الإعلام الإسرائيلي أيضا في «نقطة تحول 2»، بحيث سيطلب إلى الجهات المختلفة أن تنقل رسائل إلى الجمهور الإسرائيلي والإعلام الدولي.
ويتوقع أن يمتحن المستوى السياسي أيضا في التدريب، بحيث يفترض المخططون انه في سيناريو لحرب ممكنة في المستقبل، مع إيران أو سوريا أو حزب الله، ستكون الجبهة الداخلية هدفا رئيسيا لهجمات «العدو»، بالإضافة إلى هجمات بالصواريخ من قطاع غزة، التي لا تحدث فقط في الأوقات التي تعرف على أنها «حرب».
وحسب الاستعدادات لـ«نقطة تحول 2»، يبدو أن كل تهديد ممكن للجبهة الداخلية سيمتحن في أثنائها. ستتدرب جهات الإنقاذ المختلفة على علاج المصابين بالسلاح الكيميائي والبيولوجي وتخليص أشخاص من مبان منهارة.

مصادر
السفير (لبنان)