قام التحالف الدولي لهزيمة داعش مع شركائه وعلى مدى خمس سنوات من المشاركة العسكرية والمدنية بتحرير العراق وشمال شرق سوريا من قبضة داعش. سيطر تنظيم داعش في ذروته على حوالى 110 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي، بما في ذلك مدن رئيسية في كل من العراق وسوريا، كما اجتذب أكثر من 40 ألف مقاتل إرهابي أجنبي. لقد نجحت حملة التحالف بتحرير حوالى 7,7 ملايين شخص من سيطرة داعش. وساعد أعضاء التحالف في جمع أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات الإنسانية ومساعدات الاستقرار لدعم الشعبين العراقي والسوري وتدريب وتجهيز أكثر من 220 ألفا من أفراد الأمن والشرطة لإرساء الاستقرار في المجتمعات المحلية. ويتمثل أحدث نجاح للتحالف بمداهمة القوات الأمريكية لمجمع زعيم داعش أبو بكر البغدادي، مما أدى إلى مقتله.

لقد تحققت هذه النجاحات بعد تقديم تضحيات هائلة، فقد قتل عشرات الآلاف من الشركاء المحليين في سوريا والعراق أثناء قتالهم التنظيم وضحى أكثر من 100 من أفراد الخدمة في التحالف بحياتهم كجزء من مهمة هزيمة داعش. وأصيب بعض من جنود التحالف الإيطاليين في الأيام الماضية بجروح خطيرة جراء هجوم بالعبوات الناسفة في العراق.

تتعرض هذه الإنجازات وهزيمة داعش الدائمة للتهديد اليوم. وبالتالي، ينبغي على التحالف أن يحافظ على وحدة الهدف والتماسك في سوريا والعراق.

نحن وزراء خارجية المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لهزيمة داعش نؤكد على إرادتنا المشتركة وعزمنا المتواصل لمواجهة مرحلة جديدة ضمن هذه المعركة من خلال مواصلة جهدنا المشترك ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

نحن وزراء خارجية المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لهزيمة داعش نحث كافة الجهات الفاعلة العاملة في شمال شرق سوريا على مواصلة التنبه للتهديدات الإرهابية على مختلف أنواعها ومظاهرها والحفاظ على التقدم الذي أحرزه التحالف الدولي والعمل معا لمواجهة أي تهديدات لهذه النتيجة وتجنب أي فراغ أمني في المنطقة قد يستغله داعش. لا تزال مواصلة احتجاز الأفراد المرتبطين بداعش في شمال شرق سوريا، بمن فيهم المقاتلين الإرهابيين الأجانب، موضوعا فائق الأهمية، وينبغي الالتزام بالقانون الدولي في أي ظروف، بما فيه القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

على الرغم من الموقف الصعب، نعيد التأكيد على التزامنا الكامل بضمان الهزيمة المستمرة لداعش. ونعيد التأكيد على أهمية الحفاظ على الموارد البشرية والعسكرية والمدنية الكافية وتخصيصها للحفاظ على زخم التحالف والنجاح ضد داعش في العراق وسوريا ولضمان حماية مصالحنا الأمنية الجماعية على أفضل وجه، بما يمكننا من متابعة الحملة العسكرية المستمرة. وسيمكننا ذلك من مواجهة أي محاولة من قبل داعش لإعادة تشكيل أو تعزيز قدرته على التخطيط للهجمات ضد بلداننا وشركائنا وحلفائنا وتنفيذها. ويشمل ذلك أيضا الاستمرار في تدريب القوى الشريكة الشرعية في المنطقة والمنخرطة في القتال ضد الخلايا والشبكات المتبقية التابعة لداعش في كل من سوريا والعراق ضمن احترام كامل للقانون الدولي وتقديم المشورة لها ودعمها.

نعيد التأكيد على أهمية ضمان مساءلة كافة إرهابيي داعش ونلتزم بتعزيز اعتقالهم بشكل آمن وإنساني ومقاضاتهم في نهاية المطاف. سنواصل جهودنا لمحاسبة إرهابيي داعش، بما في ذلك من خلال منع المعتقلين أو المختبئين أو اللاجئين خارج نطاق سيطرة التحالف من العودة إلى ساحة المعركة في العراق وسوريا أو الانتقال إلى مكان آخر والتخطيط لشن هجمات ضد بلدان أخرى. سيستمر تبادل المعلومات عبر قنوات إنفاذ القانون الثنائية و/أو متعددة الأطراف مثل الإنتربول كمكون رئيسي في هذا المسعى. وما زلنا ملتزمين بتعزيز الجهود لضمان معاملة الإرهابيين المتهمين، بما في ذلك الإرهابيين ذوي الجنسيات الأجنبية، بشكل مناسب ومحاكمتهم بما يتماشى مع القانون الدولي والمحاكمة العادلة، كما نحث حماة مقاتلي داعش المحتجزين على معاملتهم معاملة إنسانية في كافة الأوقات وفقا للقانون الدولي.

لا يزال ثمة عدد كبير من المقاتلين الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم محتجزين في سوريا والعراق. نحن ملتزمون بإنشاء آليات المساءلة الفعالة الحالية أو دعمها بالتنسيق الوثيق مع البلدان الأم للمقاتلين الإرهابيين الأجانب.

نشدد على أهمية دعم الاستقرار للمناطق المحررة من داعش في العراق وتلك الموجودة في سوريا والتي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام السوري ولا يتم تجاهل حقوق السكان المحليين أو انتهاكها فيها. ندعو كافة الأعضاء إلى الإصرار على توفير مساعدة إنسانية قوية لكافة المحتاجين. ونحث كافة الجهات الفاعلة العاملة في شمال شرق سوريا على الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تغيير في التركيبة السكانية في هذه المنطقة والالتزام بضمان عدم عودة اللاجئين والمشردين داخليا منذ بداية النزاع في سوريا إلا بطريقة آمنة وطوعية وكريمة وفقا للمعايير التي تلتزم بها مفوضية اللاجئين وضمان تمتعهم بحرية الحركة والوصول الإنساني الكامل الآمن وبدون عوائق إلى كافة أنحاء المنطقة.

نثني على التزام حكومة العراق المستمر بمكافحة داعش ونعيد التأكيد على التزامنا بتقديم المساعدة بناء على طلبهم، وذلك في إطار جهودهم المستمرة لضمان هزيمة دائمة للمنظمة الإرهابية. وفي حين قامت حكومة العراق والتحالف بتحرير كافة الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة داعش، تواصل العناصر المتبقية من التنظيم استغلال الثغرات بين قوات الأمن والسكان المستضعفين. وبالإضافة إلى دعم التحالف لقوات الأمن العراقية والبيشمركة، سنواصل دعم حكومة العراق وجهود الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار والجهود الإنسانية، بما في ذلك لأكثر من 1,5 مليون نازح.

على الرغم من انتكاسات داعش الإقليمية في العراق وسوريا، لم يتخل أي من فروع التنظيم عن ولائه له. وقد عملت هذه الفروع كعوامل تمكين عبر إقليمية، بحيث تقدم الدعم في مجال التنظيم والتخطيط وجمع الأموال والتواصل والتجنيد والتدريب وإنتاج الوسائط والتخطيط للعمليات الخارجية. يجب أن يظل التحالف الدولي يقظا ويعمل ضد تهديد فروع داعش وشبكاته في مختلف أنحاء العالم بناء على طلب أو موافقة مسبقة من الدولة التي يوجد فيها فرع أو شبكة لداعش، وذلك مع احترام القانون الدولي بشكل كامل. ونواصل بإعادة تأكيد التزامنا بمكافحة أيديولوجية داعش لمنع ظهور التنظيم والقيام بالتجنيد والتوسع، سنواصل دعم الأصوات المحلية التي تقدم رؤية بديلة لدعاية داعش وسنضاعف جهودنا لرفض حصول داعش على مساحة لاستغلال وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت.

نشجع كافة أعضاء التحالف الدولي لهزيمة داعش على اعتماد المبادئ التوجيهية عينها.

نرحب بعرض إيطاليا استضافة الاجتماع الوزاري التالي لكافة دول التحالف الدولي في العام 2020.