اعتبرت سورية، ان المضايقات التي يتعرض لها مواطنوها، والاعتداء على الحافلات السورية العاملة بين البلدين، «دليل على ان هناك مغرضين يودون الاساءة الى العلاقة بين الشعبين».

وفي مؤتمرها الصحافي الذي عقدته امس، رفضت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حاج عارف، توجيه اللوم الى المسؤولين اللبنانيين، وقالت ردا على سؤال حول ان كانت سورية ستطالب الحكومة اللبنانية باتخاذ اجراءات تحول دون تعرض السوريين لمثل تلك المضايقات: «هل تعتقد ان أي مسؤول لبناني يقول انا موافق بأن يضرب السوريون»؟ موضحة ان «الموضوع ليس موضوع تسوية بين مسؤولين او تقصير، والداخلية اللبنانية تبذل نشاطا كبيرا لمنع هذه الظاهرة، وتحاول ان تسيطر على هؤلاء المغرضين».

ونفت حاج عارف ان تكون هناك اي عملية ابعاد للعمالة اللبنانية في سورية، مؤكدة ان «الامر يندرج في اطار عملية تنظيم لوضع العمالة الاجنبية», وذكرت ان «مسألة تنظيم العمالة ادى الى اكتشاف كثير من المخالفات داخل البلاد، ولهذا الامر قمنا باعطاء انذارات لهؤلاء من اجل تسوية اوضاعهم».

وسُئلت حاج عارف عن المدى الذي وصلت اليه المباحثات في مسألة تنظيم العمالة، فقالت: «تتابع اللجان الفنية في البلدين هذه المسألة، وهناك اجتماع قريب بين وزيري العمل من اجل وضع الاسس الناظمة لتنظيم العمل في سورية», واضافت: «غدا (اليوم) سيتم تحديد موقع العمل المشترك بين سورية ولبنان، وكان هذا نتيجة مباحثات وموافقات الطرفين».

واوضحت انه «وفي بحر الاسبوع المقبل، سيتم وضع اقتراح مبدئي ببطاقة العمل السورية التي يجب ان تقدم للجهات اللبنانية العاملة في سورية وبالعكس»، لافتة الى ان «الوزراء على وشك الانتهاء من الاسس الناظمة لمنح بطاقات العمل للعمالة العربية والاجنبية».

وفي ما يتعلق بالحد الذي وصلت اليه المباحثات مع الجانب اللبناني في موضوع المفقودين السوريين في لبنان والبالغ عددهم 795، اعلنت ان «هناك مباحثات في هذا المجال ودراسات لتسوية الامور والتوصل لثبوتيات واوراق تدل على مصير هؤلاء المفقودين وكيف تم فقدانهم».
وكان مواطنون سوريون وحافلات سورية تعمل بين سورية ولبنان، تعرضت الى سلسلة من المضايقات والاستفزازات، امس، وصلت الى حد اطلاق اعيرة نارية من قبل بعض اللبنانيين في منطقة المنية وعند نقطة العبور في العريضة.

من ناحيتها (ا ف ب)، هاجمت صحيفة «البعث»، امس، عددا من الصحافيين في لبنان وخارجه، متهمة اياهم بـ «تسميم العلاقة الاخوية بين سورية ولبنان» ونعتتهم بـ «المأجورين».

وقال الياس مراد، رئيس تحرير الصحيفة في افتتاحية، ان «المتابع والمراقب لما صدر عن هؤلاء الصحافيين من تصريحات وكتابات، يلاحظ كيف يضع السم في دسم العلاقة الاخوية بين سورية ولبنان ولا يجد وصفا يليق بهم لانه من غاب عنه الحس الوطني والقومي ويساوي بين الشقيق والعدو فهو اما ضال واما مضلل وبالتأكيد فهو مأجور»,
واعتبرت الصحيفة ان «اولئك المضللين في لبنان سياسيين كانوا ام من العاملين في الحقلين الاعلامي والثقافي واصلوا الاساءة الى سورية وتشويه اي خطوة تخطوها (,,,) وارتماؤهم في احضان مخططات القوى العظمى خدمة لاسرائيل ومشروعها التقسيمي برعاية اميركية»,
وتابعت ان «النهج الذي يتحدث به الصحافيون والسياسيون في لبنان وخارجه هو جزء من مشروع خارجي وسواء وضع بعضهم تحت امرة المخططين لهذا المشروع طواعية ام وقع عليهم الاختيار ورصدت لهم العطايا والهبات فان الصفة التي يطلقها الناس عليهم، هي مأجورون».

وكان الصحافي اللبناني سمير قصير المعروف بكتاباته المناهضة لسورية، قتل في انفجار عبوة في سيارته في الثاني من يونيو الماضي، امام منزله في بيروت.

مصادر
الرأي العام (الكويت)