في معرض قراءتها لخطاب الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، لاحظت مصادر نيابية غير بعيدة ‏عن الاكثرية النيابية، ان التصعيد السوري لجهة الحديث عن المقاومة لكل انواع الضغوط ‏الدولية التي تمارس على سوريا، قد ترافق مع اعلان نوايا للتعاون مع القرارات الدولية ‏الصادرةعن الامم المتحدة للمساهمة في الوصول الى الحقيقة، خصوصا في ما يتعلق بجريمة اغتيال ‏الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو ما كان قرأه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في ‏الخطاب البارز للرئيس السوري، والذي تضمن جملة عناوين للمرحلة المقبلة.‏

واعتبرت المصادر النيابية ذاتها، ان دمشق وان حددت خياراتها المستقبلية من خلال ما اطلقه ‏الرئيس الاسد، فانها لا تزال تواصل التعاون مع مجلس الامن عبر طلب التشاور مع رئيس لجنة ‏التحقيق الدولية القاضي ديتليف ميليس حول المكان الذي سيعتمد كمقر لاستماع اللجنة ‏الدولية لافادات المسؤولين العسكريين السوريين الستة. ورجحت بالتالي ان لا تكون المشاورات في ‏هذا الاطار قد وصلت الى طريق مسدود، بل على العكس فان المجال ما زال مفتوحا امام مواصلة ‏العمل قبل نهاية مهلة التحقيق في الخامس عشر من كانون الاول المقبل، خصوصاً وان مصدرا ‏رسميا سوريا كان طرح بالامس ان دمشق تقبل ان يتم التحقيق مع الضباط الستة في القاهرة ‏او جنيف او فيينا.‏

وتابعت المصادر ان الخطوات السورية المتوقعة ستترجم هذا التوجه السوري، وذلك اذا وافق ‏القاضي ميليس على اختيار مكان محايد لمقابلة الضباط السوريين المذكورين، على ان يتبع ‏ذلك حلحلة واضحة لجهة الاجراءات المتخذة في حال تبين وجود اي تورط لأي منهم في جريمة ‏الاغتيال هذه. وتوقعت المصادر ان تحمل الايام المقبلة تطوراً بارزاً على هذا الصعيد، بعدما ‏وصلت اللجنة الدولية الى تحقيق العديد من الانجازات على الصعيد اللبناني الداخلي وقطعت ‏شوطاً متقدماً في مراحل التقرير الثاني الذي سيقدمه القاضي ميليس الشهرالمقبل الى الامين ‏العام للامم المتحدة.‏

وانطلاقاً من هذه المعطيات، تحدثت المصادرالنيابية، عن تحرك عربي ضمن اطار الجامعة العربية ‏في المستقبل القريب لمواكبة التعاطي السوري مع لجنة التحقيق الدولية، ودفع دمشق الى ‏اظهار كل الايجابية وتقديم كل مساعدة تطلبها هذه اللجنة. وكشف عن مجموعة لقاءات تجري على ‏هامش الاجتماعات العربية الجارية والمقبلة وتهدف الى تقريب وجهات النظر العربية ورفع ‏درجة التعاون داخل اطار الجامعة العربية لدفع الامور نحو اتجاهات ايجابية تسمح بتوظيف ‏توجه التعاون السوري مع هذه اللجنة ودعمه الى ابعد حدود.‏

مصادر
الديار (لبنان)