من فعاليات المؤتمر الدولي للسلام الذي نظمته شبكة فولتير بالعاصمة البلجيكية بروكسيل يومي 17/18 نوفمبر 2005.

ديباجة

بعد أن أصبح منطق الحرب يفرض نفسه أكثر فأكثر في ميدان العلاقات الدولية. وبعد أن أضحت معالم هذاالتوجه متجلية في مناورات عدة أبرزها: العودة إلى التسلح الشامل و الأحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و شن الحرب على أفغانستان في خرق فاضح لمبدأ الحق في الدفاع عن النفس ،ثم الهجوم على العراق بذريعة كاذبة لتتم عملية نهب مصادره الطاقية بشكل منظم. أضف إلى ذلك التحذيرات العلنية ضد سوريا و إيران ثم الاعلان عن إعادة تشكيل الحدود على مستوى الشرق الأوسط الكبير، و أخيرا تطوير وسائل إعلام تمارس الدعاية المغرضة و تدعو إلى البغض و تدعم إيديولوجية صراع الحضارات.

من هذاالمنطلق فإن مبادئ التحكيم العالمي و التعايش السلمي باتت السبيل الوحيد و الأوحد الكفيل بإيجاد بديل لهذاالخطر المتصاعد و ثيرته. في هذاالإطار، و سيراعلى نهج مؤتمرات لاهاي (1899 و 1907) [1] و مؤتمر باندونج (1955) [2]، جاءت مبادرة شبكة فولتير لعقد مؤتمر عالمي ببروكسيل، أيام 17 و 18 تشرين الثاني/نونبر 2005، لرسم ملامح الأشكال الحديثة للصراع و التدخل و لبلورة خطاب فاعل دفاعا عن السلام و الأمن العالميين.

مؤتمر محور السلام من شأنه أن يمثل فرصة للقاء بين شخصيات سياسية و مثقفين من ما يقارب ثلاثين بلدا. المشاركين سبق لهم جميعا أن أعلنوا إدانتهم لمنطق الحرب و القوة، و ما قبولهم الإسهام في مؤتمر بروكسيل إلا صيغة أخرى لتأسيس هيئة دولية دائمة قادرة على إسماع صوت السلام.

[1مؤتمرات لاهاي (هولندا) إحتضنتها روسيا و كلف بتنشيطها خاصة الفرنسي ليون بورجوا. المؤتمرات هذه مكنت من وضع إلاتفاقيات الأولى بخصوص نزع السلاح و التحكيم. كما أنجبت مجتمع الأمم و بعد ذلك منظمة الأمم المتحدة.

[2مؤتمر باندونج (أندونيسيا)، و الذي نظمته 29 دولة ست عشرة منها حد يثة العهد بالاستقلال، حدد المبادئ العشر للتعايش على مبدأ سيادة الدول.