وسع الأسطول الروسي مناوراته في المحيط الأطلسي أمس، لتشمل قاذفات استراتيجية، في أوسع عرض للقوة البحرية الروسية في المنطقة منذ عقدين. ولمحت مصادر عسكرية مجدداً إلى نية موسكو إعادة تقليد وجود أسطولها في شكل دائم في مناطق مختلفة بينها البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.

وأعلن الكولونيل الكسندر دروبيشيفسكي مساعد القائد العام للقوات الجوية الروسية أن الطيران الاستراتيجي التحق بمناورات مجموعة السفن الروسية في المحيط الأطلسي، لتنفيذ طلعات تدريبية في المنطقة، علماً أن روسيا استأنفت قبل شهور طلعات قاذفاتها الإستراتيجية في أجواء المحيطين الهادئ والأطلسي.

وتشارك في هذه المناورات الأولى في المنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، سفن أسطولي البحر الأسود والشمالي الروسيين، وسفينة القيادة الصاروخية «موسكو».

وقال دروبيشيفسكي أمس، أن قاذفتي صواريخ استراتيجيتين من طراز «توبوليف - 160» أقلعتا إلى منطقة المناورات في خليج بيسكاي، قبالة الشواطىء الفرنسية الغربية والاسبانية الشمالية على الاطلسي، حيث تجريان بحسب خطة المناورات، تدريبات على عدد من المهمات وتنفيذ عملية إطلاق صواريخ تكتيكية. وأضاف أنه اعتباراً من اليوم الأربعاء، سيزداد عدد الطائرات في منطقة المناورات بالتحاق عدد آخر من المقاتلات من طرازات مختلفة.

ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن السلاح الجوي الروسي ان طائرات بريطانية ونرويجية من طراز «تورنيدو» و»اف. 16» رافقت الطائرتين الروسيتين. وصرح ناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية بأن بلاده اخطرت بالتدريبات الروسية.

وكانت القطعات البحرية الروسية أنهت تدريبات هي أيضاً الأولى والأوسع من نوعها في البحر المتوسط قبل توجهها إلى المحيط الأطلسي، وقال مصدر قيادي في البحرية الروسية إن إرسال مجموعة من القطع البحرية الروسية إلى البحار الدولية لتتواجد بصفة مستمرة كما كان الحال عليه خلال العهد السوفياتي، «ليس وارداً الآن، لكن من الممكن أن يصبح مطروحاً في المستقبل القريب».

وشاركت في تدريبات البحر المتوسط بوارج حربية كبيرة بما فيها حاملة طائرات، وسفن مساندة ومقاتلات ومروحيات من طرازات مختلفة.

لكن اللافت أن خطة المناورات البحرية الروسية في المتوسط والتي سجلت فترة قياسية، لم تشمل زيارة ميناء طرطوس السوري، الذي يضم قاعدة روسية كانت تستخدم في العهد السوفياتي كمركز صيانة للقطع البحرية المرابطة في البحر المتوسط.

ولمحت مصادر عسكرية روسية قبل شهور إلى احتمال تحديث هذه المنشأة لتصبح قاعدة رئيسية للبحرية الروسية في المنطقة، ما دفع البعض إلى التساؤل عن أسباب عدم إدراجه ضمن خط تحركات القطع البحرية الروسية التي توقفت خلال المناورات في ليبيا وتونس والجزائر.

وبحسب مصدر روسي فإن خط التحرك كان متعمداً لتحقيق هدفين: الأول عدم استفزاز إسرائيل في الظروف الإقليمية الحالية، والثاني تجنب توجيه رسالة خاطئة إلى دول المنطقة.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)