تؤكد الصحافة الغربية وزميلتها الخليجية، التي كانت حتى هذه اللحظة تأسف لضعف جيش التحرير السوري، أن هذا الأخير بات على قاب قوسين من السيطرة على دمشق. وبحسب هذه الصحافة اضطر الرئيس الأسد إلى نشر قواته في أرجاء العاصمة لإنقاذ نظامه في الوقت الذي تدور فيه معارك قاسية في الضواحي.
تهدف هذه الخرافة إلى تكريس فكرة أن المجموعات المسلّحة تضم الكثير من العسكريين الذين فرّوا من القوات النظامية للحكم وليس فقط، كما هو واقع الحال، المرتزقة الوهابيين وأن الاضطرابات بدأت تصل أخيراً إلى العاصمة السورية. لكنّها تهدف قبل كل شيء إلى تشتيت انتباه الرأي العام عن محتوى تقرير لجنة المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية ولو إلى حين. إذ يسفّه هذا التقرير في الواقع النظرية الغربية التي تحاول تصوير ما يجري على أنه انتفاضة شعبية يقوم النظام بقمعها بسفك الدماء.
هذه الجهود الإعلامية تهدف في الواقع لتهيئة الرأي العام لجلسة مجلس الأمن القادمة والتي سيشارك فيها وزيرا خارجية كل من فرنسا وبريطانيا اللذان نجحا في تشريع تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا.
- يبدو أن هالة قودماني باتت المحللة السياسية المنوط بها تحليل الأزمة السورية على صفحات "لا ليبيراسيون" (الصحيفة اليومية التي يصدرها إدوارد دو روتشيلد). هالة هي إحدى شقيقات الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني السوري باسمة قودماني وقد تربّت مثلها في السفارة السعودية في باريس. كانت في السابق سكرتيرة بطرس غالي في الفرنكوفونية ثم أصبحت رئيسة تحرير "فرنسا 24".