اللبنانيون يحبسون أنفاسهم الآن بانتظار صدور نتائج التحقيق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ومعهم العرب والعالم بسبب ان هذه النتائج ستشكل صدمة لدى «البعض» وتبرئة للبعض الآخر كما ان هذه النتائج يمكن ان تفتح أبواب جهنم أمام لبنان والمنطقة على السواء ذلك ان الكشف عن جريمة سياسية بهذا الحجم سيقود إلى تسليط الأضواء على مسلسل الجرائم السياسية ليس في لبنان فحسب بل على مستوى الشرق الأوسط كله‚ ومن خلال المعطيات السائدة يظهر جليا وواضحا ان هناك شعورا بالارتياح لدى المسؤولين السوريين إزاء التسريبات والمعطيات الأولية التي تشير إلى ان جهات «سلفية» هي التي تقف وراء جريمة اغتيال الحريري.

وإذا كان سبب الارتياح السوري مفهوما ومشروعا في ضوء ان العديد من الأطراف اللبنانية والدولية حاولت إلصاق التهمة بسوريا بحجة أنها كانت المسؤولة عن الأمن في لبنان أثناء وقوع الحادث فإن الأمر غير المفهوم هو تلك التسريبات التي نشرتها بعض الصحف اللبنانية والتي أفادت بأن اسرائيل تعاونت بشكل كبير مع لجنة التحقيق الدولية مما يوحي بأن تل أبيب غير مهتمة بالرغم من سجلها الأسود في التدخل السافر بالشأن اللبناني الداخلي وارتكابها الكثير من جرائم القتل والاغتيال والارهاب في قلب بيروت وجنوب لبنان‚ والأغرب ان يتم تجاهل هذه الحقيقة وان يحاول البعض لوم سوريا بحجة أنها غير متعاونة مع لجنة التحقيق الدولية في حين ان اللجنة لمست التعاون المطلوب من قبل كل من اسرائيل والأردن.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو المقياس الذي يجري اعتماده من قبل اللجنة أو رئيسها للحكم بأن هذا الطرف متعاون في حين ان ذاك الطرف غير متعاون وهل ان مثل هذا التعاون هو آمن بالدرجة الأولى أم أنه سياسي.

إن التقرير السري الذي سيقدمه ميليس إلى مجلس الأمن سيكون هو الأكثر خطورة ودراماتيكية لأن الحقائق والمعلومات التي سترد فيه ستكون مغايرة تماما لما سيرد في التقرير العلني الذي سيقدمه رئيس اللجنة الدولية إلى الرأي العام.

ومن الصعب استبعاد احتمال وجود صفقة سياسية تسعى واشنطن إلى إبرامها مع أطراف لبنانية وعربية عبر نتائج التحقيق الدولي في اغتيال الحريري لأن الولايات المتحدة ليست حريصة إلى هذا الحد على معرفة من قتل الحريري بمقدار حرصها على الاستغلال والابتزاز السياسي والحصول على مكاسب وتنازلات.

مصادر
الوطن (قطر)