لا أحسد سوى نفسي وقدرتي على "التموج" داخل الغاربة التي تواجهني. ففي كل لحظة هناك قادم يصفعني أو يكتبني فوق مساحة الجمال المرمية عن أقدام المتفرجين ... من قال أنني منذ لحظة هبطت نحو الأرض لم أكن "إعلانا" برسم التنفيذ؟! ففي الدقائق التي حول العالم بها السبايا إلى استعراض لا ينتهي، والذكر لجمهور نتلهف في ابتداع صور المرئية، أصبحت دون اسم بعد أن كنت سبية، وأصبح الذكر دون وجه بعد أن تلون بفوضى التكرار.

المسألة ليست "ثقافة" إعلان بل "فتاة إعلان" ... والحسد لا يخرج من عدم القدرة على الامتلاك، إنما من امتلاكي لما يجعلني سبية كل لحظة ولا أمل .... لا اعترض فالأسواق منذ عصر الرشيد تحتاج لترويج على طريقة السبايا ولرسم لوحة تكسر رتابة الزوج والأخ والأب داخل عالم مليء بالنساء القادرات على جلب "العار".

أتذكر اليوم أن ابتداع "الشاشة الفضية" أهداني لحظات لم احلم بها، أراقب فيها كيف يفكرون "بنفسي"، أو اكون لمحة تًظهر ابتسامة وتستدعي إثارة. لكنني اليوم أملك دفق ذاكرة، لأن عالم الذكور استحضرني بعد غياب ناسيا "الفانتازيا" التاريخية ولو لساعات، ثم يعيد كتابتي "قاضية" أو "محامية" أو ربة بيت أو حتى من "الحور العين". ويتذكرني في رقصة عابرة تقطع الأفكار فاستعيد كل "الترويج" الذي حملته من زمن هارون الرشيد إلى عصر المشروبات الغازية.

ربما على استحياء أحسد نفس المتلونة ... المتنقلة ... من فتاة إعلان إلى جمعية "نسائية". ومن "الإغراء" لقيادات حملات "أووفوا قتل النساء".. رغم أنني أقتل نفسي ألف مرة عندما أتصبب عرقا من نظرة ذكورية أو من كلمة تغتالني وأنا أتنقل في شوارع الذكور. وأجلد نفسي لحظة تركبني الأنثى في ثرثرة لا تنتهي وأقتنع أننا نملك "خصوصية ثقافية" ... وربما خصوصية جسدية وجنسية ودينية و ...

لا حاجة لسرد ما أريد ... فهناك "دراما" و "إعلان" قادرين على تشكيلي كما تريد هذه "الخصوصية" التي تطوقني .. ولا ضرورة للبحث داخل نفسي مادامت مكشوفة إلى حد ضعف حسب "الخيال المرئي" السقيم ... ولكن دعوني في صفحاتي القادمة أسرد كيف تعرفونني وكيف أعرف نفسي.