أنــــور بيجــــو

وليد جنبلاط / شمشون الأقرع / ووصيفه المدلل مروان حماده والأقرع الآخر سمير جعجع وغيرهم ممن اجتمعوا في الرابع عشر من شباط ، ممن وقفوا فوق ضريح الحريري .... هؤلاء ومن حضر معهم ، أو على الأقل من صفق لهم ، نتمنّى نحن مواطنو الشام ، أن تكون ( مذكرات الجلب السورية ) قد شكلّت إهانة لهم ، كما وإهانة للجزء الذي يشغلونه في ( برلمان ) لبنان ، كما نتمناها صفعة وليس إهانة للمُضَللين للذين صفقوا في الرابع عشر من شباط ( للمتشمشن الأقرع ) ووصيفه المدلّل و ( المتشمشن الجديد ) الأقرع جعجع .

نحن نعلم علن اليقين أن سوريا لم تقصد من مذكرات الجلب ، الجلب . بل أرادت أن تقول للذين وصلوا في الرابع عشر من شباط إلى قمة فورة حقدهم ، للذين أسموا سوريا ، بعد كل آلاف الشهداء بـ ( العدو ) ، وعلا فحيحهم بطلب الثأر من ( لحود ومن بشار ) ..... للذين ( استراتيجتهم ) ليست معقدة ، ولا تخفى على أحد ، والتي اختصارها أنها استراتيجية ( الطرق المسدودة ) ، هؤلاء ... أرادت الشام من خلال مذكرات الجلب ، أن تقول لهم : إن من يحمل المشروع اليهودي بهذه الوقاحة ، فـ ( الطرق مسدودة ) في وجهه إلى أبد الآبدين ، ومن يحمله مداورة ، ويلتف ويناور ويسافر ، فالصبر جميل ولو إلى حين .

نحن في الشام ولبنان نؤمن بأنه ( لا يملك امرؤ أن يهين سواه .. قد يهين المرء نفسه ) ، لذلك لم نشعر بالإهانة حين ارتفع في الرابع عشر من شباط فحيح ( الأقرعين ) ، بل شعرنا بالغدر في حده الأعلى ، ومع أننا نقرّ بكل الأخطاء التي كانت تؤثر سلباً على العلاقة بين لبنان والشام ، لكننا ندرك أن المفسدين من الجانبين ، وليس من جانب واحد ، هم الذين أساؤوا لهذه العلاقة ، لذلك .... لا مجال على الإطلاق للمقارنة بين الإساءة والغدر .

نحن سعداء أن يشعر كل غادر بالإهانة ، ولكن عليه أن يدرك أنه ليست مذكرات الجلب هي من أهانته ، بل هو من أهان نفسه ، وقد استحقها ، ولأنه ( ليس من الصعب على الكذاب أن يكذب ، بل صعبٌ عليه أن يصدّق الناس ) فإن ( الشمشونين الأقرعين ) لم يصدقا ولن يصدقا أنه لا يمكن أن تزول الشام ، وأنه ما دامت الشام باقية فلبنان مكانه إلى جانب الشام ، وأنه بالتالي لا مكان لهما في هذه الكينونة ، فقد سدّت الطرق حتى النهاية ، والحلقة الأخيرة من مسلسل ( الشماشنة القرع ) باتت أقرب من قريبة ، فالكنز الذي يحلمان به ، هو في الحقيقة ( بوش ) .

وإن كان من حزن ، فنحن حزينون فقط لأن البرتقالي لم يستطع حتى الآن ، أن يفرض نفسه لوناً أساسياً ، بل ما زال يقرّ أنه مزيج من الأصفر والأحمر .

1 – 6 – 2006