الغد

لا ينقص الإعلام الجرأة ليتحدث عن الساحة السياسية السورية التي أصبحت مجال النظر لكل إعلامي، سواء كان قادما من الغرب أو الشرق، أو يسعى للاستكشاف أو حتى للشماتة في بعض الأحيان.

ضمن هذه الجرأة اقتحمت الصحافة السورية والإعلاميون السوريون، سواء العاملين في الإعلام الرسمي أو غيره، مجال الحديث عن المستقبل السياسي او التيارات السياسية، أو حتى إصلاح الآلية السياسية القائمة اليوم والمتلخصة بالجبهة الوطنية التقدمية .. لكن السؤال يبقى لمن الساحة السياسية؟! وهذا السؤال ليس لاستباق النتائج، أو لانتقاد طريقة إدارة الدولة أو حتى لتكوين رأي معارض.. بل هو محاولة توصيف على الساحة الاجتماعية ليس إلا ..

فالقسمة السياسية واضحة وربما لا تحتاج إلى توصيف، وهي بالإجمال لصيقة بدستور الدولة الذي حدد الآليات السياسية. لكن القسمة السياسية ليست مجال النظر الذي نريده، لأنها هذه القسمة نفسها تبدو اليوم متأثرة بعامل مباشر مرتبط بالنقاشات حول عمليات الإصلاح. وبالتالي فإنها تحمل رأيا متبدلا وفق العملية الإصلاحية مهما كان نوعها سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية.

الساحة السياسية التي نقصدها هي الجغرافية التي يتكون عبرها اليوم الرأي العام، وعلى الأخص المرجعيات المعرفية المتزايدة داخل المجتمع، والتي تضع سلطتها حتى على العلاقة بين الرجل وزوجته، أو بين المواطن وامنياته. وهي مصادر معرفية توظيفية، فالحدث السياسي عندي يدخل مجال "العبرة" التي يدركها "أولي الألباب".

الساحة السياسية التي تظهر على بنية السلطة المعرفية الاجتماعية ليست معنية بقانون الطوارئ الذي يطالب البعض به .. وليست معنية بحقوق الإنسان طالما ان الحقوق لها مصدر واحد معروف سلفا، ويتبع هرمية "الراعي والرعية" ... كما أنها لا تبحث في ترهات الحياة الدنيا .. بل بحسن الخاتمة ..

هل علينا تكرار السؤال من جديد! وهل هناك ضرورة للبحث بشكل اعمق في مولدات ثقافتنا التي تشكل بالإجمال "الساحة السياسية"!! السؤال مفتوح ...