قبل ان تكونوا أمة كان لنا نفوذنا في المحيط ، بوتين قال مخاطبا الاميركين الذين يعيثون فسادا في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ، حيث افرد جانبا ثقافيا في خطابه الذي بدأ حربا باردة جديدة ، والحرب الباردة هنا هي ما يشبه السلام بالنسبة للثقافة الاميركية لتي يمكن ان ترد عليه بنشر صواريخ بالستية تر على خطابه المتحضر (بل وفعلت).

لقد التقط بوتين المفهوم الثقافي الاميركي الذي ينتج العنف متباهيا ببرائته وديموقراطيته ، والذي ينظر بعين الازدراء الى الرأي الاخر متجاوزا اياه الى القوة الاخرى ، فالقوة العاتية في المفهوم الاميركي الثقافي هي ما ومن يستطيع تجاوز التفاصيل الصغيرة مثل الثقافة وارادة الشعوب والاحلام القومية ، ليجبر العالم على صراع قوة عاتية ، لذلك لا بد من انتاج مقاومة ما ..

اما بشكل متخلف او حداثي لكنه في كلا الحالين وحشي ومدمر ، حيث يقترح بوتين في ثنايا خطابه حلين لمعضلة الثقافة الامريكية الاعتدائية ، اما الصعود في القوة الفيزيائية لدرجة المواجه وافناء العالم ، او الصعود بالقوة الثقافية لدرجة التفاعل العالمي واحلال السلام ، حيث اوضح انه لا يمكن للعالم العيش بسلام مع وجود الولايات المتحدة بهذه الصفات الثقافية .

ربما كان بوتين يعبر عن اماني كل العالم بما فيها الغربي ... مقترحا اقتراحا ايجابيا هو الضرب على المؤخرة بدلا من الضرب في المؤخرة .. معلنا انه قادر على الاثنتين .. وعلى الثقافة الاميركية ان تختار .