لأن "الدعوات" الديمقراطية تبحث في "الشكل" الانتخابي، فأنا ربما أتخيل هذا الشكل على سياق أحد المرشحين، لأن "الشكل" أو "الإجراء" لم يكن يوما قادرا على الدخول إلى عمق ما يمكن أن أتصوره عندما أقف أمام مراكز الاقتراع.. فهذا الشكل ربما يطور خياراتي أو يقللها، لكن النهاية هي في "المرشح" الذي يستطيع أن يستضيفني على مساحته قبل الانتخابات، ثم أدخله "مجلس الشعب" فيستضيفه المجتمع لأربع سنوات متتالية.

فـ"الأشكال" الانتخابية ربما تغيب كليا في لحظة الاقتراع حيث لا يمكن للمواطن التفريق كثيرا بين العمليات الانتخابية في العالم، لأن الأسماء التي بين يديه هي في النهاية خلاصة، وربما نتيجة للثقافة الاجتماعية أو حتى لمحور التفكير في زمن معين.. وضمن الأشكال فإن المرشح يظهر على مساحة كاملة من "الاختيار" لكنني أسأل أحيانا هل يمكن أن أتلمس تفاصيل "المرشحين"؟! أو هل يستطيعون أن يتسربوا إلى داخلي؟!

المسألة لا تبدو معقدة.. فسواء كان المرشح مستقلا أو ضمن قوائم الجبهة فهو في النهاية يتحمل مسؤولية دور تشريعي، ولكن قبل ذلك يتركني على جغرافية الاختيار أو قبوله وخط اسمه وربما تشجيعه على الدخول في مساحة "التشريع".. فهذا المرشح الذي "ينصب" خيمته .. أو يجول على المهتمين بحملته.. أو حتى يتحرك في كل الاتجاهات لا بد من أن يجدني امامه، فأتخلى عن "شكل" الحيادية وأحاول أن أقدم له زاوية فقط كي يرى أكثر من يقعة ضوء... ربما أريد منه أن يحفظ عن ظهر قلب جغرافية الوطن كي يعرف أنه يكوّن اليوم تراثا محفوظا في الحياة السياسية السورية.. فمساحته ممتدة نحو المستقبل، أو نحو الصورة التي أطمح بها.

"الأشكال" هي في النهاية محاولات لتحسين ما املكه من خيارات انتخابية، لكن "الخيار" موجود بيدي مهما كانت نوعية التعامل مع هذا الأمر، حيث لا بد من أن أبحث عن رؤية الغد في المرشحين.. او عن المعايير التي يمكن أن يقدموها لأداء عملهم في الدور التشريعي.. فالمرشح في النهاية لا يعبر فقط عن عملية سياسية فقط بل الثقافة الانتخابية في المجتمع وطريقتنا في التعامل معها