رجّحت مصادر سورية مطلعة، في ضوء تعليقها على نتائج زيارة المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى دمشق، أن تستمر اللقاءات بين الجانبين في الفترة المقبلة لمتابعة ما تمّ الشروع ببحثه بشكل موسّع في العاصمة السورية.

وفيما يتوقع أن يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم بروكسل للقاء سولانا بعد القمة العربية، أكدت هذه المصادر لـ«السفير» أن الجانبين اتفقا على أن «المواضيع المطروحة لا يمكن إتمامها في جلسة أو جلستين»، الأمر الذي يستدعي لقاءات مستقبلية يندرج لقاء بروكسل ضمنها.

وراجعت المصادر نتائج زيارة المسؤول الأوروبي الأبرز إلى دمشق منذ سنتين، مشيرةً إلى تركيزه الواضح على لبنان، وخصوصاً من الجانب الأمني الذي يعني قوات «اليونيفيل» وتطبيق القرار ,1701 حيث أوضح الجانب السوري أن دمشق ترغب في رؤية هذا القرار مطبقاً من دون تمييز، مجددةً رفضها أي حديث عن انتشار قوات دولية على الحدود بينها وبين لبنان، باعتبار أن هذا الأمر بات «محسوماً ولا نقاش فيه»، ولكنها ذكّرت بأن دمشق «حرصت على إبداء رغبتها بالتعاون، عندما طلبت من الجانب الأوروبي تزويدها بمعدات وتدريب عناصرها للقيام بمراقبة الحدود بفاعلية أكبر»، وهو طلب لم يلقَ حتى الآن الاهتمام الكافي من الجانب الأوروبي.

وأشارت المصادر، في الوقت ذاته، إلى أن كل «الادعاءات بتهريب السلاح عبر الحدود المشتركة نفتها الحكومة اللبنانية»، كما أن الجانب الإسرائيلي لم يبرز أي إثبات حول هذه المسألة.

وأضافت المصادر أن سولانا لم يقتصر في حديثه على الجانب الأمني، وإنما تحدث عن مجمل الأوضاع اللبنانية، مؤكدةً أن الموقف السوري كان «واضحاً من دون أي تغيير من حيث التشديد على أن سوريا تدعم التوافق اللبناني»، منتقدةً، في الوقت ذاته، انحياز الاتحاد الأوروبي «لجانب واحد فقط من النزاع في لبنان».

وفي إشارة إلى العلاقة مع إيران وما يتردد عن جهود تقوم بها دول أوروبية بهدف فصل التحالف الثنائي القائم بين دمشق وطهران، قالت المصادر إن «العلاقة الطيبة مع إيران يمكن استثمارها بشكل جيد»، مشيرةً إلى الدور الذي أدته دمشق في حرب الخليج الأولى «في التخفيف من مخاوف الدول الخليجية حيال إيران في تلك المرحلة»، وأن دوراً مشابهاً تستطيع أن تؤديه دمشق مع العاصمة الإيرانية في الوقت الراهن.

مصادر
السفير (لبنان)