باريس - ترى الدوائر السياسية الاوروبية انه بغض النظر عن دقة الدور الذي لعبه رجل الاعمال الاميركي - السوري الاصل ابراهيم ابي سليمان في مفاوضات السلام بسرية الى جانب الون لايل الامين العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية بين ايلول 2004 وتموز 2006، فان احتمالستئناف الحوار السوري - الاسرائيلي بصورة رسمية علنية لم تعد بعيدة المنال وذلك بعد ان اعطت الادارة الاميركية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت «الضوء الاصفر» الذي يسبق الاخضر بانتظار النتائج العملية الملموسة من التعاون السوري مع مطالب واشنطن اقلها فالملف العراقي. واشار المحللون في الدوائر الاوروبية المعنية بملف الشرق الاوسط. استنادا الى تقارير ديبلوماسية واردة من تل ابيب الى انه من حيث المبدأ فان معظم الاحزاب الاسرائيلية الرئيسية باتت على قناعة راسخة انه من اجل ارساء السلام مع سوريا لا بد من الانسحاب من هضبة ولان آجلا ام عاجلا، وعليه فان موضوع النقاش الدائر داخل اصحاب القرار في الدولة العبرية بات يتركز فقط حول مدى الانسحاب وشروطه السياسية والاقتصادية والامنية.اي بما معناه مقدار الثمن الذي يجب ان تدفعه دمشق مقابل الانسحاب.
واكدت المعلومات الاوروبية ان السجال الدائر يتمحور في الوقت الحاضر بين تيارين، الاول يسعى الى اقامة سلام مع سوريا على اساس الانسحاب من مرتفعات الجولان سواء الى الحدود الدولية لعام 1923 اوالى حدود الرابع من حزيران 1967 مع الحفاظ على متطلبات اسرائيل الاة والمائية والسياسية والاقتصادية. اما التيار الثاني والمتمثل بالمتشددين فهو يعارض الانسحاب تماما من هضبة الجولان باعتبارها مصدر ثروة استخباراتية ومائية وسياحية ولا يتواجد فيها مشاكل ديموغرافية قياساً بالضفة الغربية وقطاع غزة.غير ان نظرية هذا التيار لا يمكن التمسك بها بسبب المتغيرات السياسية الدولية والاقليمية والتطورات التكنولوجية المتعلقة بأنظمة التسلح والانذار المبكر، لتضاؤل اهمية الارض لصالح القدرات الاقتصادية والعلمية في تحدي قدرات الدول. ناهيك عن دور سوريا المحوري وتأرها المباشر على الاطراف «المتشددة» سواء في فلسطين من خلال حماس وحزب الله في لبنان.ونقلت التقارير الديبلوماسية الاوروبية عن شيمون بيريز قوله:
«بأن ثمن السلام الاسرائيلي مع سوريا سيكون الانسحاب من الجولان اذ ليس هناك طريق ثالث...» كما اشارت الى ما يشدد عليه بنيامين نتانياهو «بأن لاسرائيل روابط عميقة في الجولان لكن هذه الرابطة العاطفيالقوية ليست الامر الاساسي القادر على تأمين سلامة واستقرار الشعب اليهودي. ولم تتردد التقارير الاوروبية في نقل رأي السلسلة الدينية المؤثرة في القرار الاسرائيلي في مسألة الانسحاب من هضبة الجولان تدخلا لابرام اتفاقية سلام مع سوريا. وذلك من خلال العودة الى فتاوى دينية بهدا الخصوص اصدرها كبار الحاخامات ومن بينها تلك الصادرة عن الخام شلومو جورين الذي اكد فيها ان « الجولان ليس جزءاً من ارض الميعاد حسب الشريعة اليهودية ومن دون اعادة الجولان الى سوريا لن يكون هناك سلام ابدا».ثم الفتوى التي اصدرها الحاخام غوفاديا يوسف وقال فيها ان الارض ليست اهم من حياة الانسان يمكن الانسحاب من الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة مقابل السلام.