ثمة همسات خجولة في الكواليس السياسية عن مساع تقوم بها جامعة الدول العربية بشخص ‏امينها العام عمرو موسى بدفع سعودي مصري مشترك، لاحياء المبادرة التي سعى من خلالها موسى ‏لحل الازمة الداخلية التي تحولت الى ورم سرطاني لم يعد ينفع في استئصاله لا المبضع ولا الع‏الكيميائي، لا سيما وان ما تجنبته القمة العربية بعدم اثارة الملف اللبناني منعاً ‏لانفجارها من الداخل، لن تنفع في حلحلته المبادرات سواء أكانت فردية أم ثنائية بعدما ‏وصل اطراف النزاع على الحلبة الداخلية الى مرحلة حسم الخيارات التي تشير الى استحالة ‏است صاللاغالب واللامغلوب، وبعدما احترقت اصابع المبادرة السعودية التي غالباً ما ‏تم وأدها فور ولادتها من قبل فريق الاكثرية المحسوب على المملكة، وان اقصى ما توصلت اليه ‏المساعي السعودية الايرانية المشتركة تبريد المرجل على الساحتين السنية والشيعية منعاً ‏فجار قحوّل البلد الصغير الى نسخة عراقية في اقتتال مذهبي، وفي هذه النقطة تقاطعت ‏المساعي المذكورة مع مصالح الادارة الاميركية التي تسعى من جهتها الى ابقاء «الستاتيكو» ‏القائم على الحلبة،

منعاً لفتح جبهة أخرى لا تستطيع احتمال تداعياتها اثر غرقها حتى ‏اذا في الرملعراقي الحارق كما تقول اوساط متابعة التي لا تعوّل كثيراً على الحركة ‏المكوكية للسفير السعودي عبد العزيز خوجه بهدف فتح ثغرة في الجدار للعبور الى حلول مرحلية ‏لحين وضوح الافق الاقليمي المشبع بالغبار من افغانستان مروراً بالعراق وصولاً الى فلسطين حيث ‏تستدعلمرحلة مزيداً من المورفين وسط الاستحقاقات الكبيرة من الانتخابات الرئاسية، ‏وتشيكل حكومة وحدة وطنية، اضافة الى المحكمة ذات الطابع الدولي التي تشير كافة المعطيات ‏انها بيت القصيد ومصدر كافة اوجاع الرأس وان اقرارها بات محسوماً تحت «الفصل السا في ‏مجلس الأملدولي. في وقت استكفى فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جولته في ‏المنطقة بزيارة دمشق والتي تعتبر وفق المراقبين انها الخطوة الاخيرة لفرض حصار على سوريا، لأن ‏ما حمله بان كانت القيادة السورية على علم مسبق به اثر لقاء وزير خارجيتهايد ‏المعلم بقطر وئه الامين العام للامم المتحدة الذي رافقه في رحلته الى دمشق.‏وتضيف الاوساط ان الامور على الساحة المحلية ستندفع الى مزيد من التعقيدات فرضها فريق ‏الاكثرية الذي يعتبر مسؤولاً اساسياً في تدويل الازمة اللبنانية والاثبات على ذلك المواقف ‏التي اطلقها رئيس الحك فؤاد السنيورة على هامش زيارته الخاطفة للقاهرة معتبراً «أولادة المحكمة في مجلس الامن بدلاً من ان تكون طبيعية في المؤسسات الدستورية اللبنانية،

تكون ‏ولادة قيصرية ولكن الطفل يكون نفسه»، مما يفتح الباب على احتمالات ليست في الحسبان، لأن ‏الولادة القيصرية في لس الامن قد تدفع المعارضة المستفزّة الى اجراء جراحات قيية على ‏صعيد الشارع والمؤسسات، لا يستطيع احد من اللاعبين التكهن بنتائجها وتداعياتها، بعدما ‏قررت الاكثرية دك الهيكل على رؤوس الجميع، اضافة الى استفزاز القيادة السورية عبر مجلس ‏الامن التي قد تلجأ الجموعة من الاجراءات لن تكون ابداً في مصلحة لبنانوتشير الاوساط الى أن دمشق ترفض طلب بان بنشر مراقبين دوليين على طول الحدود مع لبنان لان ‏ذلك وفق السوريين «سيقود الى خطوات من جانبهم لن تكون في مصلحة العلاقات بين البلدين ‏والشعبين»، لان مجلس الامن في طلبه هذيحاول ان يعمّم حالة حرب بين البلدين الشقيقين،أن ‏نشر المراقبين اشبه ما يكون بنشر القوات الدولية «اليونيفيل» على الحدود مع اسرائيل ‏قبل القرارات الدولية من 1559 وحتى 1701، وما يصح دولياً بين لبنان واسرائيل كون ‏البلدين في حالة حرب،

لا يصح اطلاقاً بين لبنوسوريا ولا مجال للمقارنة بين الحالتين، حتى ‏حالة صراع بعض الاكثرية مع دمشق «كتيار المستقبل» ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب ‏وليد جنبلاط الذي لا يرى خلاصاً للبنان الا بسقوط القيادة السورية الحالية، ولكن الاكثرية ‏الصورية لا تمثل كل اللبنانيين ولا الشر الميثاقية الدستورية، لأن الغالبية الفع ‏تنضوي في تحالف مع دمشق على قاعدة استراتيجية.‏وتضيف الاوساط ان العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا تحصل برضى الطرفين، وليس بقوة ‏الــــفرض ولو من قبل مجلس الامن، لأن دمــــشق عبر تاريخها كانت تخشى الرياح التي ت‏عليها من النــافذة اللبنانية، فكيف هي الحال اليوم في وقت تشن عليها حرب سياسية ‏علنمن الاكثرية بالتكافل والتضامن مع الادارة الامــــيركية. اما بالنسبة لموضوع ‏المحكــمة الدولية فقد قامت دمشق بتقديم كل ما لديها للجنة التحقيق الدولية وقد اشار ‏سيرج برامري تقريره الثاني الى الامر، الا ان اقرار المحكمة تحت «الفصل السابع» سيكرّس ‏هواجستسييس لديها ويؤيد المخاطر على الوضع اللبناني الهش، بالاضافة انه سبق لدمشق ‏وان اعلنت انها غير معنية بالمحكمة المذكورة لا من قريب ولا من بعيد واذا ما ثبت تورط بعض ‏الامنيين لا بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ستقوم بمحاكمتهم وان القانون ‏السوري قضية الجرائم اشد قسوة من القانون الدولي لان المتورطين سيحاكمون بتهمة «ارتكاب ‏الخيانة العظمى.

مصادر
الديار (لبنان)