يبدو أن منطقة الشرق الأوسط لا تستطيع أن تعيش دون أزمات وحروب، وكأن قدرا، قد فرض عليها من قبل أميركا والغرب، إذ لا يكاد يمر عام، دون أن تقع مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، وهناك من يعتقد أن السبب يعود إلى وجود إسرائيل التي قامت أصلا على عقيدة شبيهة تماما بتلك العقيدة الاسبارطية التي تعتمد على القتل والدم، والمشكلة تكمن في أن الإسرائيليين، ومعهم الغرب، أعدوا أنفسهم لمواجهة طويلة ودائمة مع العرب، في حين أن الطرف الآخر لايزال يتصرف ـ على أساس ـ أن هناك امكانية لإقامة سلام مع «الدولة العبرية»، وهو الأمر الذي يحول دون قيام معادلة مضادة، لمواجهة المشروع الصهيوني.

لقد كان وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق - حاييم وايزمان - يحذر من أن إسرائيل لا تستطيع أن تتحمل هزيمة عسكرية كاملة، وفي أحسن الأحوال، فهي قادرة على تحمل تبعات نصف هزيمة عسكرية، في حين ان هنري كيسنغر وزير الخارجية الأميركي، في عهد إدارة الرئيس الراحل نيكسون، كان يقول إن إسرائيل هي الحصان الصغير في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها الحصان الوحيد الذي يقف على أربع قوائم، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل إسرائيل لاتزال تقف على قوائم أربع بعد الهزيمة النكراء التي تعرضت لها صيف العام الماضي؟

إن من الخطأ أن يتعامل العرب مع الصراع في المنطقة، على أنه مجرد حالة مؤقتة، وأنه بالمحصلة لا بد من إقامة سلام شامل مع إسرائيل، ذلك أن الطرف الآخر لديه مشاريعه ومخططاته الخاصة، وهو يرفض التقدم أي خطوة جادة صوب السلام العادل والشامل، لأنه يدرك أن مثل هذا السلام سيقود إلى فناء إسرائيل!

مصادر
الوطن (قطر)