يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، بعد غد الأربعاء، أول اجتماع لمجلسه الوزاري المصغر للبحث في قضية السلام والحرب مع سوريا. وجاء الإعلان عن هذا الاجتماع بعدما ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن كبار ضباط الجيش طالبوا أولمرت بالشروع بمفاوضات مع سوريا، تجنباً لحرب في الصيف المقبل، فيما نفى أولمرت أن يكون قد تعرض لأي ضغوط من جانب الجيش لفحص المسار السوري.

وأشار موقع «معاريف» إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سوف يبحث، للمرة الأولى، يوم الأربعاء مخاطر الحرب وفرص السلام مع سوريا، وسيقرر الموقف الرسمي الإسرائيلي من إشارات السلام السورية، الذي أثار الكثير من الخلافات بين أولمرت ووزرائه، ليس فقط من حزب العمل وإنما من «كديما» أيضاً.
وكان مقربون من أولمرت قد أوحوا في الأسابيع الأخيرة للصحافيين بأن رئيس الحكومة ينتظر انتهاء الانتخابات التمهيدية في حزب «العمل» لاتخاذ قرار بشأن المسار السوري. وهو يؤمن بأن إنجاز حل مع السوريين، يحمل في طياته إمكانيات تغيير جوهري في الوضع الاستراتيجي في المنطقة.

وتحدثت الأنباء مؤخراً عن أن قادة في الجيش الإسرائيلي، بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يدلين، أوصوا الحكومة ورئيسها باستئناف المفاوضات مع سوريا. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً أيضاً أن المسار السوري سوف يكون في مقدمة المواضيع التي سيبحثها أولمرت مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن بعد حوالى أسبوعين.

وعلق أولمرت على ما نشرته «يديعوت» قائلاً أمام وزراء «كديما» «سوف أكون مسروراً لمعرفة متى حثني الضباط للتفاوض مع سوريا»، فيما قال نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز «ما الذي يعنيه حث الضباط لرئيس الحكومة لإجراء مفاوضات؟ من هم الضباط الذين يحثون رئيس الحكومة على إجراء مفاوضات؟ إن ما يجري ليس أكثر من دعوة للحملات على الحكومة في الصحف. ليس من حق أحد إدارة السياسة على حسابه».
وكتب كبير المعلقين السياسيين في «يديعوت» ناحوم بارنيع أن بعض قيادات الجيش الاسرائيلي تعتقد أن على الحكومة ان تقرر في موعد قريب الشروع في مفاوضات مع سوريا. وحسب تقديرها، فإنه إذا لم تبدأ مفاوضات، يزداد خطر الحرب في الجبهة الشمالية هذا الصيف.

وأشار إلى ان الجيش الاسرائيلي يفحص بقلق ما يمكن تفسيره كاستعدادات سورية لحرب مع اسرائيل. فقد اشترت سوريا من روسيا مؤخراً كميات كبيرة من انواع مختلفة من الصواريخ وكذلك معدات عسكرية. ويتلقى السوريون السلاح والذخيرة بأنواع مختلفة من إيران أيضا. وتلقت الوحدات العسكرية السورية المرابطة قبالة هضبة الجولان المحتلة تعزيزات وتقوم بالتمترس.

وشدد بارنيع على أن التقدير في الجيش الاسرائيلي هو أنه اذا اندلعت أعمال عدائية بين إسرائيل وسوريا، فسيفتح حزب الله على نحو مؤكد جبهة ثانية من لبنان. وأضاف انه «بحسب هذا التقدير، سيمد الإيرانيون الجيش السوري بالسلاح والذخيرة بل وربما أيضا بطرق اخرى. ويحرص السوريون على أن ينقلوا الى حزب الله تقريباً كل ما في ترسانتهم من ذخيرة. وإذا ما اندلعت الحرب في الشمال في الصيف، فسيكون بوسع حزب الله من مواقعه شمالي نهر الليطاني أن يطلق صواريخ تصل الى وسط البلاد. قوات اليونيفيل والجيش اللبناني أبعدت حزب الله من مواقعه على الحدود الاسرائيلية ومن مرابضه تحت الارض في المناطق المفتوحة جنوبي الليطاني، ولكنها لا تمنعه من العودة الى التمترس داخل القرى على طول الحدود».
وتابع أنه «منعاً للانزلاق الى مواجهة بسبب تفسير غير سليم في سوريا للنوايا الاسرائيلية، حرصت اسرائيل في الاسابيع الاخيرة على أن تطلق رسائل تهدئة للسوريين. وضمن امور اخرى طلبت اسرائيل من الجنرال النمساوي الذي يرأس قوة المراقبين للأمم المتحدة في هضبة الجولان ان يوضح للحكومة السورية بأن اسرائيل ليست معنية على الاطلاق بمواجهة عسكرية معها».

وأوضح بارنيع ان «الفرضية في قيادة الجيش الاسرائيلي هي أن فتح مفاوضات على تسوية دائمة مع الحكومة السورية سيؤدي بسوريا الى التخلي عن تحالفها مع إيران ومع حزب الله ووقف المساعدات للمنظمات الارهابية الفلسطينية والعراقية. وستعود سوريا الى ما يعد مكانها الطبيعي في المنطقة الى الحلف مع الدول السُنية المعتدلة، الخصم لإيران».

وأشار بارنيع إلى أنه «بافتراض أن ايران ستدخل أخيراً الى العصر النووي، سيتم فحص طرق مختلفة لردع الايرانيين. ويحتمل أن يضطر الاميركيون الى مرابطة قوة كبيرة دائمة لهم في الشرق الاوسط. وفي الوضع الناشئ ستكتسي مسألة في أي معسكر تقف فيه سوريا، أهمية هائلة. وبتقدير محافل رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي، فإن الزمن لا يعمل في صالح إسرائيل. وبالتالي فمن الأفضل عدم تأجيل المفاوضات مع سوريا».

مصادر
السفير (لبنان)