حدث واتجاه...إقليمي

التحضيرات للقاء انابوليس تجتاز اليوم أبرز محطاتها في اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت، بعدما أعلن عن إلغاء جولة كانت محتملة لوزيرة الخارجية الأميركية قبل أيام من اللقاء الذي ستوجه الدعوات إليه اليوم، و من الواضح حسب المعلومات المتداولة في الإعلام الإسرائيلي أن لا تغييرات جوهرية يمكن توقعها في موقف أولمرت الذي يحصر مسبقا حصيلة انابوليس ببيان عمومي لا يتضمن التزامات واضحة بجدول زمني للتنفيذ فالتأكيد المبدئي على فكرة الدولتين انطلق في اتفاقات أوسلو وتكرر في خارطة الطريق ثم في ما سمي وعد بوش وكانت في السابق قد وضعت تواريخ موعودة لقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما ليس واردا في انابوليس نهائيا.

المساعي تتركز على إقناع سوريا بالحضور من غير إدراج الجولان على جدول الأعمال بل بوعد الدعوة إلى مؤتمر آخر حول الجولان تردد انه اقتراح روسي سيحمله إلى دمشق نائب وزير الخارجية الروسية سلطانوف، في حين تقود العاصمة السورية مشاورات حول الموضوع مع الفصائل الفلسطينية والقيادة الإيرانية وقد زارها الملك الأردني فجأة يوم أمس في ظل تقارير ومعلومات عن قلق عمان من مخاطر كبيرة ستلقي بثقلها على الوضع الأردني الداخلي إذا كرس اللقاء في انابوليس إسقاط حق العودة وأدى إلى موجة راديكالية جديدة وربما انتفاضة فلسطينية ثالثة حسب التوقعات الإسرائيلية، وفي هذا المجال توقف المراقبون والخبراء عند تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني حول الدولة الفلسطينية بصورة توحي بجدية التوقعات عن اعتزام إسرائيل تنفيذ ترانسفير جماعي لفلسطينيي 48 نحو الضفة والقطاع والأردن.

الصحف العالمية والعربية

*ذكرت صحيفة صنداي تليغراف أن الولايات المتحدة وإسرائيل تضعان سراً خططاً للتعامل مع إيران النووية، مشيرة إلى أن واشنطن وتل أبيب، تعدان الآن لما كان اعتُبر ولفترة طويلة "سيناريو غير مقبول بسبب تضاؤل آفاق شن ضربات جوية لتدمير المنشآت النووية لدى إيران وقيام روسيا والصين بتقويض جهود تبني نظام عقوبات دولية ضد طهران". وأضافت الصحيفة إن رؤساء الاستخبارات والمخططين العسكريين في الولايات المتحدة وإسرائيل، سلموا تحذيراً من أن إيران برعت في إخفاء وبعثرة منشآتها النووية وبصورة أفضل عن التقديرات السابقة، في حين يعكف استراتيجيو وزارة الدفاع الأميركية، على تطوير سياسات الردع للتعامل مع إيران تمتلك أسلحة نووية في المستقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، واستناداً إلى تقارير مسربة، طلب من المسؤولين الأمنيين خلال اجتماع قبل أيام وضع مقترحات للتعامل مع إيران ذات قدرات ذرية، فيما يجري سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات على شن غارات بعيدة المدى وقام بضرب موقع نووي مفترض في سوريا قبل نحو شهرين. وقالت إن إسرائيل تعكف حالياً على تزويد أسطول من الغواصات الألمانية الصنع بأسلحة ذرية، للرد على أي تهديد نووي من قبل إيران، في حين يسعى وزير دفاعها إيهود باراك إلى تطوير نظام جديد ضد الصواريخ المهاجمة. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية امس، إن رئيس رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة مايكل مالن، سيزور إسرائيل منتصف ديسمبر المقبل بدعوة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي.

*ردّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس الإسرائيلية، على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستدعم هجوما أميركيا أو إسرائيلياً ضد إيران وما إذا كانت فرنسا مستعدة للمشاركة في هجوم كهذا، "إنني أعتزم الاستمرار بحزم كبير في هذه الطريق (أي ممارسة ضغوط وفرض عقوبات على إيران) وهي الطريق الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى حل متفق عليه. والطريق الوحيدة التي ستمنعنا في المستقبل من مواجهة المعضلة ما بين قنبلة نووية أو القصف في إيران". ووصف الأزمة بين الدول الغربية وإيران بأنها "الأخطر"، وأضاف إن «فرنسا لن تتنازل أبدا عن أمن إسرائيل".

*كتب توماس فريدمان مقال نشرته خدمة "نيويورك تايمز" قال فيه ليست لدي فكرة عمن سيفوز بالترشيح للرئاسة من الحزب الديمقراطي، ولكنني ظللت أتساءل، في الفترة الأخيرة، عما إذا كان باراك أوباما فانه قد يرغب في إبقاء ديك تشيني كنائب للرئيس، مشيراً إلى انه ليس من المعجبين بديك تشيني، ولكن افكر انه بعد العراق وباكستان فان قضية السياسة الخارجية الأهم التي ستواجه الرئيس المقبل هي كيفية التعامل مع إيران. وأوضح الكاتب أن هناك حرباً باردة في الشرق الأوسط اليوم بين أميركا وإيران، وما لم تحل فإنني أرى أن إيران تستخدم وكلاءها وبيادق شطرنجها، وهي حماس وحزب الله وسورية والمليشيات الشيعية في العراق، لإعاقة أميركا وحلفائها عبر المنطقة.

ولفت الكاتب إلى أن نائب الرئيس ديك تشيني هو الصقر الذي يعلن مرارا وتكرارا أن أميركا لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. غير أن تحليل تشيني قد واجه عدم توافق مع الرئيس بوش ورايس. ولأن الرئيس ووزيرة الخارجية لم يكونا قادرين على ان يقررا ما الذي يتعين ان تكون عليه سياسة واشنطن تجاه ايران، في إطار تغيير النظام أم تغيير السلوك، فان من المستحيل امتلاك دبلوماسية فعالة. ورأى الكاتب ان أوباما يفضل الليونة، حين قال:"سألتقي مباشرة بقيادة إيران. أنا مقتنع بأننا لم نستهلك الجهود الدبلوماسية التي يمكنها أن تحل بعضا من هذه المشاكل- مسألة بنائهم للأسلحة النووية، ودعمهم لمنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس". وخلص الكاتب إلى انه يمكن القول إن مقترحه صحيح لكنه بحاجة إلى جمع أسلوبي جيمي كارتر اللين وديك تشيني المتشدد، حينما يكون الأمر متعلقا بالتحدث مع إيران. وإذا أراد الديمقراطيون أن يفوزوا بالانتخابات المقبلة فعليهم أن يحققوا التوازن ما بين هذين الاتجاهين، وعليهم أن يتعلموا كيفية انتقاد سجل بوش من اليمين ومن اليسار لإظهار أنهم قادرون على استخدام أسلوبي التعامل المباشر والقسري. فالدبلوماسية الناجحة بحاجة إلى كلا الأسلوبين.

*اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها أن المداولات التي شهدتها قمة "أوبك" والتأكيدات التي احتواها بيانها الختامي، شكلت رسالة تطمين إلى أسواق الطاقة. والأهمية البالغة لخطاب القمة الثالثة لهذه المنظمة، تكمن في لحظته، الإقليمية والدولية؛ السياسية منها والاقتصادية والسعرية النفطية، مشيرة إلى أن لقاء ملوك ورؤساء اثنتي عشرة دولة (صاروا ثلاث عشرة دولة بعد عودة الإكوادور إلى المنظمة)، كان أبعد من مجرد اجتماع دوري انتقلت فيه رئاسة القمة من فنزويلا إلى السعودية. كان محطة فارقة في تاريخها الممتد على 47 سنة. ولفتت الصحيفة إلى أنها المرة الأولى التي تنعقد فيها، وسط ظروف شرق أوسطية وعالمية، اختلط فيها الاشتعال السياسي مع اشتعال أسعار الطاقة. وهو خليط حصيلته ارتفاع منسوب القلق وضمور الاستقرار. وقالت الصحيفة مع أن السبب الأول كان وبوضوح أحد أبرز العوامل التي وضعت برميل النفط عند حدود المئة دولار، إلا أن الحديث في دوائر عديدة لبلدان الاستيراد وبالتحديد الغربية منها، بقي يدور أو على الأقل يغمز؛ من زاوية "أوبك"، وكأنها هي المسؤولة، أولاً وأخيراً عن جنون الأسعار. إن مبدأ التوازن عكسته الخطوط العريضة لبيان القمة؛ والتي تمحورت حول سياسات الإنتاج والتصدير ونظام الأسعار، التي رسمتها دول أوبك، في اجتماعها الثالث؛ وبما يخدم الاقتصاد العالمي واقتصادياتها؛ تاركة لقانون العرض والطلب أن يأخذ مجراه في تحديد الأسعار؛ مع الاهتمام بتنظيم العلاقة مع الدول المستهلكة خاصة الكبرى منها. وبذلك تكون القمة قد خرجت بسّلة من التطمينات للأسواق النفطية الاقتصادية.

*ذكرت صحيفة تشرين السورية في افتتاحيتها ان العمل العربي المشترك وضرورات الأخذ بالمصالح العليا للأمة شكلا أحد العناوين البارزة للقمة السورية- الأردنية التي عقدت أمس في دمشق ما دفع للتفاؤل بمستقبل أفضل للعلاقات العربية على أبواب قمة دمشق المرتقبة في آذار القادم. مشيرة إلى أن العمل العربي المشترك البنّاء هو في الواقع عنوان سوري دائم ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فسورية أكثر ما تعرف على الساحات العربية والإقليمية والدولية بعروبتها وبحرصها على التضامن والعمل المتواصل من أجله، وقد تعرضت للكثير من الضغوط والمضايقات وفي بعض الأحيان الحصارات من أجل ثنيها عن مواقفها هذه، وكانت النتائج أن تمسكت أكثر بعروبتها وبثوابتها القومية.

‏واعتبرت ان سورية وجدت في قمة أمس خطوة عربية بناءة ومناسبة لتأكيد سعيها الدؤوب من أجل تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة ليس في فلسطين والعراق فحسب، وإنما في أي بقعة من الأرض العربية تتعرض لمخاطر العدوان والتهديد وهو ما يحدث فعلاً على أرض الواقع من العدوانية الإسرائيلية والأطماع الأميركية. ‏وأوضحت الصحيفة أن سورية أكدت دعمها للتوافق اللبناني من أجل إنجاز انتخابات الرئاسة في البلد الشقيق وفق الأسس الدستورية وبما يؤدي إلى تعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية. ‏وخلصت الصحيفة إلى أن العمل العربي المشترك والتضامن الفعّال هدف سوري دائم لا محيد عنه. وقد تم تأكيد هذا الهدف في قمة دمشق أمس وفي كل لقاء سوري مع الأشقاء العرب. ومع ذلك لابد من الإشارة هنا ثانية إلى أن هذه الثوابت السورية العروبية هي التي تدفع الولايات المتحدة إلى تشديد الضغوط على سورية، فهل يدرك هذه الحقيقة من لم يدركها بعد؟!.‏

*ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رأى أن "الاستيطان في الضفة الغربية يشكل أبرز عقبة أمام السلام" إضافة إلى كونه يناقض القانون، داعيا "إسرائيل" إلى وقفه. مشيرة إلى انه لعل الوزير الفرنسي أدرك بحس السياسي الذي يستطيع التمييز بين الممكن والمستحيل أنه من أجل أن تكون هناك دولة فلسطينية تنهي بإقامتها الصراع العربي الصهيوني، فينبغي أن يكون لهذه الدولة أرض تقام عليها. وقد وجد على أرض الواقع أن ليس هناك ما يمكن من قيام الدولة الفلسطينية بفضل سياسة الاستيطان "الإسرائيلية".

واعتبرت الصحيفة أن تصريحات الوزير الفرنسي خطوة جيدة، لكنها تبقى قاصرة عن تسهيل التسوية التي يعمل الأوروبيون من أجل تحقيقها. فالاستيطان عملية لم تتوقف منذ عقود بالرغم من احتجاجات الأوروبيين أنفسهم، وبالرغم من بعض الإجراءات الرمزية التي قام بها بعضهم. فالكيان الصهيوني لم يعر أذنا صاغية لتصريحاتهم أو لمناشداتهم، بل استمر بخطوات متسارعة في سياسة الاستيطان. والوزير الفرنسي يعرف كبقية السياسيين الأوروبيين أن البلدان التي تنتهك القانون الدولي لن ترعوي عن غيها بالمناشدة، وإنما بالمعرفة أن كلف الاستمرار في الانتهاكات أعظم من فوائد الاستمرار فيها. وتساءلت الصحيفة ان المسؤول الأوروبي اكتفى بتحديد جزء من العقبات والانتهاكات. فماذا عن حق العودة، وماذا عن مدينة القدس؟. ومن يتمعن في الإجراءات "الإسرائيلية" حول القدس وتحتها يدرك أن الكيان ماض في تهويدها، في الوقت الذي يعمل على إزالة الوجود العربي والإسلامي فيها. كذلك الأمر في موضوع عودة اللاجئين الذي لا يريد حتى التحدث فيه.

حدث و اتجاه... لبناني

عكست الصحف اللبنانية اليوم جوا من التشاؤم حول مسار المفاوضات التوافقية قبيل يومين من موعد الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وقد انطلقت من معطيات داخلية متأزمة عبرت عنها تصريحات ومواقف الأطراف المحلية بالإضافة إلى انطباعات حملها وزير الخارجية الفرنسية كوشنير الذي وصل بيروت ليلا، وعلى الرغم من تلاحق مؤشرات دولية وإقليمية بعضها كان غير متوقع تصب في خانة تزخيم المناخ المساعد على دعم مساعي التوافق.
أبرز محاور المشهد اللبناني التي يمكن تسجيلها أو رصدها:

1- موجة اعتراض واسعة على آلية التوافق المعتمدة من مسيحيي الموالاة سواء بدافع كثرة المرشحين الذين تراجعت حظوظهم أم خشية انتقال البحث إلى الحكومة وبرنامجها بصورة ترضي المعارضة في موضوعات المقاومة والعلاقة بسوريا والتركيبة الوزارية.

2- موقف العماد عون المتمسك بالترشيح مبدئيا والذي يعطي ثقلا كبيرا لفكرة انجاز تفاهم وطني شامل يطال الحكومة ورئيسها وتكوينها العام وبرنامجها في المفاوضات الجارية معه من قبل المبعوثين الدوليين.

3- تنبيه مصادر قيادية في المعارضة لخطر وجود محاولة لتحويل الاتصالات الجارية إلى مناسبة لإطلاق عملية فك وتركيب للتحالفات يراد منها أساسا النيل من وحدة المعارضة، وتأكيد هذه المصادر أن الرئيس نبيه بري متمسك بشمولية العملية التوافقية وبالذات بعدم تجاوز مكانة العماد عون وموقعه الرئيسي.

4- مواصلة أطراف في الموالاة العمل لتهيئة ظروف خياريها البديلين عن التوافق من خلال تصريحات النائب فريد مكاري عن استعداده للدعوة إلى اجتماع نيابي لتسمية رئيس وكذلك عبر تأكيد الرئيس السنيورة أمس أن حكومته هي السلطة الشرعية التي يعترف بها العالم وإعلانه بصراحة أن الصلاحيات الرئاسية ستنتقل غليها في حال عدم انتخاب رئيس جديد.

5- استمرار غموض الموقف الأميركي فبعد تأجيل زيارة السفير وولش أوحى اتصال الوزيرة الأميركية رايس برئيس المجلس بتحول أميركي نحو دعم التوافق.

6- توافر معلومات صحافية من مصادر متعددة عن دعم سوري قوي للتوافق الذي كان محور الفقرة المتعلقة بلبنان في بيان القمة السورية – الأردنية المفاجئة التي عقدت أمس في دمشق وتضمنت تنويها بدور سوريا الفاعل في ضمان أمن واستقرار لبنان.

7- النشاط المكثف الذي يقوم به الموفدون الفرنسيون في المنطقة حول لبنان فالسفير كوسران يزور طهران التي يصلها الوزير السوري وليد المعلم بينما السفير غيان قادم إلى بيروت وفق المعلومات.

8- في بورصة التداول المرشحان ميشال إدة وروبير غانم وسجلت أمس عودة إلى إدراج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والعماد ميشال سليمان بينما بدأت تستعاد بوضوح مناقشة بدائل انتقالية إذا تعذر التوافق.

9- زيارة النائب سعد الحريري إلى موسكو وضعت في خانة دعم العملية التوافقية حسب معلومات المصادر الموالية بينما تقول مصادر معارضة أنها محاولة أخيرة لاستكشاف إمكانية تغيير الموقف الروسي في إطار السعي إلى دعم روسي لخيار تسمية رئيس خارج نصاب الثلثين.

الصحف اللبنانية:

*يتقلب الوضع اللبناني بين البرودة حينا والسخونة أحياناً أخرى في ضوء المواقف المتقلبة للأطراف السياسية في البلاد حول ملف الرئاسة الأولى في هامش من الوقت بدأ يضيق الخناق على التفاهم قبل الوصول الى المحظور والدخول في الفراغ الذي يحاول الجميع تجنبه من دون نتائج حقيقية وفي هذا السياق قالت صحيفة النهار ان المعطيات والمعلومات المتجمعة حتى الليل عن الاستحقاق المصيري لم تحمل ما يكفل من ضمانات للجزم بأن الاستحقاق سيمر مرورا آمنا وسالما، مشيرة الى أن العودة العاجلة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت مساء أمس، قد شكلت انعكاسا لمعطيات قاتمة تبلغها من بيروت وأوجبت تقديم موعد عودته في محاولة أخيرة لاستدراك فشل الوساطة الفرنسية. ولم تكن عودته وحدها المؤشر لـ"انسداد" حقيقي أصاب المشاورات والاتصالات والمساعي الداخلية والخارجية للتوصل الى توافق لبناني على مرشح أو مرشحين "توافقيين" قبل أقل من ثلاثة أيام من موعد جلسة 21 تشرين الثاني، بل ان ملامح استنفار دبلوماسي دولي وعربي ارتسمت أمس حيال الاستحقاق اللبناني عاكسة القلق المتصاعد من إمكان إخفاق الافرقاء اللبنانيين في التوصل الى توافق يضمن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

أما صحيفة السفير فرأت أن البلاد تتأرجح بين هبة باردة وهبة ساخنة مشيرة الى أن هذه هي صورة "بورصة الأسماء" المترجرجة، بين ساعة وأخرى، ومعها، مجموعة مشاهد إقليمية ودولية ومحلية، تحمل الشيء ونقيضه، بدءاً من قمة دمشق الطارئة والأولى من نوعها بين الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني عبد الله الثاني والاتصالات التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعدد من المسؤولين اللبنانيين ولا سيما الرئيس نبيه بري وتأكيدها له "دعمها لانتخاب رئيس لبناني يحظى بدعم كل اللبنانيين"، وصولاً إلى قرار وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير بالتوجه من القدس المحتلة الى بيروت التي سبق وصوله إليها تصريح على متن الطائرة يعلن فيه أن الوضع في لبنان "بات أكثر تعقيداً وهناك وضع جديد وأنا أقل ثقة حالياً". وذكرت صحيفة الأخبار أن مصادر مطّلعة على الموقف الأميركي قد أدرجت اتصال وزيرة الخارجية الأميركية ببعض المسؤولين اللبنانيين بأنّه "محاولة لملاقاة المبادرة الفرنسية».

وذكرت المصادر نفسها أن اتصال رايس بالمسؤولين الثلاثة المعنيين بالاستحقاق الرئاسي، أي بري وصفير والحريري، يشير إلى أنّ واشنطن تريد تسهيل إجراء الانتخابات وأنّها لا تعارض التوافق على انتخاب رئيس جديد، حتى وإن لم يكن من قوى 14 آذار. مشيرة الى أن ذلك يقتضي أن يلتزم الرئيس الجديد تنفيذ القرارات الدولية دون أي مواربة أو تجاهل. وبالتالي، فإن الدور الأميركي في الاستحقاق هو الحصول على تعهّدات من الرئيس التوافقي الجديد تتعلّق بالقرارات الدولية.

أخبار المرئي في لبنان

*اهتمت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية بردّة الفعل السياسية على اللائحة التي قدمها البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، والتي تتضمن أسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية، فقالت قناة المنار إن غربلة الأسماء بدأت ليل أمس، ولائحة المرشحين إلى الرئاسة تصغر شيئا فشيئاً بانتظار لقاء آخر يجمع بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سعد الحريري، بعدما رفع البطريرك الماروني المسؤولية عنه وألقاها عليهما. وإذا كان اسم الرئيس المقبل ومرحلة ما بعد الرئيس غير واضحين حتى الآن، فإن الوقت المتبقي لنهاية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد وهو الخمسة أيام يستدعي تحركاً مكثفاً. وتساءلت قناة الجديد NTV ماذا يدور في أروقة القرار الرئاسي؟ وأي اسم بات الأقرب إلى بعبدا؟ من يملك المعلومة الأدق؟ ولماذا يوضع الإعلاميون في تمويه مخطط؟ فكلما اقتربنا إلى الحسم، تشعبت الصورة وتضاربت المعلومات وارتطمت اسماء اللائحة باسماء من خارجها او كانوا بداخلها وحذفوا لاسباب دستورية. لنبدأ اولاً بالمواعيد، على الأرجح فان جلسة الأربعاء باتت اقرب الى التأجيل، واذا كان هناك من رئيس فانه سينتخب يوم الجمعة، اي عشية انتهاء ولاية الرئيس لحود. وتساءلت الشبكة الوطنية للإرسال NBN هل هي ايجابية تلك الاسباب التي حملت وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير على العودة الى لبنان مساء اليوم مستبقاً بذلك نظيريْه الاسباني والايطالي، بعدما توقع ماسيمو داليما بالامس زيارة الترويكا الأوروبية إلى لبنان الاسبوع المقبل؟ وهل هي ايجابية تلك الأسباب التي حملت أمين عام الجامعة العربية عمر موسى على حزم أمره واتخاذ القرار بزيارة لبنان قبل يوم واحد من جلسة الانتخاب المقررة في الحادي والعشرين من الجاري.

ورأت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) ان اليوم السادس قبل المجهول، انه يوم اقتراب الضغوط من الذروة، وذلك للاسباب التالية: اولاً: اجتمع بري بالحريري ولم يتوصلا الى جديد، فرئيس المجلس متمسك بضرورة الغطاء المسيحي الذي لا يكتمل الا بالرابية، وزعيم تيار المستقبل يدرك ان وضع مسيحييه كافة على حافة انهيار او انفجار. ثانياً: وصل خبر مأزق اللائحة البطريركية الى العواصم المعنية، فاديرت مجدداً محركات الضغط واللغط والنصح والتحذير. واعتبرت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC أن الجوجلة تتم في عين التينة بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري، لكن معلومات مؤكدة تشير إلى ان جوجلة من نوع آخر تتم ايضاً في مكان آخر. وبحسب هذه المعلومات فإن احد المرشحين ممن قيل ان اسمه على اللائحة وهو وزير سابق، زار سراً ليل امس العاصمة السورية يرافقه وزير ونائب سابق واحد النواب الحاليين ومسؤول رفيع في حزب الله. وذكرت قناة المستقبل انه وصل الى دمشق في زيارة مفاجئة وبعد عاميْن من التوتر بين البلديْن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث عقد على الفور مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد تناولت تحديداً الأزمة في لبنان وآليات دعم كل ما يكفل تعزيز استقرار وسيادة هذا البلد ومساعدة الشعب اللبناني على المُضي قدماً وإجراء الانتخابات الرئاسية وعدم التدخل بشؤونه الداخلية.

حوارات المرئي في لبنان:

*قناة الجديد NTV. البرنامج "الأسبوع في ساعة".

قال النائب غسان تويني انه قد نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن لن نصل إلى الحل بل إلى بدايته، مشيراً إلى أن الرئيس التوافقي يجب أن يأتي بحكومة حيادية أو وفاقية، وان المهمة الصعبة للرئيس المقبل هو الوضع الاقتصادي في ظل ارتفاع سعر النفط. ولفت تويني إلى انه يمكن أن يتم انتخاب رئيس من خارج اللائحة، معتبراً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام تحدّ كبير وله الكثير من الحنكة للخروج من هذا الوضع.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.