حدث واتجاه...إقليمي

القمة السورية الأردنية ما تزال هي الحدث الإقليمي الأبرز وقد تركز الاهتمام الإعلامي على رصد خلفياتها ونتائجها:

1- النظام الأردني يمثل القوة الأكثر رسوخا ونشاطا في مجموعة الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة وقد اضطلع بدور محوري تاريخيا في تجسيد سياسات الحلف الغربي و القطيعة التي حكمت علاقته بسوريا منذ أربع سنوات كانت تعبيرا عن استراتيجية اميركية طبقت ضد سوريا منذ ذلك الحين وبني على أساسها ما سمي بحلف المعتدلين العرب و بالتالي فالاستدارة الأردنية تحمل دلالة اكيدة على التوجه الأميركي في الانتقال إلى الإقرار بدور سوريا المحوري بعد هزيمة الغزوة التي استهدفت إسقاطها ثم انعطفت لمحاولة إخضاعها فارتدت مؤخرا إلى إدارة الصراع معها عملا باستراتيجية التوترات ذات السقف المنخفض بعدما انهارت منظومة الغزو والغطرسة العسكرية من احتلال العراق حتى حرب تموز في لبنان.

2- الدوافع الأردنية للتقارب مع سوريا بعد رفع المنع الأميركي عديدة و من ابرزها العلاقة العضوية للأردن بالملف الفلسطيني الذي تحيط به مخاطر دراماتيكية سيكون لها انعكاسها الأردني في ضوء الموقف الأميركي الإسرائيلي الرافض للتقدم الجدي على طريق تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي ولاسيما في الموضوع الفلسطيني كما توحي تحضيرات انابوليس وحيث تتاكد صحة موقف سوريا ويتعاظم رصيدها عربيا وفلسطينيا بوصفها دولة الصمود والمقاومة العربية.

3- العلاقات الثنائية المتداخلة التي حرصت عليها سوريا على الرغم من الاختلاف السياسي الحاد في السنوات الأخيرة وهي تشكل بعدا حيويا في الواقع الاقتصادي والإنساني للشعب الأردني وفي ظل انكماش اقتصادي خطير بعدما تكشفت سنوات التطبيع عن كمية من الأطماع الإسرائيلية تقلق القوى الإقتصادية الأردنية التي تشعر بحيوية ارتباطها بالعمق العربي المجسد موضوعيا بكل من سوريا والعراق.

4- في الخلاصة تستطيع سوريا الاستنتاج ان الزمن يتغير نتيجة صمودها و ان ما كان يسمى عزلا وحصارا يتهاوى بقوة وهي تنتزع اعترافا تلو الاعتراف بدورها وبموقعها المقرر في معادلات المنطقة وزيارة الملك عبدالله الثاني أول الغيث كما كانت القطيعة في السابق اول مؤشرات الحصار.

الصحف العالمية والعربية

*كتب روبرت نوفالك مقالا نشرته صحيفة واشنطن بوست اعتبر فيه ان المنافسة تشتد بين المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لاسيما بين المرشحين السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون، خصوصا في موقفهما من مسألة الدخول في حرب مع إيران. وأشار إلى ان أوباما كان أكثر ليناً من كلينتون عندما اتهمها بـ"التهور" بتصويتها على تسمية "فيلق الحرس الثوري الإيراني" بالمنظمة الإرهابية، مدعياً بأن هذا التصويت من شأنه أن يعطي الرئيس جورج بوش ذريعة لمهاجمة إيران. ولفت الكاتب إلى ان كلينتون لم ترد عليه وتمسكت بالصمت إزاء المسألة الإيرانية، مما يعكس مدى خطورة الإشكالية الإيرانية على كلا المتنافسين.

وقال الكاتب ان الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي يريدون إظهار موقف قوي في مكافحة الإرهاب، وفي الوقت نفسه لا يريدون لبلدهم الدخول في حرب ضد إيران بحجة منعها من تطوير الأسلحة النووية. وهم أيضا لا يريدون الظهور بمظهر اللين إزاء النظام "الأصولي" الإيراني الذي ينكر رئيسه المحرقة النازية بحق اليهود وينادي بدمار دولة إسرائيل. واعتبر الكاتب انه لم يكن أمام الديمقراطيين من مهرب سوى إدانة كل من نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وهذا التوازن اختل عندما نشر أوباما مقالا أدان فيه تصويت كلينتون على مشروع قانون احتضنه كل من السيناتور الجمهوري جون كيل والسيناتور الديمقراطي المستقل جوزيف ليبرمان لتسمية الحرس الثوري بمنظمة إرهابية، بحجة أن "إدارة بوش يمكنها أن تستغل اللغة التي صيغ بها مشروع قانون ليبرمان - كيل، كي تبرر هجوما على إيران كجزء من الحرب الجارية في العراق". وتساءل الكاتب هل بمقدور كلينتون وأوباما التعايش مع إيران نووية، وإن كانا لا يقران الخيار العسكري، وإن كانا سينضمان للسيناتور بيدين في التحرك لتنحية بوش إن هاجم إيران؟ إنهما حتى الآن لا يستطيعان مواجهة هذه الأسئلة الصعبة وجها لوجه.

*قال يوسي بيلين عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب ميرتس في مقال نشرته بعض الصحف الإسرائيلية ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت يأخذ إسرائيل إلى مفترق "انابوليس"، وإذا لم يكن لديه التصميم على مواصلة الطريق من هناك إلى الأمام، في طريق تؤدي إلى نهاية النزاع، فمن الأفضل له ان يتراجع منذ الآن، ويبقى في الوطن، مشيراً إلى ان انعدام وجود نقاش في مسائل اللباب في انابوليس يبقينا عالقين في المفترق، مكشوفين للمتطرفين من الجانبين. الظاهرة المرضية المعروفة تتكرر: تقترب لحظة الحقيقة، تنشأ فرصة أخرى، يوجد احتمال بدفع المسيرة السياسية إلى الأمام بشكل ذي مغزى نحو سلام تاريخي، وعندها يصاب الطرفان بالجبن. مواضيع اللباب - القدس، اللاجئين، الحدود - ستطرح على جدول الأعمال، هكذا يقال لنا، لكننا لن نبحث فيها.

وبالمقابل سنتحدث عن تحرير السجناء، حواجز وخارطة الطريق. ولفت الكاتب إلى انه ينبغي للمرء ان يكون ساذجا حقيقيا كي يقلل من أهمية مؤتمر انابوليس. سبع سنوات مرت منذ اللقاء الرسمي الأخير، في إطار مفاوضات السلام، بين مندوبي حكومة إسرائيل ومندوبي منظمة التحرير الفلسطينية المؤتمر المزمع عقده - مهما قلصوا من التوقعات منه - ليس مؤتمرا واحدا آخر في سلسلة مؤتمرات. واعتبر الكاتب ان هذا اللقاء تعتبر تاريخي، الفشل فيه معناه نصر كبير لحماس، نهاية الحياة السياسية لمحمود عباس، وربما أيضاً اندلاع جديد للعنف. وأشار إلى ان الجمهور الإسرائيلي مستعد، بمعظمه ان لم يكن برمته، لتسوية دائمة حسب المبادئ المعروفة. الجمهور الفلسطيني، بمعظمه ان لم يكن برمته، يؤيد هذه المبادئ، حسب الاستطلاعات التي أجريت أخيرا، ولاولمرت مضمون أغلبية برلمانية مثلها لم تكن في الماضي. أكثر من 65 نائبا سيؤيدون الاتفاق الذي سيحققه. حتى لو فقد دعم إسرائيل بيتنا وشاس، فان الكنيست ستكون معه. ولفت الكاتب إلى انه في العام 2009 لن تكون العودة ممكنة إلى انابوليس. رئيس أميركي جديد لن يبدأ حياته السياسية في مؤتمر شرق أوسطي. أبو مازن سينهي مهام منصبه في كانون الثاني 2009، وما لا يتم الآن، لن يتم في المستقبل القريب.

*اعتبر غلين كليسر في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست ان مؤتمر الشرق الأوسط يقترب، بخطط زهيدة. وعلى ما يبدو، لا أحد يعرف ماذا يجري. الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كونداليسا رايس يخططان لافتتاح مؤتمر أنابوليس بعد أيام قليلة من عيد الشكر لإطلاق الجولة الأولى من مباحثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية في عهد الرئاسة الأميركية الحالية. مشيراً إلى ان المؤتمر مع ذلك لم يحدد له موعدا بعد، وأيضا لم توزّع الدعوات إلى المعنيين، علاوة على أنه ليس هناك اتفاق على ما يبدو حول ما سيتحدث حوله المشاركون بخصوص خطة إحياء "خارطة الطريق" كما رسمها بوش لإنشاء دولة فلسطينية.

وأشار الكاتب إلى ان أحد الموفدين العرب إلى المؤتمر يقول إن ’’’’لا أحد على ما يبدو يعلم ما يجري’’’’، وإن التأخير في الإعلان الرسمي عن موعد المؤتمر الذي قال عنه بوش في شهر يوليو الماضي إنه سينعقد في ’’’’هذا الخريف’’’’ يعزى وبدرجة كبيرة لتعقيدات الصراع الذي دام لخمسة عقود من الزمن بين إسرائيل من جهة وجيرانها العرب من الجهة الأخرى، مما جعل رايس ترجئ الإعلان عن موعد الانعقاد لأطول وقت ممكن حتى تقنع العديد من الدول العربية، خصوصا المملكة العربية السعودية، بالحضور وبوفد رفيع المستوى. ونقل الكاتب عن دبلوماسيين معنيين بالتخطيط للمؤتمر، قولهم إن الهدف هو ببساطة ’’’’المصادقة على المحادثات الجارية بالفعل بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حول تفاصيل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة’’’’. أما الخلاف الأساسي داخل الإدارة الأميركية فهو حول توجيه الدعوة لسوريا، في وقت يتوقع المراقبون أن ينفذ مقترح رايس في هذا الخصوص، أي دعوة ’’’’لجنة المتابعة’’’’ التابعة للجامعة العربية، التي سوريا عضو فيها مع بقية الدول العربية الأخرى.

*قال دانييل بليتكا في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس يسعيان في قضايا السياسة الخارجية الرئيسية على مدار الأعوام السبعة الماضية محاولات مسعورة لإيجاد مكان لهما في التاريخ. وأشار الكاتب إلى انه بعدما سيطرت حماس على قطاع غزة، يجد محمود عباس نفسه رئيسا عاجزا لسلطة فلسطينية في حين يقوم أعضاء من المسلحين المحسوبين على ’’’’فتح’’’’ بزعامته بمحاولة لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي. وفي الأثناء تتردد رايس كثيرا على المنطقة وتطلب النصيحة، ليس من بيل كلينتون فحسب، وإنما من جميع المطلعين، بمن فيهم الرئيس السابق جيمي كارتر.

ومن المقرر أن تقوم في الأسبوع المقبل بلعب دور المضيف لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وخصومه الفلسطينيين في جلسة مباحثات في ’’’’أنابوليس’’’’. وقال الكاتب ان المفاعل النووي السوري، الذي أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية في شهر سبتمبر الماضي استنادا إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية- أميركية، كانت ثمرة لتعاون امتد لعدة أعوام بين الموردين النوويين في كوريا الشمالية والسوريين. وتعليق وزيرة الخارجية الأميركية على هذا الحدث بالقول إن ’’’’قضايا الانتشار النووي لا تؤثر على جهودنا في إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين’’’’ لهو تعليق ابعد ما يكون عن الواقعية، ذلك أن إسرائيل لن تقف تتفرج وهي مكتوفة الأيدي، فيما جيرانها يكتسبون تكنولوجيا نووية من شريك لأميركا في الاتفاق الإطاري المتفق عليه حديثا. إن رايس ترهن تركتها على السلوك المستقبلي للنظام في كوريا الشمالية والسلطة الفلسطينية. وفي النهاية هذا لن يخدم لا مصالحها الشخصية ولا المصالح القومية الأميركية.

حوارات فضائية:

*الفضائية السورية. البرنامج "دائرة الحدث".

قال ناصر قنديل، النائب السابق ومدير مركز الدراسات والبحوث انه ليس هناك أجواء ايجابية، ويجب ألا نتوهم من الكلام المعسول ولا من الكلام الأميركي الهادئ، هذا كله من أجل تمرير السم بالدسم، معتبراً ان الأميركي لم يتخذ قراره بالتسوية وهو عاجز عن الذهاب بقراره الضمني إلى الحرب وهو عاجز عن تحمّل تبعات المواجهة، لذلك يريد من لبنان ان يكون مجمّداً على ما هو عليه في ظلّ حكومة السنيورة وهذا لن يمرّ. وأشار قنديل إلى أن ما نشهده هو مناورة لإضاعة الوقت، وان قضية الأميركيين هي ان يكون الرئيس الحقيقي للبنان هو فؤاد السنيورة، لافتاً إلى ان الأميركيين لا يثقون حتى بالأسماء المسيحية التي طرحها البطريرك صفير والتي ينتسب كثير منها إلى جماعتهم في 14 شباط.

حدث و اتجاه... لبناني

الاتصالات والمشاورات الجارية في لبنان حول الاستحقاق الرئاسي تدخل مرحلة فاصلة في سباق الزمن، وقد سجلت الساعات القللية الماضية العلامات الفارقة التالية :

1- ظهور استعصاء داخلي ناتج عن عدم اتباع آلية التوافق للطريق المؤدي إلى انتاج تفاهم وطني شامل وحصر النقاش في أسماء المرشحين ، وقد سجلت محاولة من وزير الخارجية الفرنسية و اطراف محلية لتحميل الفريق المسيحي في الموالاة والمعارضة مسؤولية عدم التوصل إلى نتائج في حين اعتبر العماد ميشال عون ان المسالة الجوهرية هي التوصل إلى صيغة تضمن عدم تعريض البلاد لضغوط خارجية جديدة منوها بأهمية ان يأتي التفاهم على رئيس خارج منطق التهميش المسيحي مؤكدا استعداده التام للتعاون في تسمية رئيس توافقي بشرط على الرغم من محاولات تجاهل كونه المرشح الطبيعي و الأوسع تمثيلا داعيا إلى طرح المرشح التوافقي الذي يكون عنوانا لمشروع توافقي " وهو لم يعرضه احد علينا " كما قال عون أما قائد القوات سميرجعجع فقد ركز جهوده مع أقطاب الموالاة لتأكيد خيار تسمية رئيس من خارج النصاب الدستوري بينما تتحفظ اوساط مسيحيي الموالاة عموما على فكرة بقاء السنيورة وقد افادت المعلومات ان جعجع وغيره من مسيحيي الموالاة يسعون إلى اللقاء بالعماد عون في ضوء طرحه لرؤية سياسية بمناسبة الاستحقاق تتضمن موضوع الشراكة المسيحية بمجمله وهو الموضوع الذي يشغل حيزا كبيرا من اهتمام الشارع ، ولكن مضمونه الفعلي يضع السياق التوافقي بين مساري انتخاب عون للرئاسة او التسليم بالتفاهم المسبق على الحكومة ورئيسها وبرنامجها كما يشترط عون للتوافق.

2- ظهور هدف محدد للمساعي الدولية والعربية الجارية في بيروت يتصل بالتركيز على كيفية تنظيم الفراغ وتقول المعلومات المتداولة ان أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ركز بصورة خاصة على البحث في طبيعة التفاهمات الممكنة لحماية خيار السنيورة إذا اخفق التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية .

3- سقوط محاولة تفكيك المعارضة التي تولاها السفير الأميركي جيفري فيلتمان من خلال توزيعه لمعلومات حول امكانية ابتعاد الرئيس بري عن حزب الله والتيار الوطني الحر لصالح التفاهم على رئيس بدون مراعاة شركائه في المعارضة وقد ظهر العكس في الاتصالات التي جرت خلال اليومين الماضيين ما أسقط في يد بعض نواب تكتل التغيير والإصلاح الذين سبق وتورطوا في مواقف بنوها على إيحاءات السفير الأميركي وهذا المر كان مصدرا جديدا لشكوك المعارضة في النوايا التصادمية الأميركية المحركة لتخريب التوافق .

4- ظهور اتجاه لتاجيل جلسة الانتخاب وتنبه المعارضة لمحاولة تقطيع الوقت من طرق حق الرئيس لحود بالتوقيع قبل انتهاء ولايته الدستورية لإتخاذ الإجراء الذي يراه مناسبا لمنع الفراغ الدستوري ، لاسيما و ان التأجيل المتداول يذهب غلى الحافة باقتراح يومي الجمعة وربما السبت في ضوء لقاء الرئيس بري والنائب الحريري اليوم .

الصحف اللبنانية:

*حركة الموفدين المكثفة التي يشهدها لبنان هذه الأيام تعبّر عن مدى التأزم الذي وصلت إليه الأمور، رغم كل المساعي الداخلية والخارجية. وقد عكست الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت هذه الأجواء منذرة بالآتي الأصعب، وقالت صحيفة السفير ان المأزق الماروني يستهلك الوقت وينذر بما أسمته "الفراغ المنظم". وقالت ان فرنسا قد حذرت من خلال وزير خارجيتها برنار كوشنير من تطورات إقليمية صعبة، فيما قلل عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية من عامل الزمن إذا توافرت الإرادة. أما صحيفة النهار فتساءلت عما إذا كان يكفي تهديد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بكشف معرقلي الانتخابات الرئاسية لإنقاذ الاستحقاق من "احتضاره" الذي تراءى واقعا محتوما للبنانيين أمس ما لم تحل معجزة "التوافق" في ربع الساعة الأخير من المهلة الدستورية؟. وقالت ان ربع الساعة الأخير يهدد الاستحقاق الرئاسي والوساطة الفرنسية. ورأت ان التحاق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ليل أمس بالجهود الفرنسية لم يبدل مشهد التعقيدات المتصاعدة في وجه هذه الجهود لتأمين انعقاد جلسة الانتخاب الرئاسي غدا، وبدا في حكم المؤكد أن هذه الجلسة ستؤجل إلى الجمعة 23 تشرين الثاني، أي اليوم الأخير في المهلة الدستورية، ما لم تحصل مفاجأة سارة اليوم – وهو أمر استبعدته تماما المعطيات القائمة التي طغت أمس على سطح الاتصالات والمشاورات المحمومة الجارية.

أخبار المرئي في لبنان

*التخبّط السياسي الذي تشهده الساحة اللبنانية، كان الموضوع الأهم الذي ركزت عليه مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية، فتساءلت قناة المنار ماذا وراء النبرة التشاؤمية التي طبعت تصريحات اليوم الأول من الأيام الخمسة المتبقية من المهلة الدستورية لانجاز الاستحقاق الرئاسي؟. هل هي مخاضات التسوية أم أنها مؤشرات ما قبل إعلان فشل مساعي اللحظة الأخيرة؟ أسئلة كثيرة طرحها اللبنانيون اليوم وهم ينتقلون من تصريح إلى آخر بحثاً عن نافذة أمل دون ان يجدوها. وقالت قناة الجديد NTV ان بكركي بدت كمن خاب ظنها بعد التسمية، وصفير تحدّث عن رد مبهم على اللائحة، أما معراب فقدّم حكيمها تعريفاً للوضع مفاده انه معقد وصعب، وفي الرابية الجنرال في أكثر الأوقات حرجاً، هو الأول مسيحياً ومطلوب منه ان يتنازل عن الموقع لشخصيات اقل تمثيلاًُ، ما يدفعه إلى رفض رئيس يزيد المشاكل، معلناً ان الحل مع أي احد لن يأتي، أما قريطم فليست أكثر تفاؤلاً مع توصيف سيدها بأننا في مأزق. وتساءلت الشبكة الوطنية للإرسال NBN هل هو نوع من الضغط لمنع انهيار المبادرات أم ان عقبات حقيقية معقدة طرأت في اللحظات الأخيرة جعلت وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير يرفع لهجته التحذيرية اليوم بكل ما حفلت به من ترغيب وترهيب؟ وإذا كانت العقد أو العراقيل التي تحدث عنها رئيس الدبلوماسية الفرنسية بدبلوماسية قاسية أو ربما بلهجة مباشرة حقيقية، فأين تكمن؟ ولماذا ظهرت الآن في وقت لم يبقى الكثير من الوقت؟. وتساءلت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) كيف سيتصرّف مسيحيو السلطة بعدما علت أصواتهم منتقدة تهميشهم وإقصائهم وإحساسهم بصفقة يجريها حلفاءهم على حسابهم!، وهل استنفدت كل الحلول وباتت الأيام الخمسة المقبلة محكومة بانتظار الوقت الفارغ والبطيء، قبل الوصول إلى الفراغ المحتوم، أم ان صيغة الرئيس الانتقالي لا تزال تدور بين المعنيين في محاولة أخيرة لتجنّب المأزق؟. واعتبرت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC ان مشهد التشاؤم اطل به وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بإعلانه ان شيئاً ما خرج عن مساره. ومن الموقف الفرنسي إلى موقف العماد ميشال عون الذي أعلن ان ليس هناك من شيء حاسم، فيما وصف الدكتور سمير جعجع الوضع بالمعقد مستبعداً ان تحصل الانتخابات بعد غد الأربعاء. وذكرت قناة المستقبل انه في التحركات يبدأ وزير الخارجية السورية وليد المعلم هذا المساء زيارة إلى إيران، في حين وصل إلى بيروت أمين عام الجامعة العربية عمر موسى.

حوارات المرئي في لبنان:

*قناة المنار. البرنامج "بين قوسين".

قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان البطريرك مار نصر الله بطرس صفير اختار الأسماء لاعتبارات تخصه، وجاءت الموالاة لتصوب باتجاه مرشح وحيد وعندها وجدت ان المعارضة لا تريد هذا المرشح، أقفلت باب النقاش، وأشاعت أجواء تشاؤمية، وأقفلت البحث بكل السلة المطروحة من صفير. وأكد رعد انه إذا لم نوافق على مطالبهم سيحملون العصا علينا، مشيرا إلى ان الرئيس لحود سيغادر قصر بعبدا في 24 تشرين الثاني، ولا احد يعرف الخطوات التي سيتخذها، مشيرا إلى ان حكومة السنيورة لن تكون شرعية، والمعارضة ستأخذ خياراتها لتصويب الأوضاع.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.