قررت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي ايقاف التحقيق الذي تجريه حول دور وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه CIA) في صناعة فيلم Zero Dark Thirty.

يصف هذا الفلم الروائي الطويل عملية مطاردة أسامة بن لادن, ويؤكد بأن الفضل في العثور عليه يعود لمعلومات حصلت عليها الوكالة عن طريق التعذيب [1].

تم ترشيح الفلم عدة مرات لجائزة أوسكار, لكنه في نهاية المطاف لم يتوج بها إثر احتجاجات ساخطة قام بها فنانون بسبب تمجيد هذا الفلم للتعذيب.

سبق لبعض أعضاء مجلس الشيوخ, ديان فنشتاين, كارل ليفين, وجون ماكين أن وجهوا كتابا للقائم بأعمال مدير سي.آي.ايه مايك موريل, طالبين منه توضيح أمر تورط الوكالة في صناعة الفلم.

كما طلب أعضاء المجلس من القائم بأعمال المدير, مايك موريل, أن يبين لهم فيما إذا كانت المعلومات التي حصلوا عليها من خلال التعذيب ذات فائدة ما في مطاردة بن لادن, وفي حال الايجاب, ماهي تلك المعلومات.

لقد ثبت أن القائم بأعمال مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك موريل قد التقى مخرجة الفلم كاترين بيجلو, وكاتب السيناريو مارك بوال في شهر مايو 2011, تحديدا بعد الاعلان رسميا عن موت بن لادن. لكنه لم يثبت فيما إذا كانت الوكالة قد اكتفت بالإيحاء بمسرح أحداث الفلم, أو أنها قامت بتمويله أيضا. سبق للمخرجة كاترين بيجلو ومارك بوال أن عملا معا في فلم بروباغاندا آخر, The Hurt Locker ولكن هذه المرة لصالح سلاح المشاة في الجيش الأمريكي.

حتى يومنا هذا, لم تجب الوكالة عن السؤال المتعلق بمصدر معلوماتها أثناء المطاردة. وبالتالي ما من شيء يثبت أن اللجوء للتعذيب كان مفيدا في هذه العملية للأمن القومي للولايات المتحدة.

كما وجه أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثة رسالة أيضا إلى الشركة الموزعة للفلم Sony Pictures Entertainment طالبين منها أن تنشر بيانا توضح فيه أن الفلم لايرتكز إلى أحداث واقعية. لكن شركة سوني رفضت تلبية طلبهم, واكتفت بالتوضيح أن فلم Zero Dark Thirty يستند إلى قصة خيالية تلخص وتبسط عملية مطاردة استمرت 10 سنوات إلى 2ساعة و27 دقيقة.

علاوة على ماسبق, فقد تخلت لجنة الاستخبارات عن متابعة التحقيق في موضوع تورط وكالة الاستخبارات المركزية في صناعة فلم Argo.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي

[1فيما يخص موت أسامة بن لادن في شهر ديسمبر 2011 وكذلك المسرحيات المفبركة التي تلت تلك العملية, اقرأ مقال تييري ميسان بالفرنسية " أفكار حول الاعلان رسميا عن موت أسامة بن لادن", شبكة فولتير, 4 مايو 2011