عكست الصحف الاسرائيلية امس احتدام المنافسة بين رئيس الحكومة ارييل شارون والوزير المستقيل بنيامين نتنياهو، وذلك مع اقتراب موعد انعقاد اللجنة المركزية لحزب الليكود حيث سيطرح تقديم موعد الانتخابات الرئاسية للحزب بغية اطاحة شارون. وبالامس بدت الصورة كالآتي: شارون يؤكد امام مناصريه انه باق في الحزب ولا يعتزم الخروج منه، لكنه في الوقت نفسه يبقى غامضا حيال ما يمكن ان يفعله في حال خسر رئاسة الحزب، في حين لا يستبعد القريبون من شارون خروجه من الليكود وتشكيل حزب جديد في حال خسارته. وفي هذا الوقت يركز نتنياهو على حشد اكبر عدد من المؤيدين لاقتراح تقديم موعد الانتخابات الداخلية ويتهم شارون بتدمير الليكود. هذا الموضوع تناوله متابع الشؤون الحزبية في "هآرتس" يوسي فيرتر ننقل اهم ما جاء فيه: "الصراع بين شارون ونتنياهو يقترب من الذروة...

لقد بدأ مسار تقديم الانتخابات الداخلية في الليكود عندما كان نتنياهو لا يزال في الحكومة، وكان اصحاب المبادرة من المستوطنين وعدد من المتمردين في الليكود. بعد استقالته استولى نتنياهو على المبادرة وجعلها خاصة به. في هذه الاثناء مر ببضعة احداث: خسر اللحظة الملائمة وهبط في استطلاعات الرأي وارتكب اخطاء اعادت الى الاذهان صورته القديمة.

من جهة اخرى كان فك الارتباط ناجحا، فلم يحدث سفك للدماء ولم يطلق الاخ الرصاص على اخيه، ولم تسقط صواريخ القسام على عسقلان ولم تنفجر حافلات، وبات شارون اكثر شعبية من اي وقت آخر. وتتنبأ الاستطلاعات ان يحصل حزب يمين الوسط بزعامته على 25 الى 30 مقعدا. فالشعب يعترف بفضله في الخروج من غزة، واول من امس عاد من الامم المتحدة مكللا بالغار، لكن شارون ضيع الفرصة: لم تتوقف اوساطه عن تسريب خبر انه قرر الاستقالة من الليكود، ولقاؤه الليلي مع المتبرعين الاثرياء كان خطأ من عمل هواة.

ورغم ذلك يقول المنطق البسيط ان من ينبغي ان يسعى الى تقديم الانتخابات هو شارون الذي يتربع الآن في القمة. والمنطق يقول ان من يجب ان يبذل جهده لمنع تقديم موعد الانتخابات هو نتنياهو الذي يعاني خفوضا كبيرا في شعبيته. ففي وضع عادي ودولة عادية يحاول رئيس حكومة ناجح وذو شعبية ويواجه تمرد حزبه عليه المبادرة الى اجراء الانتخابات للافادة من نجاحه، من يعرف ماذا سيحدث بعد شهرين؟ فالارهاب قد يعود وقد تسقط غزة بين ايدي "حماس" والائتلاف الحكومي قد يفرط... كل ما قد يحدث لشارون في المدى المنظور لن يكون جيدا وسيكون لمصلحة نتنياهو... ان استغلال النجاح عامل مهم في اي حزب، وشارون يعرف الحروب والنزاعات السياسية. في تشرين الاول 2002... كان في امكان شارون تشكيل تحالف مع اليمين المتشدد ولكنه قرر غير ذلك، فترشح للرئاسة وحقق فوزا كبيرا وضاعف من قوة الليكود. واليوم رغم التأييد الكبير الذي يحظى به لدى الجمهور لا يسارع الى الحسم. يبدو ان شارون 2002 غيره في ايلول 2005".

مصادر
النهار (لبنان)