تنشغل السلطات الامنية اللبنانية بمتابعة التنظيم الإسلامي السنّي المسمّى "جند الشام "، بعدما توافرت أنباء عن تمدده من بقعة مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة إلى شمال لبنان ومناطق أخرى. وتزيد من تنبه السلطات أنباء مفادها أن أعدادا من طلاب الجامعات يقبلون على الانتساب الى هذا التنظيم، ولا يستبعد أنهم ينشئون سراً خلايا دينية مسلحة في العاصمة بيروت ومدينتي طرابلس في الشمال وصيدا في الجنوب . وربما تكون لهذه الخلايا علاقة بتفجيرات صغيرة تستهدف بعض المتاجر التي تبيع المشروبات الكحولية، مما أخذ يشيع أجواء من البلبلة والذعر في نفوس المواطنين وسكان الاحياء الشعبية القديمة في مدينتي صيدا وبيروت.

وبوصول أنباء الى مشايخ دار الإفتاء اللبنانية عن وجود خلية، او خلايا لهذا التنظيم في بيروت وصيدا وطرابلس، شعر هؤلاء بالخطر الأمني والفكري الذي يهدد المناطق الاسلامية،وأطلقوا حملة كثيفة ومركزة في المساجد على توجهات "جند الشام" وسياسته وأهدافه.
وتتخوف مصادر سياسية في بيروت ان يتحول" جند الشام "شرارة لاندلاع حوادث مذهبية ليس في بيروت وحدها بل في بعض المدن والبلدات المختلطة. ولهذا تحذر من هذه الظاهرة وتتخوف ان تكون وراءها جهة او جهات تسعى الى خلق اجواء مماثلة لما يجري في العراق، خصوصا ان ارتباط" جند الشام" بأبي مصعب الزرقاوي قد يؤثر في ذهنية أعضاء هذا التنظيم ومن يتفاعلون معه.

واستناداً إلى تقويمها لخطورة هذا التنظيم تراقب اجهزة الدولة الامنية تحركاته ونشاطاته داخل مخيم عين الحلوة للفلسطينيين وخارجه، وترصد اجتماعاته ومراكزه السرية في صيدا وبيروت وطرابلس ، تحسبا لكل الاحتمالات ولاسيما احتمال حدوث تفجيرات قد تؤدي الى فتنة مذهبية.

كما تراقب السلطات اللبنانية الحدود البرية مع سورية، خصوصا بعدما ترددت معلومات مفادها ان مجموعات من" جند الشام" بدأت تتسلل عبر الطرق الجبلية من حمص وحماة الى شمال لبنان، ومن ضواحي دمشق عبر دير العشائر الى مناطق البقاع الغربي الحدودية.
وقد برز "جند الشام " كتنظيم سري جديد يضاف الى التنظيمات والحركات الاسلامية المتشددة التي تربط مباشرة بتنظيم "القاعدة"، وربما يكون نتيجة انشقاق بين هذه التنظيمات التي تعاود الظهور عادة بأسماء مختلفة بأهداف هي نفسها لا تتغير في الجوهر . علماً بأن جذوره سلفية متشددة ويستمد افكاره من سيد قطب وأسامة بن لادن وعبدالله عزام وتأسس أواخر التسعينات لكن نشاطه ظل محدودا الى ان اعيد تشكيله منذ اربع او خمس سنوات، بعدما أجرى احد اعضائه البارزين المدعو "ابو عائشة" اتصالات مع بن لادن وايمن الظواهري. وبدأ انتشاره في شمال لبنان وتحديدا في جرود الضنية وفي مخيم نهر البارد ومخيم عين الحلوة.

ويؤمن "جند الشام" بالعنف متبعا النهج التكفيري، ويمارس العمل المسلح بهدف تغيير كل الانظمة بغية اقامة دولة الخلافة الاسلامية، ومن ثم إحياء افكار الولاء والجهاد في بلاد الشام من خلال مقاتلة الذين يطلق عليهم تسمية "المرتدين والكفرة من يهود ونصارى"، كما يؤمن بالعمل السري" لإخراج المسلمين من سجون الطواغيت ومحاربة اعداء الله في منطقة بلاد الشام"، خصوصا اولئك الذين ينتمون الى مذاهب اسلامية ومسيحية منتشرة في لبنان وسورية والاردن وفلسطين والعراق.

ويعتبر هذا التنظيم الحكومات في العالم العربي والاسلامي "كافرة ومرتدة ولا تحكم بالاسلام"، ولذلك يتطلع الى محاربتها وقتالها وتصفية زعمائها بالطرق السرية .وله هيكلية خاصة تضم مسؤولين عن الأمور الشرعية والامنية والعسكرية والمالية والاعلامية، اما تمويل التنظيم فمصدره رجال اعمال يؤمنون بأفكاره واتجاهاته المتشددة.

مصادر
إيلاف (المملكة المتحدة)