هاجم المعلق في صحيفة "هآرتس" عكيفا ألدار تواطؤ حزب العمل مع حكومة ارييل شارون لاضعاف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مما يتعارض مع التوجه السياسي للزعيم السابق للحزب اسحق رابين الذي احيت الصحف، في ملاحق خاصة ذكرى مرور 10 سنوات على اغتياله.

تنقل بعض ما جاء في المقال: "من كان عليهم الاعتراض على كلام نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي أورد فيه ان اتفاق اوسلو فتح الطريق امام فك الارتباط عن غزة، ليسوا المتمردين في الليكود الذين عارضوا الإنسحاب من طرف واحد، وانما زعماء حزب العمل الذين يتباهون بمواصلة نهج رئيس حكومتهم الذي دفع حياته ثمناً لسعيه الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين...

في الخطاب الاخير الذي ألقاه رابين في الكنيست قبل شهر من اغتياله، أعلن في صورة قاطعة أن لا نية لديه لوقف مساعيه من اجل السلام حتى مع استمرار العمليات الارهابية. وقال: لن نسمح للإرهاب بالانتصار على السلام. لقد عبر اولمرت عن حزنه لأن رابين لم تسنح له الفرصة ليحتفل بنتيجة جهده، أي الانسحاب من القطاع الذي هدفه استبعاد الحل الدائم. ثمة شك كبير في ان رابين كان سيوافق على مثل هذه الخطوة، ففي الخطاب الذي ألقاه في الكنيست حين عرض اتفاق أوسلو الثاني شدد رابين على سعيه الى الحل الدائم للنزاع الدامي والمتواصل مع الفلسطينيين والدول العربية.

شمعون بيريس وزملاؤه في كتلة حزب العمل لا يجرؤون على الثأر لرابين. فبعد مساعدتهم أرييل شارون واولمرت على الانسحاب من غزة من دون اتفاق هم يتعاونون معهما في القضاء على الشريك الفلسطيني ويساهمون في تدمير كل أمل باتفاق دائم لإنهاء النزاع. ليس هناك ما هو ابعد من سياسة الحكومة واجراءاتها على الارض المتعلقة ببرنامج حزب العمل منذ اتفاق أوسلو الذي يقول ان اي اتفاق للسلام في حاجة الى طرفين ويدعو الى اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين كما لو أن الارهاب ليس موجوداً ومحاربة الارهاب حتى النهاية كما لو ان المفاوضات ليست قائمة.

لقد دفع حزب العمل من حياته ثمن انعكاسات غياب شريك للإتفاق الدائم على الواقع الامني والسياسي. الشعار القائل ان باراك أعطاهم كل شيء لكنهم اختاروا الارهاب، أدى الى خسارة الحزب للسلطة. ومن الصعب ان نصدق ان زعماء حزب العمل لا يدركون ايضا ان فقدان الثقة بالشريك الاسرائيلي في موضوع الاتفاق الدائم يستغله المعسكر القومي الديني الذي يعارض التسوية ويحرض ضد الاتفاق. من الصعب ألا يكون بيريس المحنك وجنرالات مثل متان فيلنائي وعميرام ميتسناع وايهود باراك وبنيامين بن أليعازر غير مدركين أن المفاوضات مع اسرائيل على اتفاق سياسي هي الفكرة المؤسسة لحركة فتح. فاذا أخذتم من ابو مازن وابو علاء الاعتراف الذي حصلت عليه منظمة التحرير من رابين في أوسلو لن يبقى لهما ما يمكن ان يقدماه الى جمهور الناخبين من الفلسطينيين (...)".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)