استقطبت الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب العمل الاسرائيلي اهتمام المعلقين في الصحف الاسرائيلية بعد اشتداد المنافسة بين الرئيس الحالي للحزب شمعون بيريس وعضو الكنيست عمير بيرتس. اخترنا التعليق الذي نشرته صحيفة "معاريف" لحغاي مروم، وهو عضو سابق من حزب العمل في الكنيست توقع فيه فوز بيرتس. كتب: "لا مفر من القول من الآن وقبيل اجراء الانتخابات الرئاسية لحزب العمل ان بنيامين بن أليعازر لن ينال التأييد المطلوب وستتوزع الاصوات بين عمير بيرتس وشمعون بيريس. لس سراً ان جزءاً مهماً من اعضاء الحزب هم من اكبر الاغنياء ومن اصول اوروبية وليسوا من اصحاب توجه اجتماعي واضح رغم انتمائهم الى حزب اشتراكي – ديموقراطي بارز. لكن قدامى حزب العمل سيواجهون صعوبة في الاختيار بين شمعون بيريس فارس احلامهم والمخيب لها اكثر من مرة، وبين بيرتس المدافع الوحيد تقريباً عن حقوقهم.

والخيارالصعب مطروح ايضاً على جماعة الكيبوتزات ومعظمهم من الاشكيناز المثقفين الذين يعانون حصاراً حقيقياً من سلطات الدولة خصوصاً من ادارتي الضرائب واراضي الدولة التي تهدد بضم الكيبوتزات الى مدن التطوير المتاخمة لها، في حين تضغط عليهم المصارف اقتصادياً . هؤلاء يواصلون تأييدهم لبيريس لكن المنطق البسيط يفرض عليهم دعم بيرتس الذي اثبت قدرته على الدفاع عن حقوقهم.

القطاع العربي لا بد سيعاني ايضاً هذه الحيرة. فهو دأب تقليدياً على اعتبار بيريس رجل السلام الذي سيحمل اليهم الخبر السار. ولكن مع مرور السنين ادركوا ان نشاطه يتمحور على المجال الدولي، وهو غير مهتم بتحقيق المساواة داخل اسرائيل.

لقد تحول بيرتس شخصية جذابة في نظرهم بفضل مواقفهم الداعية الى المساواة ودفاعه عن حقوقهم، ولكونه اقرب الى الحمائم في مواقفه السياسية من بيريس. حتى الطلاب من الشباب يرغبون في ممثل قوي لهم وبيرتس يمثلهم اكثر من بيريس. اما بالنسبة الى سكان الضواحي وسكان مدن التطوير والعائلات الاحادية اولياء الامر والمهاجرين الجدد فكل هؤلاء يؤيدون عمير وليس بيريس...".

كانت صحيفة "يديعوت احرونوت" نشرت امس مقالاً لبيريس دعا فيه محازبيه الى تأييده، مدافعاً عن بقاء حزب العمل في الحكومة، ومما كتب: "كانت حكومة الوحدة الوطنية ضرورية من اجل الخروج من قطاع غزة ومن دونها لم يكن ممكناً حدوث ذلك. هناك حاجة الى الوحدة في حال معاودة العملية السلمية ولن نخرج من الحكومة. ليست غزة النهاية وهناك ضرورة لمواصلة العملية السياسية من اجل التوصل الى السلام الدائم. سنضرب ارهاب "حماس" وسنساعد السلطة الفلسطينية لاقامة الدولة الديموقراطية المنزوعة السلاح التي تحارب الارهاب، ولن نسمح للارهاب بفرض فيتو على السلام".

ووعد بيريس بـ"النضال من اجل المحافظة على القدس ومحاربة الفقر"، وتعهد بأن يبقى حزب العمل وفياً لافكاره ومبادئه الداعية الى السلام والامن وتأمين العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.

مصادر
النهار (لبنان)