في الأيام الأخيرة جرى التداول في مجموعة من الاقتراحات لتشكيل جبهة قومية استعداداً لانتخابات الكنيست، يقف في مركزها المعسكر الصهيوني ـ الديني وحزب الاتحاد القومي.

وبحسب التوقعات ، من شأن هذه القائمة أن تحظى بأكثر من عشرين في المئة من مجمل جمهور الناخبين (نحو 26 مقعداً) وهذا بالطبع مشروط بالنجاح في تقديم مرشحين يحظون بثقة الجمهور.

من حيث المبدأ، يوافق الجميع على ضرورة توحيد الصفوف قبيل المعركة الانتخابية، ولا سجال حول هذه المسألة. والصورة اليوم باتت واضحة تقريباً لتحديد من هي الأطراف المناسبة للانضمام إلى بعضها لتشكيل هذه الجبهة. ومن المؤكد أنه لا زال هناك مشاكل صغيرة على المستوى التنظيمي والسياسي والتي يتعين التغلب عليها من أجل تشكيل الجبهة الموحدة.

البنية التحتية موجودة، ويمكن أن تُبنى عليها الجبهة القومية الموحدة التي ستجمع بين المعسكر الديني ـ الصهيوني وبين المعسكر القومي، من أجل الوقوف كمعسكر موحد في المعركة الانتخابية وطلب ثقة جمهور الناخبين برمته. والسؤال الذي بقي مفتوحاً هو هل ينجحون في التغلب على "المشاكل الصغيرة" التي تشكل عائقاً على الطريق؟

إن المعركة الانتخابية التي أمامنا ستشمل على الكثير من مساحات الالتقاء بين الجمهور الديني ـ القومي وبين الجمهور القومي مما يسمح بالظهور في إطار موحد مقابل جميع الجهات التي رفعت راية اقتلاع الوجه اليهودي المتجذر لدولة اسرائيل وتحويلها إلى دولة مثل كل الأغيار.

هذه المرة لا يقف على رأس الصراع اليسار المتطرف فحسب، بل يقف أيضاً حزب العمل برئاسة الرئيس الجديد عضو الكنيست عمير بيرتس، الذي لا يخفي برنامجه الانقلابي الاشتراكي الذي يضعه على مقاعد اليسار المتطرف المنفصل عن التراث اليهودي من الناحية الايديولوجية.
فالانقلاب الذي شكله بيرتس لا يقتصر علي حزب العمل فقط، بل إنه يتطلع لإحداث تحولات اجتماعية واقتصادية على صعيد الحياة اليومية للدولة أيضاً. ورئيس حزب العمل لا يخفي ذلك. وهذا جزء من برنامجه الانتخابي، وهذا ما ستحتدم حوله المعركة خلال الانتخابات.
في لقائه القصير مع عمير بيرتس، قال رئيس الحكومة ارييل شارون له: "الشعب غير معني بانتخابات مبكرة، لكن، اذا كنت تريد انتخابات فأنا مستعد لاجرائها في شباط".

اللقاء بين شارون وبيرتس كان قصيراً، وهو دام عشرين دقيقة فقط، وقد طُلب الى المساعدين تحديد موعد نهائي حتى يوم الاثنين القادم. وعلى الفور بدأت ماكينة الانتخابات بالتحرك، وليس واضحاً بالنسبة لليكود، وجهة سير شارون، ويتهامس أعضاء الحزب فيما بينهم قائلين: "هل هو معنا أم هو ضدنا؟".

يتذمر أعضاء الليكود لأن هذا أمر غير طبيعي. فهم يأملون ان يكشف شارون عن أوراقه قبل يومي الاثنين أو الثلاثاء، بعد أن يقرر الكنيست موعد الانتخابات، وعندها سنعرف ايضاً: إلى أين يسير الليكود، مع شارون، أو من دونه وبقائمتين؟
شارون يستمتع بنتائج استطلاعات الرأي. فهو في الطليعة حتى لو ترشح ضمن قائمة مستقلة. قائمته ستحظى بغالبية الأصوات في المعسكر القومي. وهذا على ما يبدو يشجعه للانتظار حتى اللحظة الأخيرة. في المقابل، يدعي نتنياهو في هذه المرحلة انه سيتنافس ضمن قائمة مستقلة، لكن المقربين منه يقولون إنه في حال بقي شارون في الليكود فسيكتفي نتنياهو بالمكان الثاني.

وهكذا هو الحال بالنسبة للقائمة الدينية في كل ما يتعلق بالجبهة القومية، ذلك أن مصير الجبهة سيُحسم من جملة الأمور، وفق الاتفاقات التي ستتم إزاء كل ما يتعلق بتشكيل القوائم للكنيست.

مصادر
هتسوفيه (الدولة العبرية)