الاتحاد

التوصل إلى اتفاق حول معبر رفح، وتعهدات شارون الكاذبة حول السلام، وهواجس الملف النووي الإيراني، ثم الاختلالات الاجتماعية داخل إسرائيل وما قد يتبعها من تفجرات داخلية•• قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية•

خطوة في الاتجاه الصحيح: بهذا العنوان استهلت صحيفة ’’هآرتس’’ افتتاحيتها ليوم الثلاثاء حيث تطرقت إلى الحدث المهم الذي ميز ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي والمتمثل في اتفاق معبر رفح الذي تم التوصل إليه بين الجانبين• ترصد الصحيفة وجهة النظر الفلسطينية كما جاءت على لسان رئيس السلطة الوطنية محمود عباس حين أكد أن فتح معبر رفح هو بمثابة ’’تحقيق حلم صغير على طريق إقامة دولة فلسطينية’’• وبالرغم من أن حركة ’’حماس’’ اعتبرت فتح المعبر بالطريقة التي تم بها مهينا ومجحفا بحق الفلسطينيين، إلا أنها سرعان ما انضمت إلى الاحتفال الذي نظم يوم الجمعة الماضي بمناسبة فتح المعبر• وترصد الصحيفة أيضا موقف بعض الأطراف الإسرائيلية من الحدث، لا سيما التحفظات التي عبرت عنها بعض الأوساط في الجيش الإسرائيلي، إلا أن وزير الدفاع شاؤول موفاز سرعان ما رحب بتلك الخطوة معتبرا أنها إجراء مهم يدخل في إطار بناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني• وبرأي الصحيفة يطرح فتح معبر رفح مجموعة من السوابق؛ فهي المرة الأولى التي تقام فيها حدود بين الأراضي المحتلة ومصر منذ حرب ،1967 أما السابقة الأخرى فهي إشراف طرف ثالث على إدارة المعبر متمثلا في الاتحاد الأوروبي• وتضيف الصحيفة أن الفلسطينيين يعتبرون أنهم أقدموا على مجموعة من التنازلات، خصوصا عندما وافقوا على فتح المعبر في وجه الفلسطينيين المسجلين في القوائم الإسرائيلية فقط•

كاديما و خريطة الطريق: ’’ربما يكون أرييل شارون هو أول قائد يدخل التاريخ على أنه السياسي الذي يدين بفوزه في الانتخابات إلى ناخبين لا يصدقون كلامه’’، عبارة تبدو خارج المنطق لكنها تصدرت المقال الذي كتبه أكيفا إلدار يوم الإثنين الماضي على صفحات ’’هآرتس’’• يبني الكاتب استنتاجه استنادا إلى تصريحات شارون نفسه عندما قال في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه انسحابه من حزب ’’الليكود’’ بأنه ملتزم بتطبيق خريطة الطريق• ولمن لا يعرف أو نسي ماذا تنص عليه تلك الخريطة يورد الكاتب بعض أهم نقاطها مثل الوصول إلى حل متفاوض عليه بشأن مسألة القدس واللاجئين، ثم تحقيق السلام مع سوريا ولبنان وفقا لقراري الأمم المتحدة 242 و•338 والسؤال الذي يطرحه الكاتب هو: كم من الناخبين سيصوتون على حزب ’’كاديما’’ لأنهم يصدقون تعهدات شارون بشأن التفاوض مع محمود عباس حول تقسيم القدس، أو دخوله في مفاوضات مع بشار الأسد حول مرتفعات الجولان؟ وهل فعلا يعتقد هؤلاء الناخبون أن كل تلك التعهدات لم تتحقق على أرض الواقع فقط لأن السلطة الفلسطينية عجزت عن ’’القضاء على البنية التحتية للإرهاب’’؟ يعتبر الكاتب أن ورقة شارون الرابحة لا تشبه في شيء ’’خريطة الطريق’’• ويكمن نجاح شارون حسب الكاتب فيما يسميه بمقاربته ’’ما بعد الحداثية’’ لحل الصراع والمتمثلة في تقسيم الأرض وفقا لرغباته الخاصة• لكن ما هي تلك الرغبات؟ يقول الكاتب: إنها ببساطة عزل الفلسطينيين في ’’بانتوسانات’’ عن طريق إقامة شبكة من الجدران العازلة، ومن خلال إخلاء مستوطنة أو مستوطنتين للاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الضخمة•

تحدثوا عن إيران: جاءت افتتاحية ’’جيروزاليم بوست’’ ليوم الإثنين حادة وصريحة حيث انتقدت بشدة الموقف الإيراني الأخير من المقترح الذي تقدمت به روسيا والذي يتيح لإيران إمكانية استكمال دورة تخصيب اليورانيوم على أن يتم ذلك في روسيا ثم يشحن بعد ذلك إلى طهران• ورغم أن هذا الاقتراح ينطوي على خطورة كبيرة حسب الصحيفة التي رأت بأن إيران، حتى في ظل هذا الحل، مازالت قادرة على إنتاج العناصر الضرورية لصنع السلاح النووي، إلا أن إيران ’’واجهته بمزيد من التعنت’’• وليس ذلك فقط، بل توجه الصحيفة انتقادات لاذعة للولايات المتحدة نفسها لأنها انصاعت للمواقف المتخاذلة للدول الأوروبية الثلاث المشرفة على الملف النووي الإيراني، ولم تتبن، إلى حد الآن، موقفا حازما رغم ’’المؤشرات السلبية’’ التي ما فتئت تبعث بها طهران• المعالجة الأوروبية للموضوع حسب الصحيفة يشوبها الضعف والتهاون لأنها عجزت عن الخروج بموقف موحد وإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي• هذا ’’التلكؤ’’ الذي يطبع التحرك الأوروبي ظهر بشكل واضح مع الاقتراح الروسي الأخير يمنح إيران المزيد من الوقت لمواصلة عملية التخصيب• السؤال الذي تطرحه الصحيفة هو: إلى متى ستظل إسرائيل تتبنى موقف المتفرج؟

الدرس الفرنسي لإسرائيل: حذر الكاتب اليهودي المقيم في نيويورك جاسون جيتلين في مقاله المنشور في ’’يديعوت أحرونوت’’ من مغبة تكرار ما شهدته ضواحي المدن الفرنسية من عنف مدني في إسرائيل• يقول الكاتب إن العنف في إسرائيل قديم ويكاد يكون مألوفا، إلا أن الفوضى التي سادت فرنسا لم تكن سياسية أو مبنية على أسس دينية• وهذا ما أدركه الإسرائيليون مبكرا حيث انبرت الأقلام في الصحافة الإسرائيلية تشير إلى المشاكل الاجتماعية التي يضج بها المجتمع الإسرائيلي• يبدأ الكاتب بالتحذير من الفوارق الطبقية التي تطال العرب في أراضي ،1948 خصوصا أنهم يشكلون أقلية لا يستهان بها إذ تصل نسبتهم إلى 18% من مجموع السكان• ورغم أنهم يشكلون جزءا من النسيج المجتمعي الإسرائيلي، إلا أنهم يعانون التمييز في التعليم وسوق العمل• فحسب التقديرات التي تنشرها التقارير يظهر أن العرب الإسرائيليين يتقاضون 40% أقل من أقرانهم اليهود، كما أن نسبة وفيات الأطفال مازالت مرتفعة بحوالي الضعف عما هي عليه عند الآخرين• وبالرغم من نسبة العرب الكبيرة إلى حدما في المجتمع الإسرائيلي، إلا أن 5% منهم فقط يتخرجون من الجامعات الإسرائيلية• وهو ما يدفع الكاتب إلى دق ناقوس الخطر مطالبا بضرورة معالجة الاختلالات الاجتماعية لتفادي انفجار الأوضاع الداخلية في إسرائيل•