هآرتس

موضوعان اساسيان تناولهما المعلقون الاسرائيليون أمس: المعركة الانتخابية للكنيست، وعودة الهجمات الانتحارية الفلسطينية الى المدن الاسرائيلية. وأشار أكثر من معلق الى استخدام الموضوعات الامنية مثل السلاح النووي الايراني في الحملات الانتخابية للمرشحين.

وكانت صحيفة "هآرتس" نشرت أمس نتائج الاستطلاع الشهري الذي تجريه لتوجهات الرأي العام الاسرائيلي، وبرز فيه تفضيل الاسرائيليين لأرييل شارون رئيسا للحكومة الجديدة على زعيم حزب "العمل" الجديد عمير بيرتس. ورغم الثقة التي يوليها الجمهور لتوجهات بيرتس الاشتراكية –الديموقراطية، قال 43 في المئة منهم انهم يفضلون أرييل شارون رئيساً للحكومة، و19 في المئة فقط أيدوا بيرتس. وفي رأي 60 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع، ان شارون هو الاقدر على تولي العملية السلمية مع المحافظة على المصالح الامنية لإسرائيل، في مقابل 10 في المئة دعموا بيرتس.

وخصصت الصحيفة افتتاحيتها أمس للحديث عن استخدام السلاح النووي في الحملة الانتخابية، ومما جاء فيها: "الحملة الانتخابية للكنيست ما زالت في بدايتها لكن عضو الكنيست بنيامين نتنياهو نجح في اثارة الموضوعات الامنية الشديدة الحساسية:مساعي ايران لتطوير السلاح النووي. وفي وقت تجنب المرشحون الآخرون التطرق الى هذا الموضوع الحساس في كلامهم، هدد نتنياهو الذي يخوض حالياً معركة رئاسة الليكود في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية أنه في حال انتخابه لرئاسة الحكومة سيبحث في الخيار العسكري ضد تحول ايران دولة نووية. وجاء ايضاً ان احد القريبين من نتنياهو قال في لقاء في أوروبا ان حكومة ارييل شارون اهملت موضوع محاربة المشروع الذري الايراني لأنها كانت منشغلة بفك الارتباط عن قطاع غزة.

قبل سنتين اتخذت الحكومة قراراً صائباً عندما كان نتنياهو لا يزال عضوا فيها، وهو ان الوقوف ضد حصول ايران على السلاح النووي هو مسؤولية المجتمع الدولي كله، ومن الافضل لإسرائيل ألا تقف وحدها في الصف الاول لهذه المواجهة. من حين الى آخر، كان هذا القرار يخرق، لكن عضو الكنيست تمادى كثيراً عندما طالب في خطابه الانتخابي تنفيذ الخيار العسكري ضد السلاح النووي الايراني والتزم مواصلة "ارث مناحيم بيغن" الذي أمر عام 1981بتدمير المفاعل العراقي. لا يمكننا الاستخفاف بالخطر الحقيقي الذي يتربص بالشرق الاوسط ومستقبل الاستقرار الدولي اذا فشلت المساعي الدولية ومجلس الامن والامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة في ايران في الحصول على السلاح النووي، وسيكون هذا فشلاً للولايات المتحدة وللدول الاوروبية التي تقود المفاوضات مع ايران في هذا الشأن...