السفير

عدد من جنود الاحتلال يطلقون اعيرة مسيلة للدموع باتجاه متظاهرين ضد جدار الفصل في بلعين امس

جدّدت الولايات المتحدة، أمس، تهديد السلطة الفلسطينية بحجب المساعدات المالية عنها إذا شاركت حركة حماس في الحكومة الفلسطينية بعد الانتخابات التشريعية، فيما أدّى إقدام الاحتلال على فصل شمالي الضفة الغربية عن سائر أجزائه الأخرى، إلى عزل حوالى 800 ألف فلسطيني.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) اجرى محادثات مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش ومستشار الرئيس جورج بوش اليوت ابرامز، في رام الله امس.

وقال ولش، من جهته، إن <<الولايات المتحدة تعتبر ان من حق الفلسطينيين ان يصوتوا في كل مكان>>، مضيفاً <<نريد ان نتأكد من قدرة الناس على التصويت في أجواء من الحرية والامن>>. وفي اشارة الى حماس، اعتبر ولش ان <<المجموعات والافراد الذين يرفضون التخلي عن الارهاب والعنف او الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود او نزع سلاحها، ينبغي الا يكون لهم مكان في العملية السياسية>>.

وحذرت مصادر دبلوماسية اميركية من أن واشنطن ستعيد النظر في المساعدة المالية التي تقدمها للسلطة الفلسطينية وقد تقلصها، اذا شاركت حماس في الحكومة الفلسطينية بعد الانتخابات، وذلك بدعوى ان القانون الاميركي يحظر منح مجموعات موضوعة على قائمة الارهاب، أي <<دعم مادي>>.

وقالت المتحدثة باسم القنصلية الاميركية في القدس المحتلة، ميكايللا شفايتزر بلوم، من جهتها، إنه سيحظر على الدبلوماسيين الاميركيين إجراء أي اتصال مباشر مع نواب حماس او اولئك المرتبطين بالحركة.

من جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة <<اذا قامت إسرائيل بشكل غير قانوني بعرقلة الانتخابات، ستكون مسؤولة عن إحباط العملية الديموقراطية وسيقوم الرئيس ابو مازن بالإعلان عن وقف الانتخابات حتى ولو عرقلت اسرائيل الانتخابات في اليوم الاخير قبل الاقتراع>>.

حماس

ورداً على قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت إن مشاركة حماس في حكومة فلسطينية سيعرقل اي تقدم في عملية السلام، قال المتحدث باسم حماس مشير المصري، <<بالتأكيد حركة حماس لن تكون عرقلة في طريق اي مصلحة للشعب الفلسطيني. الواضح انه ما زال الموقف الصهيوني يصرّ على التدخل السافر في الشأن الداخلي الفلسطيني ويحاول أن يمارس الإرهاب على الناخب الفلسطيني>>.

من جهته، رجّح الرئيس الجديد للبعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة، عفيف صافية، الا تفوز حماس بأكثر من ثلث الأصوات في الانتخابات ما لن يسمح لها بأن تشارك في ائتلاف حاكم، مشيراً إلى ان حركة فتح والمرشحين المستقلين الآخرين سيفوزون بأكثر من 65 في المئة من الأصوات ويحصلون على الغالبية. وقال <<اعتقد إن هذه غالبية مريحة في نظام ديموقراطي>>.

ميدانياً

شيّع المئات في قرية عتيل شمالي طولكرم في الضفة، الشهيدين قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي معتز تحسين داود ابو خليل (28 عاماً) ونائبه علي عبد اللطيف حسن ابو خليل (25 عاما) اللذين استشهدا برصاص الاحتلال في جنين، أمس الاول.

ورداً على استشهادهما، اطلقت سرايا القدس وكتائب شهداء الاقصى، امس، ستة صواريخ من شمالي غزة باتجاه أراضي ال48 انفجر اثنان منها داخل الاراضي الاسرائيلية قرب قاعدة زيكين العسكرية وجنوبي مدينة عسقلان. وأقدم جيش الاحتلال على قصف <<المنطقة العازلة>> التي أقامها في شمالي القطاع بالمدفعية، محذراً الفلسطينيين من التوجه الى هذه المنطقة.

وفي أعقاب فصل شمالي الضفة عن سائر أجزاء الضفة في الأسبوع الثاني من كانون الأول الماضي، فإن حوالى 800 ألف فلسطيني في شمالي الضفة، من سكان محافظات طولكرم ونابلس وجنين، لا يستطيعون السفر باتجاه رام الله وجنوبي الضفة.

ولا تزال اسرائيل تفرض إغلاقاً امنياً على الضفة كلها، ما يعني عدم وجود إمكان لسكان شمالي الضفة بالتحرك نحو أي اتجاه. وكان الاحتلال قد عزل بداية منطقتي جنين وطولكرم ومنذ 2 كانون الثاني الحالي ضم منطقة نابلس الى هذا العزل.

وكتب المراسل العسكري ل<<هآرتس>> عاموس هارئيل، ان <<تقسيم الضفة يثير مخاوف بان الأفكار والحلول لدى قوات الامن لمحاربة الجهاد (الإسلامي) قد انتهت. وعندما لا تكون هناك حلول، يتوجّهون الى فرض القيود بصورة جارفة. ان هذا عقاب جماعي يفرضه الجيش الذي يواجه صعوبة في وضع حلول>>.