الديار

اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لن يترشح لولاية ثانية بعد ثلاث سنوات، وفيما ‏تتواصل التحضيرات لاجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 الجاري. حذرت وزيرة ‏الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الفلسطينيين من اشراك حركة حماس في اية حكومة جديدة ‏وقالت ان ذلك قد يؤثر على المساعي التي تدعمها واشنطن لاقامة دولة فلسطينية مستقلة لكن ‏رايس لم تذهب الى حد التهديد بوقف المساعدات الاميركية للفلسطينيين اذا ما شكلوا حكومة ‏يشارك فيها وزراء من حركة حماس في اعقاب الانتخابات البرلمانية في 25 كانون الثاني. ‏

وقالت للصحافيين الذين يرافقونها في زيارتها الى ليبيريا «لنرى ما سيحدث عقب الانتخابات». ‏واضافت ان خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة وتهدف الى اقامة دولة فلسطينية ‏‏«تحتاج الى تعاون من الجانبين».‏

واضافت «بعد هذه الانتخابات فمن الواضح ان قدرة الفلسطينيين على جعل اسرائيل تمضي قدما ‏في خارطة الطريق ستعتمد على وجود اشخاص في الحكم يؤمنون بمبادئ خارطة الطريق».‏

واضافت «من اجل التفاوض مع طرف يجب ان تؤمن بحقه في الوجود. ومن اجل الحصول على حرية ‏الحركة والتطور السلمي يجب ان تؤمن بان العنف غير مقبول».‏

وتعارض اسرائيل اي دور انتخابي لحماس التي ترفض الاعتراف بحق الدولة اليهودية في الوجود ‏كما انها مسؤولة عن معظم الهجمات ضد الاسرائيليين منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول 2000. ‏

واضافت «لا اعتقد ان برنامج (الرئيس محمود) عباس يتماشى حقيقة مع برنامج حماس ولكنني ‏اعتقد انه يحاول ان يكون الشخص الذي يسمح لهذه الانتخابات بان تتم بطريقة حرة ونزيهة ‏واعتقد ان ذلك امر مناسب تماماً».‏

غير انها اضافت ان على اية حكومة فلسطينية تتمخض عنها الانتخابات احترام روح واحكام ‏خارطة الطريق التي صاغتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا. ‏

وتابعت رايس «على الحكومة الفلسطينية ان تكون متجاوبة مع عناصر اساسية معينة لكي ‏تنجح هذه الحكومة اذا اردت تحقيق الحل القائم على دولتين، فعليك الاعتراف بحق اسرائيل في ‏الوجود».‏

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في مقابلة مع الصحف الفلسطينية انه لن يترشح ‏لولاية ثانية بعد ثلاث سنوات.‏

وقال عباس «فترة الرئاسة هي اربع سنوات وبالامكان خوض الانتخابات لولاية ثانية ولكن منذ ‏الآن اقول، لا ولن يحصل هذا، اذا ربي اعطاني العمر وتمكنت من استكمال السنوات الثلاث ‏المتبقية». واضاف «هذا رأيي وهذا موقفي (...) لن اترشح اطلاقاً».‏

وكان عباس (70 عاما) انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية في كانون الثاني 2004 بعد وفاة ‏الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما انتخب رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.‏

وقال «لم آت الى هنا من اجل ان اكون رئيسا وبالتالي همي وهدفي ليس الكرسي طرحت افكارا ‏اؤمن بها ولدي مواقف سياسية معروفة ومحددة وواضحة قلتها لكل الناس في كل المناسبات دون ‏غموض او لبس».‏

واضاف «لم آت من اجل الكرسي وانما لانفذ هذه السياسة التي تقول بالدولتين (حل الدولتين ‏الفلسطينية

والاسرائيلية) والسلام من خلال المفاوضات وثقافة السلام والتهدئة وسلطة واحدة وقانون ‏واحد وسلاح شرعي واحد وتعددية سياسية وديموقراطية كاملة للشعب وبناء المؤسسات».‏

وتابع عباس «هذا هو برنامجي السياسي. جئت الى كرسي السلطة من اجل تطبيقه واذا شعرت ‏انني افشل فالكرسي ليس مبلغ المنى»، في اشارة الى احتمال استقالته في حال فشل برنامجه ‏السياسي.‏

واكد الرئيس الفلسطيني مجددا ان الانتخابات التشريعية ستعقد في موعدها ‏ في 25 كانون ‏الثاني الجاري. واعلن ان السلطة الفلسطينية اعدت خطة امنية لضمان اجراء الانتخابات ‏بعيدا عن اي انتهاكات او اعتداءات محتملة.‏

ورفض عباس ضغوطا اميركية واسرائيلية لاقناعه بعدم السماح لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ‏بالمشاركة في الانتخابات.‏

وقال «عندما قال لي الاميركيون والاسرائيليون ان حركة حماس لن تشارك في الانتخابات قلت: ‏ذلك غير ممكن ما هي هذه الديموقراطية القائمة على الانتقائية؟ هذه ليست ديموقراطية ‏وناديت من اجل تشارك حماس لانها جزء من الشعب الفلسطيني».‏

واضاف «لست منحازا لا لحماس او لغيرها ولو جائت الجهاد الاسلامي وقلت انها ستشارك لدافعت ‏عنها».‏

وأعلن عباس ان رئيس وزراء اسرائيل بالوكالة ايهود اولمرت رجل يمكن التعامل معه.‏

وقال عباس ردا على سؤال «تعاملت معه (اولمرت) واعرفه جيدا. له مواقفه وآراؤه ونتعامل ‏معه من دون تقييم مسبق».‏

واضاف «ايا كان رئيس الوزراء (الاسرائيلي) سنتعامل معه وسنجلس معه على الطاولة بدون ‏آراء مسبقة عندنا اتفاقيات وعلينا ان ننفذها لذلك ايا كان رئيس الوزراء سنتعامل ‏معه».‏

الى ذلك، يرى محللون فلسطينيون ان المواقف والتصريحات الاميركية والاسرائيلية المعارضة لحركة ‏المقاومة الاسلامية (حماس) تسهم في الدعاية الانتخابية للحركة التي تخوض الانتخابات ‏التشريعية لاول مرة وتفيد استطلاعات الرأي بتنامي شعبيتها.‏

ويقول المحلل السياسي طلال عوكل ان الحكومة الاسرائيلية عندما وافقت الاحد على مشاركة ‏فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة في الانتخابات ومنعت حماس من خوض حملتها فيها «اسهمت ‏ببساطة في الدعاية لحركة حماس في القدس واماكن اخرى في الضفة الغربية».‏

ويضيف «كل ما يصدر عن الجانبين الاسرائيلي والاميركي ضد حماس يرتد ايجابا على الحركة بين ‏الجمهور الفلسطيني».‏

ويتابع ان «الجمهور الفلسطيني لديه موقف معاد للسياسة الاسرائيلية والاميركية ويرفض ‏الاملاءات الخارجية، ولذلك فاي تركيز ضد حماس عبر وصفها بالارهاب والدعوة لمنعها من ‏المشاركة في الانتخابات او الحكومة المقبلة، يعطي تزكية لحماس اكثر مما يؤثر عليها سلباً».‏

وأصدر حزب كديما الذي أسسه ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل المريض بيانا أمس اعلن فيه ‏اختيار ايهود اولمرت رئيسا بالانابة ليقود الحزب في الانتخابات التي تجري يوم 28 آذار.‏

وجاء في البيان ان القرار اتخذ بناء على الحالة الصحية لشارون.‏

وأصيب شارون (77 عاما) بجلطة شديدة في المخ في الرابع من كانون الثاني ويرقد الآن في ‏غيبوبة.‏

الى ذلك، مساعدون لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون إنه فتح عينيه لأول مرة منذ ‏إصابته بنزيف في المخ يوم الرابع من كانون الثاني لكنهم وصفوا ذلك بانه حركة لا إرادية ‏لا تعني خروجه من الغيبوبة.‏

وقال احد مساعديه «انه رد فعل تلقائي». وأضاف «يمكن القول ان حدقة العين لا تتابع أي ‏شيء».‏

وفي بادئ الأمر نفى مستشفى هداسا الذي يعالج فيه شارون تقريرا على موقع صحيفة يديعوت ‏أحرونوت على الانترنت اورد انه فتح عينيه.‏

لكن المستشفى أصدر بيانا في وقت لاحق قال فيه أن افرادا من أسرة شارون فسروا حركة ‏جفنيه على انها فتح للعينين.‏

وقال بيان المستشفى «المدلول الطبي غير واضح في هذه المرحلة».‏

وذكرت صحيفة «هآرتس» ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فكر قبل مرضه ‏بسيناريوهات عدة للقيام بعمليات انسحاب من الضفة الغربية واخلاء عدد من المستوطنات ‏اليهودية في هذه المنطقة.‏

وكشف مقال لاري شافير الصحافي في «هآرتس» نشرته أيضاً صحيفة «نيويوركر» ايضا، ان شارون ‏الذي دخل في غيبوية عميقة بعد اصابته بنزيف حاد في الدماغ، كان طلب من مجلس الامن ‏القومي دراسة اربعة سيناريوات بديلة لتسوية النزع مع الفلسطينيين.‏

وهذه السيناريوهات هي:‏

‏- اخلاء مستوطنات معزولة في الضفة الغربية،

‏- اخلاء قطاع كامل في هذه المنطقة على الارجح قرب نابلس شمال الضفة الغربية،

‏- انسحاب اسرائيل من 88% من الضفة الغربية،

‏- الانسحاب من 92% من الضفة الغربية.‏

ونقلت الصحيفة عن مساعدين قريبين من شارون طلبوا عدم كشف هوياتهم، قولهم ان رئيس ‏الوزراء كان يأمل خصوصا في ابرام اتفاق انتقالي مع الفلسطينيين ينص على اخلاء عشرين ‏مستوطنة.‏

وتابعت المصادر نفسها ان شارون كان يفكر ايضا في ان يأمر بانسحاب الى ما وراء «الخط ‏الامني» (اي الجدار الفاصل) الذي تؤكد اسرائيل انها تبنيه لمنع تسلل انتحاريين فلسطينيين ‏الى اراضيها.‏