نجيب نصير

اولا: الغرب لا يريد بنا خيرا او شرا .. الغرب يريد مصالحه ولا يلتفت الى تقييمنا الاخلاقي له على اعتبار الاقوى هو الذي يفرض مثله واخلاقياته وتفسير الواقع والعودة اليه هو من شأن القادر على تغيير هذا الواقع، اما غير القادر فليصمت ويشتغل ويكفينا جعجعة ، فالرزق الداشر يعلم الناس السرقة .

ثانيا: الحالة السايكس بيكوية التي تعيشها اوطاننا هي ليست مجرد خطوط على خارطة تأخذ مشروعيتها من واضعها / المستفيد منها ، وانما هي طرق في اتجاه واحد لأخذ الاذن في المحافظة عليها وتسيير شؤونها ، وبالتالي فأن دعم الغرب لأخصام حماس جاء في صالحها لأن هؤلاء الخصوم سرقوا اعانة دعم الانتخابات مراكمين فساد على فساد ، ما يعني وبالمنطق الصوري ان الغرب دعم حماس لغاية في نفسه لا تخرج عن المصلحة ( ربما كان من غير المستقاة فوز اخوان مصر بالانتخابات على صهوة الفساد ) والحال هكذا علينا الاستفهام ماذا يستفيد الغرب من صعود حماس بغض النظر ارادت ذلك حماس ام لا .

ثالثا: الفساد قسم الدنيا كما فعل ابن لادن وكذا الرئيس بوش الى قسمين في حالة حماس هما الدنيا والآخرة فمن أراد الالتحاق بالفساد السايكس بيكوي كان له والباقي اختاروا الآخرة ومكافأتها لأن الواقع يقول ان جماعة الفساد لم يستطيعوا تحريرا او ادارة ليس في فلسطين وحدها ! فانحاز الصوت الانتخابي الى من يعد بالابتعاد عن الفساد على الاقل حتى ولو لم يستطع ادارة الدولة ،فهذه الدولة في اسها اصطلاح استعماري قرر وشرع من الخارج .

رابعا: الغرب ليس مضطرا ان يفهمنا كما ننظر الى انفسنا ، فقد فهمنا وتصرف على اساس فهمه لنا ونجح حتى الان في تنفيذ ما يريد

خامسا: الديموقراطية: ومن أدوات ممارستها العقد الاجتماعي وصناديق الاقتراع والمجالس المحلية والبرلمانية وغيرها الكثير هي أداء حداثي بكل صدق وعزيمة لا يمت إلى التراث وسييبسه بصلة

سادسا: إن ردة فعل فتح كسلطة على فوز حماس ( تذكر عزيزي القارىء ايمن نور في مصر مع انه لم يفز ) تجعل من العملية برمتها ملكا عضويا, اي انها مسألة اثرية والدولة لما تزل اموية اوعباسية وبالتالي فان المجتمع موضوع العملية برمتها لما يزل رعايا ولم يعد مهما إن يرى الغرب فينا ديمقراطية او لا ديمقراطية ، فالنتائج تودي إلى الاستبداد مع او دون فساد او ربما ترشيد الفساد وقوننته

سابعا: كلنا نصدق ان حماس تريد مقارعة هذا العدو الصهيوني الغاشم وكلنا معها في هذه المقارعة ، ولكن علينا ان نلحظ ان هذا العدو هو عدو حداثي وتجب مقارعته بطرق ووسائل حداثية وللانتصار عليه يجب ان تكون هذه الطرق والوسائل سباقة في حداثيتها والا سوف يجري نفس الماء في نفس النهر مرتين .

قد تكون الدروس غير المستقاة في فوز حماس بالانتخابات اعمق بكثير من الدروس المستقاة خصوصا اذا خصصنا هذه الدروس في فهم رأي الغرب بهذا الفوز ، ربما لو حاربنا الفساد لفهمنا الغرب وتحسب منا .