جاءني بعض الاعتراضات، بينها من زملاء وزميلات، على الفكرة الرئيسية في تعليقي يوم السبت الماضي: "الفلسطينيون أرقى منا سياسيا". خلاصة هذه الاعتراضات فكرة أنه من غير الصحيح أن الانتخابات في لبنان لا تشهد تغييرا... اذ ان بعضها كان يحمل معه تغييرات كبيرة على مستوى بعض الطوائف او حتى اوسع من ذلك مثل انتخابات1968 و1992 و2000... على اختلاف ظروف واستقطابات كل منها.

ردي السريع على هذا الاعتراض انني قصدت بوضوح ليس مجرد التغيير بل غياب الانتخابات التي يؤدي فيها الموقف الشعبي ضد الفساد السياسي الى تغيير شامل. هذه ظاهرة لا نعرفها في الجزء الديموقراطي من تاريخ المنطقة بما فيه لبنان. وهوحصل حصرا- أي بهذا المعنى ضد الفساد السياسي- مرتين حصرا في تاريخنا المعاصر: تركيا عام 2002 وفلسطين عام 2006. لكن طبعا كان هناك دائما مرشحون افراد يخترقون اللوائح بسبب سمعتهم الشخصية في لبنان بعد 1943 كما في مصر أو في سوريا والعراق الاربعينات والخمسينات. لكن المقصود انه لا وجود قبل الآن لظاهرة تغيير شامل في "الاستابلشمنت" الحاكم عبر الاقتراع ضد فساد الطبقة السياسية (للتذكير:"فساد الطبقة" لا يعني عدم وجود سياسيين غيرفاسدين وذوي سمعة محترمة). وقد يحدث التغيير بسبب مواضيع اخرى وفي انتخابات فعلية منها 1968 على سبيل المثال لا الحصر.

لهذا تخطانا الفلسطينيون سياسيا في انتخاباتهم الاخيرة وانضموا-على هذا الصعيد- الى منظومة غربية انتخابياً.

ملاحظة اخرى برسم اللبنانيين: رأينا بوضوح كيف أنقذ نظام التمثيل النسبي (نصف المقاعد يُنتخب على اساس النسبية) ما تبقى من التنوع في البرلمان الفلسطيني ليس فقط ببعض المقاعد لليسار والمستقلين بل أيضا بنسبة حيوية لحركة "فتح" نفسها.