رامي دعيبس

مع استمرار الأزمة الداخلية الخطيرة بعد الحسم العسكري الذي نفذته حركة حماس في الرابع عشر من حزيران يونيو الماضي و التي تعصف بالشعب الفلسطيني وقضية خاصة في ضوء الانقسام الحاصل على الصعيدين السياسي والمؤسسي بين غزة ورام الله وما تمخض عنه من وضع مأساوي بفعل الحصار وسياسية التميز التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين وما يرافق ذلك من تحركات سياسية وتحضيرات بغية التوصل إلى اتفاق إطار أو تفاهم قبل مؤتمر الخريف الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش منتصف الشهر القادم وحول هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان.

***ما هو موقف الجبهة الديمقراطية مما جرى في غزة وهل من تحركات أو مبادرات من قبلكم للخروج من هذه الأزمة ؟

أن الجبهة الديمقراطية تنظر بخطورة بالغة لنتائج الحسم العسكري الذي نفذته حركة حماس وما نتج عنه من نتائج مأساوية على المصالح الحياتية والإنسانية للشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن الجبهة اعتبرت أن عملية الفصل بين غزة ورام الله أمر كإرثي يتطلب العمل الجاد والسريع من اجل تصويب الأمور وإعادتها لما كانت عليه وبهذا الخصوص قدمت الجبهة مبادرة من أربعة نقاط تنطلق بالأساس من حل الأزمة وفقا لحل سياسي ديمقراطي سلمي من خلال التوافق على حوار وطني شامل وليس الحوار الثنائي القائم على أساس المحاصصة بين الفصليين فتح وحماس ، وأشار إلى أن التجارب السابقة أثبتت فشل الحوار الثنائي وعدم جدواه من حيث التوصل إلى تهدئة مؤقتة سرعان ما تنجر الأمور بعدها وتعيدنا إلى المربع الأول لذا لابد من الحوار الشامل بمشاركة كافة الفصائل و القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني .

وأضاف أن مفتاح الحوار يمكن أن يتم باستعداد حماس للعودة إلى ما قبل الحسم العسكري ووقف إشكال القمع والاعتقالات وصوت الحريات وكذلك قيام السلطة في رام الله بوقف كافة إشكال الاعتداءات ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية تتوافق عليها كافة القوى وتكون مهمتها العمل على استتباب الأمن وإعادة الوحدة المؤسسية والسياسية وتهيئة الظروف للعودة إلى الشعب بالتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة وغزة وفقا لقاعدة التمثيل النسبي .

** كيف تنظرون في الجبهة الديمقراطية إلى جدوى المؤتمر الدولي للسلام منتصف الشهر القادم ؟

من الواضح إن رايس والمرت يحاولون أن يحصروا اللقاء الدولي في إطار بيان مشترك لا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ويدفع باتجاه أن يكون هذا الاجتماع هو لقاء علاقات عامة وتطبيع مع الدول العربية وغيرها مع تجاهل القرارات الدولية ذات الصلة القصية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية مؤكد على ضرورة أن يكون المخرج من فخ المؤتمر الدولي هو جهد فلسطيني عربي مشترك يعمل أن يكون أي لقاء دولي منطلق لعملية سياسية جادة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال .

ما هو موقفكم من اللقاءات المتواصلة بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي خاصة مع الفاعلان بالأمس عن تشكيل فرق التفاوض المشتركة ؟

من المؤكد أن أي لقاءات أحادية على غرار ما حدث باتفاق أسلو تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة على القضية الفلسطينية لذا فأن ذلك يتطلب إشراف جماعي على إدارة العملية التفاوضية وقيام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدورها كهيئة لتوجيه التحرك السياسي مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق وطني لاستعادة الوحدة الوطنية .

وحول اللجوء إلى استفتاء شعبي في حال التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل قال زيدان أن الاستفتاء الشعبي أمر ضروري ومحل إجماع وطني وأمر متفق عليه حيث أن أي اتفاق يجري التوصل إليه مع العدو الإسرائيلي يجب أن يعرض على المجلس الوطني أو على استفتاء شعبي يقره ويحدد موقفه منه .

** وفي موضوع آخر وحول سياسة التميز التي تنتهجها إسرائيل في عملية الإفراج عن الأسرى في إطار بوادر حسن النية تجاه الرئيس محمود عباس قال زيدان ....

أن الجبهة الديمقراطية تدين سياسة التميز في إطلاق سراح الأسرى ونطالب السلطة الفلسطينية برفض هذه السياسة وندعو الحركة الأسيرة للقيام بتحركات داخل المعتقلات تحول دون هذا التميز كما ندعو للقيام بتحركات شعبية وسياسية شاملة لإطلاق سراح الأسرى ونحن بصدد التحضير لأوسع تحركات شعبية لضمان حق جميع الأسرى بالإفراج عنهم جميعا وليس في إطار خطوات مجزوءه ومحدودة وفي نفس الوقت نرحب بالإفراج عن أي أسير فلسطيني.

*** ما هو ردكم على الاتهامات الموجه لكم بخصوص موالاتكم وانحيازكم لحركة فتح على أساس وعود بعودة الأمين العام للجبهة نليف حواتمة إلى رام الله ؟

هذا أمر مرفوض وغير صحيح حيث أن موقف الجبهة واضح واعتبرت أن مبدأ المحاصصة الثنائية التي كانت أساس التوصل لأي اتفاق في السابق هو الذي أوصل الأزمة إلى ذروتها وندعو الطرفين لترك أي ذريعة والعمل الجاد باتجاه الشروع في حوار وطني شامل بلا شروط كما ندعو حماس للتراجع عن خطوة الحسم العسكري وذات الوقت ندين أي ممارسات للسلطة في الضفة الغربية سواء بالعلاقة مع قطاع غزة أو انتهاك الحريات.

وحول كيل الاتهامات للجبهة من حيث ربط موقفها من حركة فتح بوعود بعودة أنينها العام إلى رام الله قال زيدان أن العودة إلى الداخل هو حق لكل القيادات الفلسطينية وان يوجه الاتهامات عليه أن يدرك جيدا أن من يعارض عودة حواتمة هو اليمين الإسرائيلي لأسباب تتعلق بالتاريخ النضالي وعمليات المقاومة التي نفذها الجبهة ومتهم بها أنينها العام.

وفي النهاية نقول أن قرار إسرائيل باعتبار قطاع غزة كيانا معاديا والحصار المفروض على القطاع وكذلك مخاطر الاجتماع الدولي ومعالجة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع الذي دعا إليه بوش يتطلب من الجميع العمل على استعادة الوحدة الوطنية باعتبارها الطريق الوحيد للخروج من المأزق الحالي